رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مفجر الثورة الدينية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كان الدال على الخير في الإسلام كفاعله، وإذا كان «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، فلا شك أن الرئيس في السنة الأولى من حكمه يناله من هذا الجانب حظًا وفيرًا.
فقد دل على خيرٍ كثيرٍ وسن سننًا طيبةً في مجال الإصلاح الدينى في هذه الفترة الوجيزة جدًا، والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
■ محاربة الإرهاب والتطرف أمنيًا، والدعوة لمحاربته فكريًا ووضع إستراتيجية شاملة لمواجهته على المدى البعيد عن طريق نفى أسبابه ومحو مسبباته، وهو أمر عظيم لو لم يكن للرئيس غيره لكفاه، فإن محاربة هؤلاء الخوارج والبغاة من أعظم الجهاد في سبيل الله، والنصرة لدين الله.
■ ومن ذلك أيضًا إنشاء بيت الزكاة والصدقات المصرى والذي يعد نقلة نوعية في مجال التكافل المجتمعى بين المسلمين وتطبيقًا لمبدأ العدالة المجتمعية.
■ ومن ذلك أيضًا ما أرساه الرئيس من احترام العلم والعلماء وتوقيرهم من خلال إظهاره احترام الأزهر الشريف وعلمائه وعمله على أن يستعيد الأزهر الشريف دوره في نشر العلم والتنوير ومواصلة رسالته العالمية.
■ وأخيرًا وليس آخرًا عمله الدءوب على نزع فتيل الفتنة الطائفية والعصبية الجاهلية من خلال رتق نسيج الشعب المصرى ومقاومة محاولات الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد.
■ كل ما مر حسنٌ وقليلهُ كثير، وواحدة منها تكفيه في عامه الأول، إلا أنه يأبى إلا المزيد، ولا يشبع من الخير، فيأتى بما هو أعظم من هذا كله، فيدعو إلى «تجديد الخطاب الدينى» ليكون أول رئيس في العالم العربى والإسلامى يضع يده على عين المرض، فيشخصه تشخيصًا صحيحًا، ويصف له الدواء الصحيح.
فلا شك في أن سبب المشاكل الكبرى في العالم العربى والإسلامى هو الخطاب الدينى الخاطئ، سواء أكان طائفيًا أم تحريضيًا أم خطابًا باليًا عفا عليه الزمن ولم يعد صالحًا لزمننا، والذي لا دواء له إلا تجديد أو تحديث الخطاب الدينى أو: «الثورة الدينية»... وهو المصطلح الذي ابتكره الرئيس وأطلقه، وطالب المختصين من أولى العلم الشرعى بتحقيقه على أرض الواقع، وتحويله من باب الأُمنيات إلى باب الحقائق.
والحقيقة أن هذا التشخيص الدقيق من الرئيس، والذي يدل على عمق شديد في التفكير والعلم، وكذلك العلاج الصحيح والذي تم توصيفه بـ«الثورة الدينية» أو تحديث وتصحيح الخطاب الدينى وتطويره أو ربما تغييره، ومن ثَمَّ حملة عالمية كبرى يجتمع فيها وعليها عشرات الألوف من العلماء والباحثين والمتخصصين في شتى العلوم الإسلامية لبحث كل كتب التراث ورقة ورقة وسطرًا سطرًا وكلمة كلمة، وحرفًا حرفًا، ليتم طرد ما هو دخيل أُدخل على الدين وليس منه بالأساس، حتى لا يبقى إلا ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وأما الزبد فيُذهب به إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.
نعم... لا بد من أن نعترف وبملء أفواهنا أن تراثنا العظيم الجليل والذي هو مصدر فخرنا وعزتنا ومجدنا، قد تلوث بأشياء كثيرة، وكثيرة جدًا.
ولقد كانت عوامل كثيرة سببًا مباشرًا وغير مباشر في إلصاق خرافات وخزعبلات وأفكار بالية بالدين، حتى صارت بسبب دورات الزمن وسنوات الضعف وأعوام التخلف التي مر بها المسلمون في تاريخهم أو مرت هي بهم، كأنها من المقدس وما هي في الحقيقة إلا محض أفكار متخلفة بالية وكتابات عقيمة غير مثمرة، غلب عليها الجهل والتقليد والتخلف والتعصب والهوى، الذي هو بالأساس من سمات سنوات الضعف وعصور الظلام.
وهذا التراكم الذي تم لهذه الترهات عبر سنوات متطاولة لا يمكن أن يتم فكه في يوم أو أيام ولا شهور، وكذلك لا يستطيعه شخص أو أشخاص مهما علت إمكانياتهم العلمية والعملية والمادية.
وإنما يحتاج الأمر لعمل أكبر بكثير من مجرد عمل فردى أو جماعى يقوم به فرد أو مجموعة أفراد، وإنما يحتاج إلى عمل أُممى ودُولى يجتمع عليه وله دول، وتوفر له الإمكانات الهائلة التي يستحقها مشروع ضخم كهذا.
وهو ما يرجعنا مرة أخرى لنعيد نحن بدورنا النداء إلى الرئيس، لنقول له: نعم، سيدى الرئيس، بالفعل نحن في أمس الحاجة إلى «ثورة دينية»، ولكن أصدقك القول بأنه لن يتم شيء في الواقع سوى بعض شعارات هنا وهنالك، أو جهود مخلصة هنا أو هنالك، ولكنها فردية تندرس مع الريح كما اندرس غيرها الكثير، ولكن إن أردنا عملًا نافعًا ينفع الناس ويمكث في الأرض، ويكون له أثر حقيقى، فلابد من أن ترعاه الدولة المصرية ومن ثم دول العالم الإسلامى مجتمعة، ويتم تخصيص هيئات رسمية تكون مهمتها الرعاية والإشراف والدعم.
فلتكن - إذن - البداية والسبق من مصر، وتحديدًا من عندك أنت: سيدى الرئيس، فأعلنها سيدى: «هيئة الثورة الدينية» والتابعة مباشرة لمؤسسة الرئاسة وترعاها الدولة المصرية وتطالب دول العالم الإسلامى بتبنيها ودعمها، وستجد - إن شاء الله - عشرات الألوف من الجنود في الميدان رهن إشارتك.