الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

المقاولون و المستثمرون يهدمون تاريخ الإسكندرية


فيلا شيكوريل
فيلا شيكوريل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
160 مخالفة بناء وهدم للمباني.. والمسئولون “,”ودن من طين وأخرى من عجين“,”
فيلا شيكوريل وعبدالسلام عارف تنتظر معاول المقاولين
الفقي: ما يحدث جريمة في حق تاريخنا وتراثنا
بحثًا عن المال والثراء الفاحش تعرضت عروس البحر المتوسط الإسكندرية لهوجة من هدم المباني الأثرية والمعمارية، التي تعد تحفة فنية وإقامة ناطحات سحاب، وليذهب التاريخ والتراث إلى الجحيم.
جدران مدينة متعبة:
“,”جدران مدينة متعبة“,”، هي شهادة على وقت عصيب تمر به الإسكندرية، المدينة العريقة تحصد اليوم ثمار عقود طالت من الفساد والجهل وسوء الإدارة وإساءة التخطيط لمباني تم البناء من خلالها، نحو ما يزيد عن ألفي وثلاثمائة عام، هكذا وصف محمد عادل دسوقي، مدرس بقسم الهندسة المعمارية والتصميم البيئي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، حال ما يحدث لتراث الثغر وما جعله يحاول منع هدم التاريخ.
“,”
ويوضح أن الأمر بدأ عندما فوجئ بمجموعة من أعضاء الأمانة الفنية للحفاظ على التراث العمراني بالمحافظة (لجنة التراث)، بقرار من كمال الجنزوري رئيس الوزراء، يقضي “,”بمحو“,” أحد الأبنية المدرجة في قائمة التراث المعتمدة.
والتي كانت فيلا تقع على شارع أبي قير، وتُنسب لشيكوريل رجل الأعمال الإيطالي المصري الذي غادر مصر في الستينيات، مؤكدًا أن هذا القرار اتخذ بدون الرجوع لأي من المتخصصين أو خبراء معماريين وأثريين، لافتاً إلى أن هذا القرار جاء بالرغم من رفض لجنة التظلمات بوزارة الثقافة بشطب المبنى من القوائم الأثرية.

الثورة هدمت تاريخ الإسكندرية:

“,”الثورة وحالة الانفلات الأمني الذي صاحبتها هي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت جميع المستثمرين والمقاولين الكبار، في لهث شراء المباني التاريخية وإعادة بنائها كأبراج سكنية لكسب المال وساعد في ذلك غياب المسئولين وفساد المنظومة الحكومية، هكذا قال عبد القادر منصور، الباحث الاقتصادي.
وحلل “,”منصور“,”، واقع ما يحدث من ظاهرة هدم التراث، حيث أكد أن بعد حصر أعمال البناء المخالف من هدم وبناء وتعليات فوق مبان تاريخية قديمة فجاءت الأرقام مخيفة حيث وصلت إلى “,”100“,” ألف مخالفة عند ترجمتها اقتصادياً نجد ما لا يقل عن “,”10“,” مليارات جنيه مكاسب للمقاولين.
“,”
انقذوا.. الإسكندرية
دشنت مبادرة كلمة الثقافية التي تضم المئات من شباب الإسكندرية، حملة تحت اسم “,”انقذوا الإسكندرية“,” استهدفت عدد من المسئولين والمستثمرين الذين يقومون بهدم تراث الثغر ومحو تاريخها وبناء عقارات شاهقة لوثت المنظر الجمالي للمدينة.
ويؤكد تامر صبحي، أحد الشباب المشاركين في الحملة، أنهم منذ أن بدأت الحملة اشترك فيها نحو أكثر من 300 ألف مواطن سكندري مستاء مما يحدث من هدم عشوائي وشرس لأرقى أحياء المحافظة ومبانيها التراثيه، مشيرًا إلى أنه فوجئ منذ حوالي 3 أشهر بمحاولات هدم فيلا “,”جوستاف أجيون“,”، الكائنة بمنطقة وابور المياه والتي بناها المعماري الفرنسي الأشهر أوجوست بيريه من منذ أكثر من مائة عام، وهي لا تزال قابلة للترميم، ولا يزال محظور هدمها .
ويضيف خالد محمود، أحد شباب مبادرة كلمة، أن أحد المستثمرين الكبار بالمحافظة الذي قام بشرائها يعمل على هدم أجزاء منها ليحل مكانها مجموعة أبراج شاهقة، مؤكدًا أن ذلك حدث دون حصوله على أي رخص هدم وهذا هو نفس حال فيلا النقيب وفيلا شيكوريل.
“,”

جشع المقاولين.. وراء طمس تاريخ الثغر
“,”انقذوا الإسكندرية.. من أيادي المقاولين الجشعين“,”، هذه الجملة كانت مكتوبة على إحدى اللافتات وتحملها شابة سكندرية وهي واقفة في إحدى الوقفات الاحتجاجية ضد هدم فيلا “,”شيكوريل“,” بشارع فؤاد.
وتقول شيماء حسين، إنها اشتركت مع شقيقها وأسرتها في الوقفة الاحتجاجية ضد المقاولين الجشعين الذين يقومون بهدم مباني الإسكندرية التاريخية والعريقة لبناء أبراج سكنية شاهقة، مطالبة المسئولين بالتدخل لإنقاذ ملامح المحافظة بعد أن لوثها أصحاب المال والنفوذ.
وأشارت شيماء، إلى أنه يتم حاليًا محاولة هدم فيلا “,”شيكوريل“,” المقرر هدمها خلال الأسابيع القادمة بعد صدور قرار وزاري خصيصًا لإخراجها من قائمة المباني التراثية بالإسكندرية لصالح أحد المستثمرين الكبار، مؤكدة أنهم مستمرون في تظاهراتهم ضد المقاولين الجشعين.
“,”
“,”فيلا النقيب“,” هي طبقًا لأرشيف لجنة التراث المعماري، كانت تقطنها عائلة الدكتور النقيب، مدير مستشفى المواساة والطبيب الخاص بالملك فاروق، وأيضًا كانت تقيم فيها الملكة ناريمان ، آخر ملكات مصر، بعد أن تزوجت من الدكتور أدهم النقيب، والفيلا مهجورة منذ نحو أربع سنوات حتى أن ظهر الأيام الماضية أحد المقاولين، وقال إنه اشتراها وسوف يهدمها، هكذا أكد حامد الفقي، الأثري والمعماري.
ويضيف الفقي، ففي فترة وجيزة يحل البرج الشاهق محل الفيلا الأنيقة ، مؤكدًا أن هناك ظاهرة تجتاح المدينة دون رادع، حيث إن الاحصاءات أشارت إلى هدم ما يزيد عن عشرة آلاف فيلا وقصر في أنحاء الإسكندرية وعن أكثر من 160 ألف مخالفة بناء، وتعليه وهدم مباني بدون ترخيص وبات المسئولون في غفلة عن ذلك.
“,”
وفيلا “,”89“,” بشارع عبدالسلام عارف، جليم هي فيلا مدرجة بقائمة التراث تحت رقم 1203 “,”مستوى محلي“,”، حيث بدأ ملاك الفيلا في هدمها في بداية شهر مارس 2011، في فترة “,”الانفلات الأمني“,”، وبدون الحصول على أي تراخيص واستجابت الشرطة العسكرية للشكاوى بعد أن بدأت البلدوزرات في العمل، وأوقفتهم بعد أن أطاحوا بجزء كبير من الواجهة الرئيسية للمبنى وبقي الحال على ما هو عليه الآن، هكذا تحدث محمود فؤاد، مهندس معماري.
ويؤكد فؤاد أن ما يحدث بالمحافظة جريمة يعاقب عليها القانون ولكنها جريمة مقننة لأنها بعلم المسئولين الذين يعطون التراخيص بشكل عشوائي جدًا مقابل رشاوي لهؤلاء المستثمرين والمقاولين لطمس هوية المحافظة التي شكلت جزءًا من تاريخ مصر.

“,”