الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

"النيروز" عيد الأساطير.. الإيرانيون يعتبرونه أول يوم في بداية الزمان وبه بدأ الفلك في الدوران.. والفرس ينسبونه إلى ملكهم "جمشيد".. والأكراد يعتبرونه رمزا للثورة على الشر

 النيروز  عيد الأساطير
" النيروز " عيد الأساطير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تخلو حياة الشعوب على مر تاريخها من الانتصارات والأعياد، كما لا تخلو من النكبات والمصائب، أما الانتصارات فقد دونتها الشعوب وخلدتها للأجيال اللاحقة، حتى منذ ما قبل إيجاد الكتابة بالنقوش والرسوم، لكن في معظم الأحيان تم تدوين التاريخ بأمر من الملك أو حاكم الزمان لذلك ترى تاريخ الملوك طاغ على تاريخ شعوبها وبطولات الشعوب تحسب لحكامها أما الويلات والنكبات فيخلدها الجانب الآخر.
في هذا اليوم يحتفل الإيرانيون والأكراد بعيد بداية السنة بالنسبة لهم ويطلق عليه "النيروز"، وفي هذا اليوم يقوم الإيرانيون بطقوس غريبة وعجيبة.
وقد التصق عيد النيروز في الوعي واللاوعي المشرقي القديم بالأسطورة التي كرستها خيالات تلك الثقافات لا سيما الكردية والفارسية، التي كانت تتماشى مع الذوق الديني الأسطوري العام في الثقافات الإنسانية المنحرفة عن الديانات السماوية، والتي كانت تمثيلا للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الخير والشر، أو الفضيلة والرذيلة.


اصل كلمة "نيروز"

ونطقه الأصلي بالواو (نوروز) ولكن العرب عربوا اللفظ (نيروز)، والفعل نورز والجمع نواريز. ويقابل معنى كلمة نوروز، معنى كلمة نيسان العربية والتي لها في الإيرانية القديمة أي اللغة البهلوية (إحدى اللغات الإيرانية القديمة) مقابل هو (ني) أو (نوي) أي الجديد، و(أسان) التي تعني اليوم، فيصبح المعنى "اليوم الجديد"، لأن شهر نيسان كان رأس السنة لدى الشعوب السامية القديمة. ويقابل كلمة "النوروز" في اللغات الهندوأوروبية كلمة (NEUSYARES) كما في الألمانية والإنكليزية NEW واللاتينية والإغريقيةnews، ونو بالكردية.
أما في اللغة السومرية القديمة فهي (itu-barag-yag)، وهي تعني شهر المزار المقدس وشهر البدء بالسنة الجديدة وهو يوم الاعتدال الربيعي".

النيروز عيد منذ الآلاف السنين:

ذكر البعض طبقا للاسطورة الفارسية الإيرانية أن ملك يدعي "جمشيد" وهو أول ملك إيراني في الأساطير القديمة الذي كان اسمه أولًا جم، والعرب تطلق عليه منوشلح لما وصل أذربيجان أمر أن يقيموا له عرشًا مرصعًا على مكان مرتفع مقابل المشرق، وضع تاجه المرصع على رأسه وجلس على ذلك العرش فلما طلعت الشمس وسقط شعاعها على ذلك التاج والعرش ظهر لها شعاع في منتهى اللمعان فسر الناس وقالوا: هذا يوم جديد.
ولما كانت لفظة شعاع يطلق عليها في اللغة البهلوية (شيد) فإنهم أضافوا هذه اللفظة على جم وسموه (جمشيد) وأقاموا احتفالًا مهيبًا له وجعلوه يوم عيد لهم.
وهناك أسطورة أخرى تقول: أن ملكا كان اسمه "سرجون" الملقب بالضحاك، وكان ملكا ظالما، وكان يذبح كل يوم عددا من خيرة الشباب من أجل أن يشفى من مرضه عملا بنصيحة مستشاريه من الأطباء والحكماء، فقام رجل كان يعمل حدادا اسمه " كاوا " بثورة على الملك مع مجموعة من الشباب الأقوياء، وأضرموا النار على جبال ووديان كردستان ليعلنوا نهاية حكم الملك الظالم، وبدء يوم جديد من الحرية والتخلص من الاستبداد والعبودية، وهذا كان قد تصادف مع دخول الشمس في برج الحمل وحدوث الاعتدال الربيعي.


الطقوس الشعبية الإيرانية في عيد النيروز:
هناك عدة وصايا يجب على كل إيراني فعلها في عيد النيروز وهم خمسة وصايا:
عدم غسل الملابس في الأيام الخمسة الأولى من عيد النوروز؛ لأن الهواء والماء في هذه الأيام يساعد على تمزيقها بسرعة، ولا بد من ارتداء الملابس الجديدة التي لم تُغسل من قبل.
عدم إظهار أي عصبية أو مشاعر غضب في العيد، حرصًا على أن تكون السنة الجديدة خالية من أي توتّر عصبي.
أن تحاول ربة المنزل في ليلة العيد ألا تكسر أي شيء زجاجي في البيت، وإن حدث ذلك، فلا بد من رمي الزجاج المهشم سريعًا خارج المنزل، لأنه يجلب الفأل السيء.
عدم ارتداء الملابس القديمة في أيام العيد، لأن ذلك يجلب الفقر والحظ السيء لهم.
قبل حلول النوروز يجب رمي الأدوية الموجودة في البيت بعيدًا، لأن وجودها يجلب المرض في السنة الجديدة.
ومن الطقوس أيضا أن الكثير من العائلات الإيرانية تستعد لعيد نوروز قبل أسبوع كامل من ميعاده، حيث يقومون بعملية تنظيف تتم خلال الربيع ويتم القيام بذلك بهدف استقبال العام الجديد ببداية جديدة، ويتم جلب الأزهار والورود احتفاء بقدوم الموسم الجديد، كما يقوم الأفراد بشراء الملابس الجديدة لأسرهم، وأيضا يحتفل الشعب الإيراني بعيد النوروز من خلال زيارة أقاربهم وأصدقائهم، مع إيلاء الاحترام لكبار أفراد الأسرة، والذهاب في رحلات وقضاء الوقت في الطبيعة.
وهناك السفره ذات السبع عناصر او المسماه "هفت سين" يبدأ اسم كل شيء بالحرف "س". سبزه هي براعم خضراء ترمز إلى مولد جديد. ويمكن أن تكون براعم العدس أو القمح أو الشعير. والتفاح المسمى سيب، يرمز إلى الصحة والخصوبة والحياة الطويلة. والزيتون البري المجفف، ويسمى سنجيد، يرمز إلى الخصوبة والحب. وسمانو هي حلوى مصنوعة من جنين القمح، وتمثل الثروة والازدهار. وسير أو الثوم، ويرمز إلى الطب. وأزهار السنبل، وترمز إلى مجيء الربيع والعطر الإلهي. وأخيرا، سركيه وهي خل النبيذ. وهي الخلود والأبدية، وكذلك عمر الشيخوخة والصبر.
وقد اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بهذه المناسبة باسم "التراث الثقافي غير المادي من أصل فارسي".
وقد انتشر الآن هذا العيد في جمهورية أذربيجان والهند وإيران وقرغيزستان وباكستان وتركيا وأفغانستان وطاجيكستان وأوزبكستان بمناسبة السنة الفارسية الجديدة في نفس اليوم مع أنواع مختلفة من الاحتفالات مثل الألعاب، والأغاني والرقصات التقليدية.