الثلاثاء 18 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أمهات على هامش الوجع

لا يملكون خبزاً.. ولا يجيدون عمل القهوة

 والدة شهيد بلقاس
والدة شهيد بلقاس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: أحمد أبو القاسم ومصطفى عبدالله وأيمن عبدالعزيز وسارة نصر وأحمد عبدالخالق وعلاء إبراهيم وأمل أنور ومحمد العدوي وسمير إبراهيم
لا تنتظر الأم جزاء ولا شكورا على عطائها، وعطفها، سواء حصلت على لقب في مسابقة رسمية أو لم تحصل، ليس لأن قدرتها على العطاء غير محدودة، بل لأنه لا تكريم يفيها حقها، أو يمنحها وسامًا أرفع من شأنها وقدرها وعطائها.
في هذه الصفحة تحتفى البوابة بالأمهات الفائزات بلقب الأم «المثالية» في المحافظات لعام 2015 لإظهار تجاربهن أكثر من كونها احتفاء بهن.. فكل أم أعطت أبناءها وربت وسهرت ورعت وكافحت هي أم مثالية، لكن تجربتها تظل في انتظار أن تروى كقصة خالدة لا تنتهى.
والدة شهيد «بلقاس» بالدقهلية: هديتى في عيد الأم «القصاص من الإرهابيين»
مع حلول ذكرى الاحتفال بعيد الأم نجد أمهات فقدوا أبناءهن في سبيل حماية الوطن، وهم أمهات شهداء القوات المسلحة والشرطة، وكان لـ«البوابة» لقاء مع الحاجه هدية عبدالحميد علام، والدة الشهيد شريف أحمد السيد القاضى، ابن مدينة بلقاس بالدقهلية، والذي استشهد خلال التفجير الإرهابى الذي استهدف الكتيبة ١٠١ بسيناء العام الماضي.
بدموع الحزن أكدت والدة الشهيد أن ابنها لم يمُت ولكن روحه دائما تحيط بها، مشيرة إلى أنه كان يحرص كل عام على تقبيل رأسها وإحضار هدية لها تكريمًا لها ولتعبها طوال سنين تربيته.
وأضافت والدة الشهيد أن الهدية التي تطلبها هي وباقى أمهات الشهداء في عيد الأم هذا العام هو القصاص من الإرهابيين الذين يغتالون أبناءنا يوميا. مطالبة الرئيس السيسى بأن تكون هديته هذا العام لأمهات الشهداء هو القصاص من كل إرهابى وكل خائن للوطن.
وأوضحت أن القوات المسلحة قدمت كل شيء للأسرة، ولكن التعنت يأتى من قبل الجهاز التنفيذى والمحليات، مشيرة إلى أنه حتى الآن ورغم صدور قرار محافظ الدقهلية السابق بإطلاق اسم الشهيد على مدرسة بالقرية إلا أن مجلس المدينة لم ينفذ القرار ليخلد اسم الشهيد.
«سميرة» بنت قرية الحامولى بالفيوم.. أدخلت أبناءها كليات القمة بمعاش 61 جنيهًا
فازت ابنة الفيوم السيدة الريفية «سميرة فرحات أحمد» بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية هذا العام، وهى تنتمى لقرية الحامولى بمركز يوسف الصديق التي تبعد عن مدينة الفيوم بـ٧٥ كيلومترا، والتي تعتبر من أكثر المناطق النائية بالمحافظة، وتعانى صعوبة شديدة في المواصلات وحرمانا شبه كامل في معظم المرافق.
«البوابة» التقت الأم المثالية لمصر فقالت: بعد وفاة زوجى الذي كان يعمل صيادا ببحيرة قارون، والذي رحل عام ١٩٩٤ وترك لى طفلين صغيرين أكبرهما نجوى التي كانت تبلغ من العمر عامين وهى الآن في السنة النهائية بكلية طب الأسنان جامعة القاهرة، أما شقيقها علاء فكان لم يكمل عامه الأول بعد، والحمدلله أصبح الآن في كلية الطب. مضيفة: عشت أنا وأولادى على معاش الضمان الاجتماعى الذي كان وقتها لا يتعدى ٦١ جنيها في الشهر فقمت بإيجار قطعة أرض مساحتها ١٠ قراريط وتوليت زراعتها بنفسى، فكنت أرويها وأحرثها وأجمع المحصول وأبيعه ولما كبر أطفالى والتحقوا بالمدرسة وزادت أعباء الحياة لجأت للعمل في خياطة الملابس التي تعلمتها على ماكينة بمنزل جدي، واستمررت على هذا الحال أعمل في زراعة الأرض صباحا وفى خياطة الملابس في المساء، حتى أكرمنى الله وكبر أولادى وتحقق حلم عمرى بأن يصبح أبنائى أطباء.
واستطردت الأم المثالية حديثها قائلة: كنا نعيش في منزل سقفه من الخوص وكانت الأتربة تسقط علينا صيفا، وفى الشتاء نعانى البرد ومياه الأمطار، وكان أبنائى يذاكرون دروسهم على لمبة جاز، فضلا عن المضايقات العديدة التي كنت أتعرض لها، ولكنى كافحت وتحملت الظروف الصعبة والقاسية من أجل أبنائى، إلى أن نجح علاء وشقيقته نجوى في الثانوية العامة والتحقا بكليات الطب وطب الأسنان وأصبحت «أم الدكاترة» وهو أغلى لقب في حياتى وأكبر مكافأة من الله عز وجل بعد أن استطعت بالصبر والكفاح أن أصل بأبنائى إلى بر الأمان.
«عطيات شاهين».. اللقب ثمرة 20 سنة تضحية 
بعد رحيل رب الأسرة منذ ٢٠ عاما، رفضت الزوجة «عطيات محمود شاهين» الارتباط بآخر، ووهبت حياتها لتربية أبنائها حتى التحقت نجلتها «صفاء» بكلية التمريض، ونجلها «سعيد» بكلية الهندسة. 
تقول «عطيات شاهين»، ٥٠ عاما، ربة منزل، من قرية مستناد التابعة لمركز شبراخيت، والفائزة بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة لعام ٢٠١٥: الفرحة التي شعرت بها للفوز بلقب الأم المثالية جعلتنى أشعر أنه ثمرة ٢٠ سنة تضحية. وأخيرا تمنت «عطيات» الفائزة بالأم المثالية السفر لأداء العمرة.
الحاجة أمنية «رضية» بعد 85 سنة حياة وعطاء 
«الحاجه رضية» هكذا تفضل الأم المثالية بمحافظة قنا «رضية حسن محمد إبراهيم» البالغة من العمر ٨٥ سنة، أن يناديها الناس، وأيضا هكذا تتمنى، وتريد أن تحج إلى بيت الله الحرام وترى الكعبة وتقف أمامها تدعو لأولادها ولمصر. عن قصة كفاحها قالت: تزوجت وعمرى ١٨ سنة، وعشت مع زوجى قبل وفاته في مدينة قنا حياة بسيطة جدا. ورزقنا الله بـ٣ بنات وولد، هم: أحمد موظف بشركة أدوية و«الصبر والإيمان» وهى أكبر بناتى وتعمل موظفة بالمعاشات وشادية أخصائية اجتماعية، وأخيرا آمال وتعمل مُدرسة.
وتابعت: بعد وفاة زوجى عشت حياة صعبة جدا، ولم يكن لنا مصدر دخل، وأبنائى جميعهم صغار. لكن عناية الله لم تتركنا فكان أخى الأكبر «سالم» يساعدنا من حين لآخر إضافة إلى الجيران والأحباب. فزوجى كان وحيدا ليس له إلا أخت واحدة توفيت قبل وفاته بعامين، ولا يوجد لهم أقارب يمكنهم مساعدتى.
وأضافت الحاجة «رضية»، أنا الآن سعيدة بأولادى، وأحفادى، الذين أشعر معهم أن تعبى لم يذهب دون فائدة، وأكبر هدية قدموها لى هي حبهم لى، وحتى إذا لم أفز بالجائزة فكنت سأعيش الباقى من عمرى سعيدة بهم وبحبهم وتقديرهم لى ولتعب السنين. 
قصة كفاح «نجاح».. الأم المثالية بالمنيا
«نجاح حسن ندا» التي تبلغ من العمر ٦٣ سنة، فازت بلقب الأم المثالية، بدأت رحلة كفاحها مع الحياة بعد انفصالها عن زوجها وسط حى شعبى بمحافظة المنيا، وترك لها ٣ أبناء قامت على رعايتهم. عندما انفصلت الحاجة نجاح عن زوجها كانت في سن صغيرة ولم يكن لديها أي دخل أو سند سوى الله الذي سخر لها أبناء الحلال الذين ساعدوها في الحصول على سكن وعمل بالتربية والتعليم تمكنت من خلاله الإنفاق على أبنائها.
كانت الحاجة نجاح تتقاضى ٥٥ جنيها راتبا من التربية والتعليم في حين بلغ أجر المسكن الذي تعيش فيه ٥٣ جنيها، في الوقت الذي كان ابنها الأكبر في الثانوية العامة، وكان يحتاج إلى مبالغ كثيرة مما اضطرها للعمل بالمدرسة مقابل جنيه يوميا.
«نجاح» صبرت وكافحت لتربية أبنائها حتى أصبحوا ذات مكانة في المجتمع، فمنتصر الابن الأكبر أستاذ بالجامعة، وميرفت الأخت الوسطى حصلت على بكالوريوس تكنولوجيا، ومروة الصغرى في الفرقة الرابعة علم نفس بكليه الآداب.
الحاجة نجاح تقيم الآن في شقه إيجارها ٤٠٠ جنيه، في حين أن المعاش الذي تحصل عليه من التربية والتعليم كله ٦٠٠ جنيه، ولم يجد أبناؤها شيئًا لتكريمها أفضل من أن يقدموا لها في مسابقة الأم المثالية، حيث قام ابنها الأكبر بتقديم أوراقها دون علمها، وعندما علمت بفوزها سجدت لله شكرا.
الحاجة نجاح ليس لها أي مطلب سوى زيارة بيت الله الحرام، وقد ناشدت رئيس الجمهورية بتوفير فرصة عمرة لها.
«آمال» عانت طيلة 23 عاما بعد الاستيلاء على ميراثها
٢٣ سنة مرت على مأساة «آمال» التي تركها زوجها لتتحمل وحدها مشقات الحياة، وتسبح في بحر من الهموم، وتأخذ طفليها على كتفيها لتضعهما على شاطئ هادئ بعيدًا عن الأمواج المتلاطمة.
تقول آمال لـ«البوابة»: «عانيت طيلة ٢٣ سنة من الكفاح والسهر على ابنى، حتى تخرجا من كلية الشريعة والقانون، وحصل نجلى على درجة الماجستير، وتجهز شقيقته حاليا في رسالتها أيضا».
وعن ذكريات الأم المثالية مع عائلة زوجها: «كنا نعيش في محافظة أسيوط في عام ١٩٩٢ توفى زوجي، وعندها استولى أهله على ميراث ابنى وطردونا من الشقة».
«نعناعة»: تكريمى الحقيقى هو مقابلة الرئيس السيسى
استطاعت «نعناعة سلوانس أبادير» أن تتجاوز الظروف الصعبة التي عاشتها عقب وفاة زوجها، تاركا لها ٣ أبناء، ورغم كونها تعمل في وظيفة حكومية، إلا أن راتبها لم يكن يكفيها وأولادها، فعملت في «حياكة» ملابس جاراتها، بجانب وظيفتها لتوفير حياة كريمة لأبنائها دون احتياج إلى أحد.
الأم المثالية بسوهاج قالت لـ«البوابة»: عشت حياة مليئة بالصعوبات، لكنى صممت على استكمال الطريق من أجل أبنائى، ووهبتهم حياتى حتى أصبح الأكبر طبيبا صيدليا، والثانى تخرج في كلية العلوم، ويعمل حاليا في شركة أدوية، والثالث محامى، وحياتهم أصبحت كما تمنيتها عقب وفاة زوجى منذ ١٣ عامًا. الأم «نعناعة» تتمنى مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتبار ذلك هو التكريم الحقيقى لها.
بشرى جاب الله.. تجنى ثمرة «تعب السنين» 
ربما تأخر التقدير لكفاح السيدة «بشرى جاب الله جبر» من مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، لكنه جاء في وقت هو الأفضل بالنسبة لها، وأصبح هذا العام هو عامها، وقد حصدت لقب الأم المثالية بالشرقية، لتوزع فرحتها على من حولها فتكفى وتزيد، حتى أنها تشفق على الرئيس السيسى ومصر مما تظنه أمنية مكلفة إذا ما تحققت وسافرت لحج بيت الله الحرام هذا العام.
«البوابة» التقت الأم الشرقاوية في قائمة الأمهات المثاليات في كل المحافظات وسط أفراد أسرتها، الذين تقول عنهم «ثمرة تعب السنين». حيث قالت: لم أصدق نفسى بعد أن أعلنوا فوزى بلقب الأم المثالية، فرغم ما قدمته من أجل أبنائى بعد وفاة أبيهم منذ سنوات طويلة إلا أننى لم أفكر في هجر أبنائى والزواج رغم صغر سنى، ولم يكن ذلك إلا لحرصى على مستقبلهم. فقد تزوجت من أبيهم في سن صغيرة، وكان يعمل مدرسا ويعرف الله ويعطف على الناس، وخصوصا أقاربه وكان يرعى عمته التي كانت تقيم معنا في منزلنا بعد وفاة والده.
وتابعت الأم بشرى: أصيب زوجى بمرض في الكبد، واستمرت المعاناة الشديدة مع رحلة العلاج الطويلة، لكنى لم أتركه لحظة أو أفارقة حتى حانت لحظة الوداع بأمر الله وتوفى تاركا لى معاشا قدره ١٥٠ جنيها.. وبعد وفاته بفترة ليست طويلة طالبنى الكثير من أقاربى بالزواج، لأننى كنت صغيرة وعمرى ٣٢ سنة، إلا أننى لم التفت لكلامهم.
وكنت دائما أضع صورة أبنائى أمامى وأقول لنفسي: هل أتركهم يتشردون من أجل راحتي؟ فقد كان ابنى الأكبر عند وفاة أبيه في الصف الثالث الإعدادى، والأصغر في الصف الرابع الابتدائى، وابنتى غادة وهى الوسطى بين شقيقيها تحتاج إلى رعايتي. فقاومت من أجلهم وتحملت أعباء المعيشة وتعلمت صناعة المفروشات لتدبير نفقات الأسرة، وسهرت الليالي.
وربنا عوضنى بعد تعب السنين وتخرج ابنى الأكبر محمد وأصبح مهندسا بشركة الحديد والصلب. وتزوج من طبيبة ولديه الآن ولد وبنت هما «عمرو وجنى». وابنتى غادة حصلت على بكالوريوس علوم وتربية وتعمل مدرسة، ومتزوجة ولديها «محمد وملك وأحمد»، والابن الأصغر تخرج وأصبح طبيبا بيطريا، وتزوج من مهندسة.
وتروى تفاصيل فوزها بمسابقة الأم المثالية قائلة: ابنتى غادة قدمت أوراقى في مسابقة الأم المثالية أكثر من مرة منذ ثورة ٢٥ يناير، وأكرمنى الله وفزت باللقب هذا العام.
وأضافت والدموع في عينيها: «نفسى أحج بيت الله» لكنى أشفق على الرئيس ومش عايزة أحمل الدولة فوق طاقتها، ونفسنا البلد تستقر وتبقى أحسن دولة في العالم. وتابعت: أفضل شيء في الحياة أنى شعرت بنجاح أولادى وسعادتهم في حياتى، فالأولاد كالزرع يحتاج إلى المساعدة والعطاء حتى ينمو ثم نجنى ثماره.. وها أنا اليوم أجنى ثمار تعبى وسهر الليالي.
الحامول تباهى المحافظات بعطاء «واطفة» 
في محافظة كفر الشيخ كانت «واطفة أحمد عبدالحميد خضر»، ٥٥ سنة، من قرية الزعفران مركز الحامول. هي صاحبة البطولة هذا العام. تقول الحاجة «واطفة» عن قصة كفاحها: كافحت وعملت في قطعة الأرض الصغيرة التي تركها زوجي، وتاجرت في الحبوب «قمح وأرز وذرة لأنفق على أولادي، حتى يكملوا تعليمهم.
ونجحت في رسالتى حتى أنهوا تعليمهم والتحقوا بوظائف جيدة، وتزوجوا أيضًا دون أن أنتظر منهم كلمة شكر.
من النسخة الورقية