الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

في ذكراها.. ويلستونكرافت.. الأديبة "العاهرة" التي خلدت اسمها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينبغي للمرأة أن يكون لها ممثلون داخل الحكومة، بدلاً من أن تحكم بشكل تعسفي من قبل الرجال، دون أن يتم السماح لها بالمشاركة في مداولات ومناقشات الحكومة.“,”
كانت تلك إحدى مقولات الروائية والفيلسوفة البريطانية المناصرة لحقوق المرأة “,”ماري ويلستونكرافت“,”، التي نادت وناضلت من أجل المرأة، حيث لم يكن حال المرأة في أوروبا بأحسن حال من شقيقتها في العالم العربي، فظلت تعيش في ظل اضطهاد المجتمع الذكوري الذي يمحو وجودها المجتمعي شيئًا فشيئًا حتى أصبح متلاشيا، لتبدأ الصحوة النسائية تنمو وتطالب بحقوقها وبتواجدها المجتمعي والمشاركة في جميع المجالات، لتثبت بالوقت قدرتها على المساواة مع الرجل.
مناضلتنا هي البريطانية “,”ماري ويلستونكرافت“,” من القرن الثامن عشر، ولدت في 27 أبريل عام 1759، بلندن، فمن خلال رحلتها المهنية القصيرة، كتبت العديد من الروايات المتنوعة، وقصص رحال، وقصص للأطفال، كما كان للثورة الفرنسية جزء من كتابتها.
دافعت “,”ويلستونكرافت“,” عن مناصرة حقوق المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة، واقترحت معاملة كلاهما على أنهما مخلوقان رشيدان يصنعان نظامًا اجتماعيًا يقوم على العقل. على الرغم من محاولاتها المستميتة في إثبات حضور المرأة في العلوم الإنسانية، إلا أن حياة “,”ويلستونكرافت“,” الشخصية كانت أكثر اهتمامًا من حياتها المهنية، حيث تعددت علاقتها بالرجال بطريقة غير شرعية ومن بين هؤلاء الرجال هنري فوسيلي، جربلت املاي التي أنجبت منه ابنتها “,”فاني املاي“,”، ثم تزوجت من الفيلسوف ويليام جودوين. كانت حياتها قصيرة حيث توفيت في 10 سبتمبر عام 1797 عن عمر يناهز الثامنة والثلاثين، بعد عشرة أيام فقط من ولادة ابنتها الثانية “,”ماري شيلي“,” الكاتبة والروائية التي اشتهرت فيما بعد برواية “,”فرانكشتاين“,” الشهيرة.
بعد وفاتها قام زوجها ويليام جودوين عام 1798 بنشر قصة حياتها، كاشفا آنذاك تفاصيل جريئة وغير مقبولة اجتماعيا، مما أدي إلى انهيار سمعتها تماما.
استطاعت “,”ويلستونكرافت“,” أن تجعل صوتها وصوت الكثير من النساء في ذلك الوقت أن يصل إلى أبعاد المجتمع الغربي، بجانب روايتها السياسية الثائرة من بين روايتها “,” رواية ماريا أو مظالم النساء“,”، وتدور الرواية حول المظالم التي تتعرض لها المرأة علي المستوى الاجتماعي وأنهن ضحايا الجرائم بشكل مستمر ودائم، كما استخدمت ويلستونكرافت الحوارات الفلسفية في روايتها للتدليل على عجز النساء.
وأخيرًا وليس آخرًا، لم يتوقف النضال النسائي الثائر في المجتمعات الذكورية، التي تصر بشكل صارم على اضطهاد المرأة، إلا أن إصرار وثبات وقدرة المرأة على إثبات وجودها داخل الملحمة العنصرية الشرسة عليها، تجعلها قدوة ومثالا يحتذى به.