الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإعلام وحروب الجيل الرابع "4"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- نواصل نشر جزء من الفصل الثاني عشر من كتاب "الاحتلال المدني .. أسرار 25 يناير المارينز الأمريكي" للكاتب والباحث عمرو عمار حيث يتحدث في هذا الفصل والذي يحمل عنوان "الاعلام رهينة في قبضة الولايات المتحدة الامريكية" حيث يتحدث عن دور الولايات المتحدة وتدخلها السافر في الاعلام المصري والصحافة المصرية ..
- يقول الباحث عمرو عمار في سؤاله للكاتب مهدي مصطفى مدير تحرير مجلة الأهرام العربي: ما الصحف المستقلة التي خرجت من رحم مشروع كولن باول في تلك الأثناء ؟!
- صحيفة "نهضة مصر" لصاحبها عماد الدين أديب "والمصري اليوم" هما الصحيفتان الوحيدتان اللتان تعتمد على أخبارهما الولايات المتحدة، وهما تحظيان بالدعم المباشر بوصفهما صحيفتين ليبراليتين، لكن نهضة مصر لم تنجح جماهيريًا، ونجحت المصري اليوم، فقد كانت تحظى بأولوية الحصول على الأخبار من المؤسسات الرسمية حتى قبل الصحافة القومية بدعم من حكومة رجال أعمال نظيف التي زاوجت المال بالسلطة وارتبطت بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وجميعنا نتذكر معركة إتفاقية الكويز مع أمريكا وإسرائيل الذي دافعت عنه المصري اليوم وتبنته مع وزير التجارة الخارجية السابق رشيد محمد رشيد، وبسبب هذا الاتفاق تم الاستغناء عن خدمات رئيس تحريرها الأول أنور الهواري، وحل محله مجدي الجلاد، أما عماد الدين أديب صاحب نهضة مصر وشركة "جود نيوز" لإنتاج الأفلام فهو صاحب مصطلح " الخروج الآمن لمبارك " والذي صرح به عام 2008 في مقالة شهيرة له، وهو من أنتج فيلم "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، وكان مرشحاً لرئاسة مجلس إدارة الأهرام عام 2005 بعد إبراهيم نافع.
وسأله: إذن هل تعتقد إننا في العام 2005 كنا أمام تزاوج صريح للسلطة بالمال ؟!.
- أتذكر ما جاء في مقدمة كتاب فرانسيس ستونر سوندرز "من يدفع للزمار" فقد جاء فيه على مدى أكثر من عشرين عاماً، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت وكالة المخابرات الأمريكية تنظم وتدير جبهة ثقافية عريضة "من المنظمات غير الحكومية "S،NGO" في معركة ضارية بدعوى حرية التعبير، وتكونت شبكة محكمة من البشر الذين يعملون بالتوازي مع الـ "CIA" بهدف زرع فكرة جديدة مؤداها أن "العالم في حاجة إلى سلام أمريكي وإلى عصر تنوير جديد".
والكتاب صدر عام 1993 أي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي نهائياً عام 1991.
- وأعتقد أن ما كشفته سوندرز ليس ببعيد عما جرى ويجري في مصر، ففي إبريل عام 2004 أصبح د. عاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك رئيسا مؤقتا للبلاد، في اثناء سفر مبارك في رحلة علاج الى المانيا، وبعد عودة الرئيس من هذه الرحلة العلاجية، صدر قرار رئاسي في يوليو من نفس العام بتكليف احمد نظيف وزير الاتصالات رئيسا للوزراء في مفاجأة مدهشة، وتوالت المفاجآت حين ضمت هذه الحكومة رجال أعمال نافذين في الاسواق العالمية، وهنا ادركت ان الجدل في دوائر الحكم العليا حسم لصالح الخط الامريكي الذي كان قد توصل الى الذروة في ذلك العام 2004، حيث بدأ الكتاب والصحفيون المحسوبون على امريكا جورج بوش يطالبون بالإسراع في التغيير، وجاءت كلمة التغيير كتعبير سحري يتردد في وسائل الاعلام ليل نهار.
- وبعد عام واحد بالتمام والكمال من حكومة رجال الاعمال بدأت الاصوات تعلو بضرورة تغيير رؤساء تحرير ومجالس ادارات الصحف القومية، وازدادت المطالب خاصة ان بعضهم استمر في موقعة اكثر من ربع قرن، وبالفعل تم تغيير الاحصنة القديمة بأحصنة جديدة مرتبطة بفلسفة حكومة نظيف، ورجالها الاشد أمثال أمثال رشيد محمد رشيد ومحمود محيي الدين وبطرس بطرس غالي، ورشيد كان الوزير المصري الوحيد المسموح له بزيارة امريكا ولقاء بوش في وقت امتنع فيه حسني مبارك عن زيارة واشنطن غضبا من الضغوط الامريكية، خاصة ان رجب طيب اردوغان التركي الصاعد في مشروع الشرق الاوسط الكبير اصبح رجل المرحلة، والمنوط به تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير بعد ان حظى بالحصول على خريطته السرية ، وبات حاضرا حتى في اجتماعات الجامعة العربية تحت رئاسة عمرو موسى امين عام الجامعة العربية.
- أغرب الاشياء ان صحيفة المصري اليوم كانت قد ظهرت، واصبحت الناطق الرسمي باسم المجموعة الجديدة، وضمت كل الكتاب الليبراليين المرتبطين بدوائر امريكية، واصبحت المنبر الذي تصل عبره الرسائل الامريكية كممر الى الرئاسة التي كانت صامدة امام ضغوط هائلة غير مسبوقة، وصارت المصري اليوم الداعية الى سلام مع اسرائيل عبر كتابها ودشنها محمد حسنين هيكل بعدة حوارات خاصة منها ذلك المقال الذي طالب فيه بتشكيل مجلس انتقالي يحكم البلاد في وقت كان فيه مبارك لا يزال في قمة السلطة، واصبحت الصحيفة المفضلة لتمرير السياسات الجديدة، حتى ان اتفاق الكويز الاسرائيلي نشرته هذه الصحيفة قبل التوقيع عليه رسميا، وقبل ان يوافق عليه مبارك في النهاية.
* وسأله: وهل تعتقد ان هذه الصحافة لعبت دورا سلبيا فيما يخص ملفات الامن القومي المصري في ذلك الحين ؟!
- طبعا .. انت تعرف ان ملف مياه النيل احد ملفات الامن القومي، ولا علاقة له بنظام معين، وبعد ظهور الصحافة المستقلة على الساحة الاعلامية راحت احدى هذه الصحف تنشر اخبارا وتسريبات مثيرة عن وضع مصر المائي مع اثيوبيا ودول حوض النيل، وكان الهدف هو اثارة الرأي العام، والرأي العام بالطبع سيضغط على الدولة لتكشف خطتها الاستراتيجية في معالجة هذا الملف الحيوي، وساعتها سيعرف المتربصون هذه الخطط السرية، وفي ذلك الوقت أتذكر ان "صحيفة الشعب" المصرية نشرت الخبر التالي: "كشفت المصادر ان هناك محاولات من بعض الجهات الاجنبية التي لم تسمها لمعرفة الاستراتيجيات المصرية المستقبلية للتعامل مع قضية مياه النيل، وذلك عبر تسريبات غير مباشرة من جانب صحف خاصة في مصر تتلقى تمويلها امريكيا، من خلال سعيها الى اثارة الرأي العام في مصر ضد الحكومة، بهدف اجبار الاخيرة على الكشف عن خططها واستراتيجيتها .!
* وسأله: هل تعتقد ان متدربي غرفة التجارة من الاعلاميين لعبوا دورا في الانشقاق بين القاهرة وواشنطن .. وفي الاستقبال الحافل لأوباما اثناء خطابه في جامعة القاهرة 2008 ؟
- لم يذهب مبارك الى امريكا طيلة سنوات الولاية الثانية للرئيس الامريكي جورج بوش، وفي عام 2008 جاء اوباما رئيسا، وزار القاهرة ليلقي خطابا صفق له هؤلاء الذين كانوا من قلب جامعة القاهرة وسط ترحيب حار، ولم يكن ذلك مثيرا بالنسبة لي، فأحد كتاب المارينز من القاهرة استطاع ان يحذف فقرة من خطاب اوباما قبل القائه كانت تقول بضرورة تنحي حسني مبارك !.
* وسأله: من هذا الكاتب الذي له هذه السطوة على الادارة الامريكية ليحذف فقرة من خطاب رئيس امريكي ؟!
- د. عبد المنعم سعيد، عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، وبسبب هذا الموقف غير المسبوق تحت مكافأته بتعيينه رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة الاهرام والمفارقة العجيبة أن سعيد هو الذي رحب بأحداث يناير قائلا عن نفسه أنه من أطلق هذه الثورة بمقالاته وذلك على شاشة قناة العربية بعد موقعة الجمل في 2 فبراير 2011، وبعد الافراج عن وائل غنيم كتب مقالا على صفحة كاملة في الاهرام شاملا عن الفتى وائل غنيم، والغريب أنه الان يعمل رئيسا لمجلس ادارة المصري اليوم.
* وسأله: ماذا كان موقف الصحافة المستقلة والخاصة من مشروع الضبعة الذي طرح في ذلك الوقت ؟!.
- بعد ان اصبح الطريق مسدودا بين واشنطن والقاهرة برفض المظلة النووية الامريكية التي كانت موجهة للحرب ضد ايران .. اعلن مبارك عن بداية مشروع نووي سلمي في الضبعة، وبدلا من مساندة هذه الصحافة له وجدنا وسائل الاعلام الخاصة وعلى رأسها المصري اليوم تشن هجوما مستمرا على المشروع، ويظهر عبر صفحاتها الصراع بين الاجنحة داخل النظام: حرس جديد وحرس قديم.
- وهنا يذكرني مهدي مصطفى بجمال عبد الناصر حينما اعلن عن مشروع نووي مصري عام 1966 فتم ضرب مصر في العام التالي 1967، ثم يأتي مبارك بعد 43 عاما ليعلن عن مشروع نووي مصري آخر في العام 2010، فيتم ضربه في العام الثاني 2011 بأحداث 25 يناير، وخاصة ان خطاب مبارك في عيد الشرطة 23/1/2011 لا يزال عالقا في الاذهان حينما قال: لن اتسامح مع من يحاول الوقيعة بين الاقباط والمسلمين، وزمن الحماية الاجنبية والوصاية ذهب الى غير رجعة، ولكن مبارك هو الذي ذهب بلا رجعة.
* تعقيب من المحرر:
- قصدت من نشر الحلقات الاربع من الفصل الثاني عشر من كتاب "الاختلال المدني .. اسرار 25 يناير والمارينز الامريكي" للكاتب والباحث عمرو عمار والذي يحمل عنوانا: "الاعلام رهينة في قبضة الولايات المتحدة الامريكية" قصدت تذكرة الشعب المصري بالمؤامرة الصهيوامريكية منذ ثورات الربيع العبري وليس العربي في 2011 من خلال استخدام الاعلام كأحد حروب الجيل الرابع لإسقاط الدولة المصرية وبأدوات بعض الاعلاميين والصحف الخاصة والقنوات الخاصة، ولا تزال المؤامرة مستمرة ولا تزال التمويلات بملايين الدولارات تنهال على هؤلاء الخونة والعملاء الذين يسعون لتدمير الوطن بالشائعات والاتهامات واثارة الرأي العام بالكذب والتدليس والهجوم على الرئيس ليل نهار في الاعلام والصحافة بهدف تعطيل مصر عن النهوض والتقدم لتحقيق المؤامرة .. لكن من سوء حظ المتآمرين ان الظهير الشعبي للرئيس هو الشعب المصري الذي يساند الرئيس كي تنهض مصر وتتقدم وتتبوأ مكانتها الاقليمية والدولية.