يقطعون الرقاب ويسفكون الدماء ويروعون الآمنين وينقضون العهود
تلاعبوا بالدين وكتبهم مليئة بـ«فكر التكفير»
يحتكرون الوعد الإلهى ويستعلون على الناس
يعتبرون الوطن «حفنة تراب» وفكرهم مشوه
تلاعبوا بالدين وكتبهم مليئة بـ«فكر التكفير»
يحتكرون الوعد الإلهى ويستعلون على الناس
يعتبرون الوطن «حفنة تراب» وفكرهم مشوه
أهمية هذا الحديث فى صاحبه والمرجعية التى يستند إليها، أن يخرج من الشيخ أسامة الأزهرى، الأستاذ فى جامعة الأزهر، المستشار الدينى لرئيس الجمهورية، فيجب أن نتوقف أمامه، وألا يمر مرور الكرام. العنوان هو: «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين»، بقلم أسامة السيد محمود الأزهرى، أما من تلاعب بالدين فلقد حددهم المؤلف على غلاف كتابه: «التيارات المتطرفة من الإخوان إلى داعش».
يذهب أسامة الأزهرى إلى أن كتابه الواقع فى 203 صفحات من القطع المتوسط «مشروع علمى أزهرى مؤصل، يستعرض على مائدة البحث العلمى والتحرير المعرفى الدقيق خلاصة المقولات والنظريات والأفكار التى بنى عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام فى الثمانين عاما الماضية، قيامًا بواجب البيان للناس وصيانة للقرآن الكريم من أن تلتصق به الأفهام الحائرة والمفاهيم المظلمة المغلوطة».
قسّم «الأزهرى» الكتاب إلى ٩ فصول، الأول عن الحاكمية وتكفير المسلمين جميعًا، والثانى عن الجاهلية وحتمية الصدام، والثالث عن مفهوم دار الكفر ودار الإسلام، والرابع عن احتكار الوعد الإلهى والاستعلاء به على الناس، والخامس حول مفهوم الجهاد، والسادس عن مفهوم التمكين، والسابع عن الوطن، والثامن تحت عنوان المشروع الإسلامى بين الحقيقة والخرافة، والأخير حول القواعد التى غابت عن عقلية التيارات المتطرفة فوقعت فى الأخطاء التاريخية.
الحديث عن «الثمانين عامًا الماضية» له رمزية خاصة أيضًا، فهذا تقريبا عمر جماعة الإخوان المسلمين، أما المفاهيم المغلوطة فيقصد بها: الحاكمية، والجاهلية، والجهاد والوطن، فى بيان لهذه التصورات عند التيارات المتطرفة، فى مقابل التصور الصحيح لها عند علماء الأمة.
يقول الأزهرى فى مقدمته: «لقد كانت حصيلة الثمانين عاما الماضية أن تركت بين أيدينا اليوم أطروحات دينية ابتغت خدمة الشرع وتحمست له وتتابعت على ذلك عندهم أجيال فوضعوا لأنفسهم أصولًا وصنعوا نظريات فكرية تنتسب إلى الشرع وقدمت تنظيرات وكتبت تأصيلات وألفت كتبا ومؤلفات وإصدارات وأنشأت قصائد وأدبيات وأصدرت صحفا ودوريات، وكم من قضية أو نازلة طرأت كان لهم فيها رأى أو أطروحة مع أحاديث تاريخية عاصفة ووقائع ملتبسة وموارد فكرية متداخلة».
ويضيف: «أعيد اليوم بعث فكر التكفير الذى كان كامنًا فى كتب التيارات المتطرفة، فتم تحويله إلى تنظيمات وجماعات وتطبيقات بل تولدت منه الأجيال الثوانى والثوالث من الأفكار والتطويرات والاستدلالات مما أفضى بنا إلى تيارات تقطع الرقاب وتسفك الدماء وتروع الآمنين وتنقض العهود وتمتهن دين الله وتلصق به أفهامها المتحيرة، وتفسيراتها الفادحة مما يمكن تسميته بظاهرة التفسير الغاضب للقرآن الكريم».
ماذا عن هذه التيارات؟
إنها تيارات تدعى الانتساب إلى الوحى وتتمرد على المنهج ويغلبها الواقع، ومن هنا كان لا بد من وقفة تاريخية أزهرية، يستنفر فيها الأزهر علومه ومعارفه وتاريخه وأعيانه ومناهجه وأدواته العلمية ويضع نتاج تلك التيارات تحت المجهر حتى يصدر فيها الرأى الفصل وينفى عن دين الله تعالى ما ألصق به من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
اخترنا أن نتوقف فى الحلقة الأولى عن مفهوم الوطن لدى التيارات الإسلامية المتطرفة وبالتحديد جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم «داعش» الإرهابى.
بدأ «الأزهرى» فصله بذكر المفاهيم المغلوطة للوطن لدى التيارات الإسلامية المتطرفة، ولخصها فى: اعتبار الوطن حفنة تراب لا قيمة لها، وأن حبه انفعال بشرى سخيف لا بد من مقاومته والبراءة منه مثل ميل الإنسان للمعاصى، ورفض فكرة الوطن لأنها فى نظرهم مقابل الخلافة أو الأمة، واعتبار أن الأوطان حدود جغرافية صنعها الاستعمار فلا نحبها ولا نتعامل معها، وأنها هى المساكن التى ترضونها وذمها الله، مع ذكر أنه ليس فى الشرع آية ولا حديث تدل على حب الوطن.
يعقب «الأزهرى» بقوله: «جمل بسيطة توضح الصورة المشوهة للوطن فى عقلية التيارات الإسلامية، فقد قامت تلك التيارات والجماعات الإسلامية فى الثمانين عاما الماضية بصناعة فكر سقيم، تحاول فيه أن تستخرج وتصنع تصوراً عن عدد من المسائل والقضايا الكبيرة رغم افتقاد تلك التيارات الأدوات الصحيحة فى فهم الشرع، بالإضافة إلى جو نفسى متأزم ومختنق ومتوتر سيطرت عليه أزمات انهيار الخلافة الإسلامية واحتلال فلسطين والضغوط النفسية للسجون فتولد عندهم فقه فى غاية التشوه جعل الصورة المستقرة فى أذهانهم لعدد من القضايا والمسائل صورة ومنحرفة ومختزلة ومبتورة».
الوطن حفنة تراب لا قيمة لها
يقول سيد قطب فى «ظلال القرآن»: إن راية المسلم التى يحامى عنها هى عقيدته، ووطنه الذى يجاهد من أجله هو البلد الذى تقام شريعة الله فيه، وأرضه التى يدفع عنها هى دار السلام التى تتخذ المنهج الإسلامى منهجا للحياة، وكل تصور آخر للوطن هو تصور غير إسلامى، تنضح به الجاهليات ولا يعرفه الإسلام.
وقال أيضاً: إن الناس يقيمون لهم اليوم آلهة يسمونها «القوم»، ويسمونها «الوطن» ويسمونها «الشعب» إلى آخر ما يسمون وهى لا تعدو أن تكون أصناما غير مجسدة كالأصنام الساذجة التى يقيمها الوثنيون، ولا تعدو أن تكون آلهة تشارك الله سبحانه وتعالى فى خلقه وينذر لها الأبناء كما كانوا ينذرون للآلهة القديمة.
ويرى «الأزهري» فى هذه النقطة أن هذا «تصور اختزالى للوطن، حيث إن الوطن فى الحقيقة ليس حفنة تراب، بل هو شعب وحضارة ومؤسسات وتاريخ وانتصارات وقضايا ومكانة إقليمية ودولية ورجال عباقرة صنعوا تاريخ هذا الوطن فى مجال العلم الشرعي»، ثم يسأل: «كيف يتجاهل كل هذه المكونات التى تصنع مفهوم الوطن واختزالها فى حفنة تراب يمثل عقوقا وطنيا وفهما مجتزئا ومشوهاً وتحقيرا لأمر عظيم».
حب الوطن انفعال بشري
يرى «الأزهرى» أن هذا فهم سقيم وخلط غريب بين المشاعر الخبيثة الآثمة التى أمرنا الله أن نتنزه ونتسامى عليها وبين المشاعر النبيلة والدوافع الفطرية الراسخة التى اكتفى الله تعالى بها، واعتمد الشرع على شدة ثباتها فى النفس الإنسانية، وأنه بسبب استقرارها وثباتها فى النفس فإن الشرع لا يحتاج إلى تقنين تشريع لها، لأن دوافع الطباع تكفى لتوجيه الإنسان فيها إلى المسار الصحيح، ومن هذه الدوافع النبيلة الانتماء والوفاء للوطن.
واستند فى رأسه إلى حجة الإسلام أبو حامد الغزالى صاحب إحياء علوم الدين، حيث قال فى كتاب الوسيط فى فقه السادة الشافعية: «ولكن فى بواعث الطباع مندوحة عن الإيجاب، لأن قوام الدنيا بهذه الأسباب، وقوام الدين موقوف أمر الدنيا ونظامها لا محالة»، وأيضًا ما رواه «الدينوري» فى كتاب: «المجالسة من طريق الأعصمي»، حيث قال: «سمعت أعرابياً يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحنننه إلى أوطانه».
رفض فكرة الوطن
يقول «الأزهرى»: «لما كان الانتماء مكوناً راسخاً من مكونات الفعل البشرى وهو من أهم مكونات الفطرة التى فطر الله الناس عليها فقد أكده الشرع الشريف وانطلق منه وعوّل عليه ولم يقمعه أو يتجاهله ولكن عدله ونسقه وحدد للمكلف معالم راقية للانتماء تلبى ذلك الدافع القهرى المنبعث من داخله وتحفظه من مزالقه التى من الممكن أن يؤدى إليها، ثم إن الشرع لم ير بأسا بوجود انتماءات جزئية فى إطار ذلك الانتماء الكلى تدعمه وترسخه وتنبع منه وتفضى إليه، ولا تخرج عن نسقه الكلى بمحبة البقعة المحددة التى ولد فيها الإنسان وعاش وهى موطنه المباشر ولا يتعارض ذلك مع محبة الأمة بأكملها بل هو جزء منها، فإن غلب عليه حبه وانقلب تعصبا يعادى من أجله المسلم الناس فإن الشرع يرفضه، ومن هنا جاءت محبة الأوطان والديار، وأكد الشرع قضية حب الوطن وكان النبى يحب مكة ويشتاق إليها مع أن المدينة مقره ومثواه».
الأوطان صنعها الاستعمار
يقول «الأزهرى»: الأوطان ليست حدودًا جغرافية صنعها الاستعمار، بل الأوطان بقاع عريقة، قبل الاستعمار بألوف السنين واستقرار الوضع الحالى على تلك الحدود لا يكون بالتلاعب بل بالاتفاقات العليا التى يتم إبرامها وفق آليات محترمة».
ويرى أن قيمة الوطن ليست متعلقة أصلاً بفكرة الحدود بل الوطن قيمة تاريخية وعلمية وإقليمية وعالمية، والوطن المصرى على وجه الخصوص أمر مركب من عبقرية المكان وعبقرية الزمان وعبقرية الإنسان، فهذا خلط شديد فى المفاهيم يختزل صورة الوطن فى الذهن ويودى إلى صناعة صورة مزيفة يتم فيها إهدار قيمة الوطن وتاريخه وإنجازاته ودوره، ويتم فيها التلاعب بمشاعر الإنسان حيث يلتبس فى ذهنه مفهوم الوطن ويتم إلصاق فكرة الاستعمار وآثاره السيئة بفكرة الوطن بحيث كلما خطرت فكرة الوطن فى الذهن انتقل الذهن منها إلى بشاعة الاستعمار وكراهيته فيتصور أن كراهية الاستعمار تقتضى منه البراءة من الوطن، تحت دعوى أن الوطن صنيعة الاستعمار».
الأوطان ذمها الله
الآية من سورة التوبة: «قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ».
يقول «الأزهرى»: «قامت تلك التيارات بصناعة فهم مغلوط يتصورون فيه أن الأوطان هى تلك المساكن التى ترضونها، وإذا صارت أحب إلينا من الله ورسوله والجهاد فى سبيله فهذا فسق، وهذا المفهوم حافل بالأغلاط والأخطاء ويشتمل على منهج سقيم فى فهم القرآن يؤدى إلى أن ننسب إلى القرآن عكس ما يريد، وهذه هى المنهجية الإجمالية المغلوطة فى فكر تلك التيارات، وهى الدخول إلى فهم القرآن بدون أدوات الفهم الصحيح، وأدوات الفهم الصحيح هى العلوم التى يعلمها الأزهر لأبنائه على مدى سنين من عمر طالب العلم، وهى علوم البلاغة وعلم النحو وعلم أصول الفقه وعلم التفسير لأن القرآن عربى مبين ولا يمكن فهمه إلا بتلك الأدوات العليمة ومن أراد أن يفهمه بدونها فإنه يتسلط على القرآن بفهمه المسبق وينسب أفكاره الخاصة للقرآن مما يؤدى به إلى تقويل القرآن ما لم يقله وهذا منهج فى غاية الخطورة».
فى الجزء الثانى من الطرح عرض أسامة الأزهرى الصورة الصحيحة للوطن فى الفكر الإسلامى وعقلية الأزهر الشريف.
القرآن الكريم وكلام المفسرين
الإمام فخر الرازى له ملمح لطيف فى الاستدلال من القرآن الكريم على حب الوطن، وأنه داع فطرى شديد العمق فى النفس أشار إليه عند تفسير قوله تعالي: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوْا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوْا مِنْ دِيَارِكُمْ» فقال: «جعل مفارقة الأوطان معادلة لقتل النفس كأن الله تعالى يقول: ولو أنى كتبت عليهم أعظم مشقتين فى الوجود لم يمتثلوا، وأعظم مشقتين هما قتل النفس ويقابلها فراق الوطن، فمشقة قتل النفس فى كفة ويوازيها ويساويها تماما فراق الوطن».
وقال العلامة الملا على القارى فى (مرقاة المفاتيح): «ومفارقة الأوطان المألوفة هى أشد البلاء ومن ثم فسر قوله تعالى (والفتنة أشد من القتل) بالإخراج من الوطن لأنه عقب بقوله (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) ومن ثم فإن كل آية تظهر فضل الهجرة فإنها راجعة إلى هذا الأصل والذى هو شدة الصبر ومغالبة النفس على فراق الأوطان المحبوبة وإيثار لمعنى من المعانى الشريفة فكم لهذا المعنى من قدر حتى تصبر النفس على تلك المشقة العظيمة لأجله».
الحديث الشريف وكلام شراح الأحاديث
روى البخارى وابن حبان والترمذى من حديث أنس أن «النبى كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدارات المدينة أوضع راحلته وإن كان على دابة حركها من حبها»، ففى هذا الحديث الجليل تصرف نبوى هاد محفوف بالعصمة ومنزل الوحى تحرك به الجنان النبوى الشريف ومن ورائه الإلهام الصادق والوحى المبين بحنين القلب إلى الوطن، ونزوع الفؤاد إليه حتى إن كان النبى ليحرك دابته إلى المدينة المنورة إذا قفل فى سفره وأبصر جدرانها من حبها وحنين الجنان الشريف إليه.
وقال الحافظ الذهبى فى (سير أعلام النبلاء): «وكان يحب عائشة ويحب أباها ويحب أسامة ويحب سبطه ويحب الحلواء والعسل ويحب جبل أحد ويحب وطنه ويحب الأنصار إلى أشياء لا تحصى مما لا يغنى المؤمن عنها قط».
بل جعل العلماء حب الوطن هو علة مشقة السفر مطلقاً، حتى لقد ذهب إلى ذلك بعض شراح الحديث فى تفسير الحديث الذى رواه أحمد والطبرانى من حديث عقبة بن عامر الجهنى أنه قال: ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد لولده، والمسافر، والمظلوم على ظالمه).
وعلل الشراح سبب استجابة دعاء المسافر هو ما يعانيه من فاقة واضطرار وحزن لمفارقة وطنه وأهله، فقال العلامة المناوى فى (فيض القدير) شارحا للحديث: «لأن السفر مظنة حصول انكسار القلب بطول الغربة عن الأوطان وتحمل المشاق والانكسار من أعظم أسباب الإجابة».
وقال بعض الحكماء: «الحنين إلى الوطن من رقة القلب ورقة القلب من الرعاية، والرعاية من الرحمة، والرحمة من كرم الفطرة، وكرم الفطرة من طهارة الرشد».
حب الوطن عند الفقهاء
ذهب الفقهاء إلى تعليل حكمة الحج وعظمة ثوابه إلى أنه يهذب النفس بفراق الوطن والخروج على المألوف، فقد قال الإمام القرافى فى (الذخيرة): «ومصالح الحج.. تأديب النفس بمفارقة الوطن».
حب الوطن عند الأولياء والصالحين
يقول سيد الزهاد والعباد إبراهيم بن أدهم: «ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علىّ من مفارقة الأوطان».
حب الوطن عند الشعراء والأدباء
لم يزل الشعراء يبكون ويستبكون وتجيش منهم الخواطر وتتحدر منهم روائع البيان فى الإعراب عن شدة الحنين والشوق إلى الأوطان حتى أن الباحث المتتبع ليظفر من منثور أشعارهم الفائقة والأبيات الرائقة المعبرة عن شدة فراق الأوطان على وجدان الإنسان. فيقول ابن بسام فى (الذخيرة) غير أن الوطن محبوب، والمنشأ مألوف واللبيب يحن إلى وطنه حنين النجيب إلى عطنه، والكريم لا يجفو أرضا بها قوابله.