الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"بنت النرش".. عَرِّتِينَا!!!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتفرجت على فيلم "سيدة المطار"؟.. ربما كان هذا هو السؤال التقليدي في أي حديث بين شخصين أو أكثر خلال الأيام الماضية، حيث انتشر "الكليب" على نطاق واسع لا يمكن تصوره.
وكانت صاحبة هذا الفيديو سيدة تُدعى ياسمين النرش التي لم يكن أحد يسمع عنها قبل انتشار هذا الفيديو، الذي حولها إلى أشهر امرأة في مصر، على حد وصف بعض نشطاء الإنترنت.
وكانت بداية شهرة "النرش" عندما انتشر لها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، وهي تقوم بالاعتداء على مقدم شرطة من أمن المطار.. واختزل المشهد في الإشارات الوقحة والألفاظ البذيئة ووصلة الردح، وبحسب ما ظهر في الفيديو لم يقم المقدم بأي رد فعل سوى قوله: "انتي بتعدي عليا، وأنا ساكت احترامًا للدولة"... الدولة التي عَرَّاهَا بهذا المشهد الدرامي الذي ظهر فيه كالحمل الوديع.. وتناسى أننا في دولة يفترض فيها أن السيادة للقانون.. وليس للارتجال والأهواء وفتح المجال للقيل والقال وعدسات الفيديو لنقل الصورة القبيحة التي وصلنا إليها.
واستمرت "النرش" في استفزاز الضابط الذي حاول السيطرة على أعصابه، كما جاء في مقطع الفيديو الذي لا أعلم كيف تسرب من منطقة محرمة؟!! ولماذا التركيز على انفعالات السيدة فقط دون التنقيب عن الأسباب الحقيقة التي دفعتها لهذا السلوك المشين، وقامت بسكب المياه على ملابسه؟ قائلة: "مش دي بدلتك أنا هوسخهالك"، وسط تعامل هادئ وغريب من قبل الضابط يطرح معه الكثير والكثير من علامات الاستفهام.. هل الصمت مقصود.. أم المشهد برمته صناعة ضمن مئات المشاهد العبثية التي نعيشها كل يوم؟!!!. 
وترجع بداية الحدث، إلى محاولة "ياسمين النرش" الصعود إلى إحدى الطائرات التي توجد فيها ابنتها، ورفض أمن المطار السماح لها بناءً على قرار من النائب العام المستشار "هشام بركات"، بسبب امتلاكها 200 جرام لمخدر الحشيش وفقًا لبيان الداخلية واعتراضها على التفتيش من قبل قوات الشرطة.
وتظهر "النرش" في الفيديو وهي تهدد قوات الشرطة قائلة: "وحياة بنتي لو مطلعتش الطيارة ليها الساعة 9 المطار ده هيتطربق، ومش المطار هضربك أنت، تحب أضربك تاني؟"، موجهة حديثها إلى الضابط.
وواصلت انفعالها على الضابط قائلة له: "أنا ممكن أقلعلكم ملط" و"أطرطر عليكم" في إهانة كبرى ليس لضابط المطار وحده بل إلى جهاز الأمن بصفة عامة، الأمر الذي وضعنا أمام عدة ملاحظات خطيرة، في مقدمتها شكل العلاقة بين المواطن العادي وأجهزة الدولة.
فرغم حالة الشد والتوتر التي تتميز بها دائما هذه العلاقة إلا أن ردود أفعال رجل الشارع جاءت رافضة تماما توجيه هذه الإهانات بتلك الصورة المستفزة لضابط المطار.. للدرجة التي دفعت بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه انتقادات لاذعة إلى ما وصفوه بـ"برود أعصاب" الضابط الذي ظهر متماسكًا ومتحليًا بأقصى درجات ضبط النفس أمام السيدة التي قيل فيما بعد أنها أصيبت بانهيار عصبي إثر ضبط 200 جرام حشيش بحوزتها، وأنها كانت تنوي الاتجار بها في مدينة الغردقة.
وهو الأمر ذاته الذي انتقده النشطاء الذين استهانوا تمامًا بالمخدرات المضبوطة أيًا كانت كميتها، معتبرين أن الخطيئة الكبرى هي "وصلة الردح" و"الشرشحة" التي ظهر الضابط شبه مستمتع بها، خصوصًا بعد ما علم أنه يتم تصويرها ولم يكن يحتاج إلى السؤال التقليدي "عايز نذيع قول ذيع" الذي كانت تطرحه "زكية زكريا" على ضحايا "الكاميرا الخفية".
وتفتح هذه الحادثة المؤسفة الباب مجددًا للحديث عن هيبة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجهاز الأمني التي باتت على المحك وخطورة ذلك، ربما يتمثل في اجتراء بعض الأشخاص على رجال الشرطة بعد ما شاهدت عيونهم وسمعت آذانهم هذه السيمفونية المحملة بأقدح عبارات الشتم والإهانة في مقابل منتهى الهدوء ورباطة الجأش من جانب الضابط، على نحو يطرح آلاف التساؤلات حول ما ستصير إليه شكل العلاقة بين رجال الأمن والمواطنين خلال الأيام المقبلة.. وربنا يستر.