السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تعالوا نحب .. ونتحب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما نتهادى فى "الفلانتين" بالدباديب والورود والقلوب الحمراء فإن كل واحد منا يقدم للآخر اسمى وأعمق وأرق المعانى .. يقول له باختصار شديد ودون كلام : "أحبك حبى للحياة .. أحبك من كل قلبى" .
ورغم أنه يوم واحد فى السنة هو 14 فبراير من كل عام .. إلا أن الغلاة والكارهين للحياة ومباهجها ولكل معنى جميل يُحرمون الاحتفال به ويقولون عنه إنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار .. نار تشويكم يا بُعدا .
ليت أحداً من هؤلاء الأجلاف يقنعنى بتحريم الحب وهذا اليوم بعيداً عن الكلام الأجوف وترديد مقولة "البدعة" .. يقنعنى بالقرآن والسُنة المطهرة أو بأى حيثيات دنيوية أن الحب والهدايا حرام بين الناس .
ألم يقرأ هؤلاء "المعاتيه" يوماً قول الحق عز وجل فى الآية 21 من سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون" ؟؟.. وألم يسمعوا ولو مرة واحدة توجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى قوله " تهادوا .. تحابوا " ..؟؟
سيقول السفهاء أن الآية الكريمة فى سورة الروم نزلت بشأن "الأزواج " فقط ولا تسرى على غيرهم .. وأرد عليهم بأن تفسيرهم هذا لا ولن اقتنع به .. أنا مقتنع بأن المودة التى هى "الحب" والرحمة جاءتا فى الآية لعمومية المعنى .. فليس منطقياً أبداً أن تكون المودة والرحمة بين الأزواج فقط وإلا أصبحت الكراهية والبطش بين غير المتزوجين بالضرورة .. ولا يمكن بأى حال أن يقصد ذلك المولى الذى من صفاته وأسمائه الحُسنى الرحمن والرحيم .
ثم انظروا إلى الختام الرائع للآية الكريمة " إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .. دلالة واضحة على أن من يتفكر ويتدبر الخلق وصفتى الحب والرحمة بين البشر وتأثيرهما الإيجابى فى الفكر والسلوك والتواصل والتلاحم وإيثار الكل للكل من أجل إعمار الكون والعيش فى سلام وطمأنينة وأمان .. لن يقول أبداً مايقوله هؤلاء الأفظاظ منغلقو القلوب خفاف العقول منعدمو الإحساس .
وبعيداً عن القرآن والسُنة .. فليسألوا انفسهم بالعقل ان كانت لهم عقول : ماذا يمكن ان يحدث فى الكون كله اذا انتزعت العاطفة والرحمة من قلوب البشر ؟؟.. لو حدث لا قدر الله فترقبوا كل أنواع الشرور .. يتحول الإنسان هنا إلى أحد مخلوقين :
أن يكون خنزيراً متبلد الحس .. والخنزير هو المخلوق الوحيد فى الكون الذى يأكل الزبالة لأنه لار يشعر ولا يتذوق وهو ايضاً لا يغار ولا يغضب ولا يثور ولا يحب ولا يكره .. حتى التناسل بالنسبة له ماهو الا عملية آلية مثل الأكل والشرب والتنفس والإخراج .
أن يكون سفاحاً .. يمارس القتل للقتل ويتشفى بفظاعة فى ضحيته ويبدع فى ذلك .. لايلين قلبه لصرخات أو توجعات أو استعطاف .. فقد مات قلبه وخمدت جذوة الخير وتقطعت اوتار الرحمة فيه .
ثم .. ألم يلاحظ هؤلاء الأجلاف ولو مرة واحدة الحيوانات أو الطيور وهى تتعامل بعاطفة ويستوى فى ذلك النمور أشرس وأفتك الحيوانات وعصافير الكناريا أرق وأودع الطيور ؟؟.. ألم يتابعوا حياتها يوماً فى برنامج " عالم الحيوان " بالتليفزيون ؟؟.. آسف .. نسيت ان التليفزيون أيضاً عندهم بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار .. ربنا يخرب بيوتهم .
المثير للسخرية والاشمئزاز أن هؤلاء الذين يريدون صبغ حياتنا بالسواد ويحرمون علينا كل شىء يبعث الفرح والراحة فى نفوسنا مثل عيد الأم وعيد الحب ليس لهم أى منطق يجعلنا نحترم آراءهم رغم رفضنا لها .. فهم يحرمون التليفزيون مثلاً ويقولون عنه انه بدعة ومن اختراع الكفرة .. وفى نفس الوقت يستخدمون السيارات ذات الدفع الرباعى وكذلك المحمول فى الاتصالات وتفجير القنابل وأيضاً الأسلحة والمدافع فى قتل المسلمين بل وينتقلون بين الدول بالطائرات والقطارات رغم ان كل هذه الأسلحة والذخائر ووسائل النقل والأجهزة اخترعها " الكفرة " على حد وصفهم .. وبالتالى .. عليهم يتركوا هذه الاختراعات ويركبوا الجمال والخيول والبغال والحمير ويحاربوا بالسهام والحراب والسيوف والخناجر حتى يتسق كلامهم مع أفعالهم ونحترمهم .
من أجل كل ذلك .. فان كلامهم لايعنينى فى شىء .. وعلى الجميع ان يعيش حياته بالطريقة التى تحلو له وبما يرضى الله ورسوله.. الحب ليس جريمة والهدايا غير محرمة بل تقرب القلوب وتصفى النفوس وتلطف العواطف .
تعالوا جميعاً نحب ونتحب ليس فى " الفلانتين " فقط .. بل اجعلوا كل أيام السنة " فلانتين" .. وربنا يسعد الجميع
لكم منى 90 مليون قُبلة .. وانتظر منكم مثلها.
كل " فلانتين " وانتم بخير وتتهادوا دباديب وورود وقلوب حمراء .