رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لا للمزايدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد بإمكاننا الخروج من المصيدة التي نُصبت لنا إلا بعد مرور أجيال قوية قد تستطيع تغيير ما نحن فيه الآن، حقيقة لا بد من الاعتراف بها لنتمكن من التخطيط مستقبلًا بكيفية الخروج من تلك الأزمة التي أحكمت أمريكا العظمى قبضتها على منطقة الشرق الأوسط، خاصة المنطقة العربية بما فيها مصر العظيمة بتاريخها وحضارتها والمستهدفة الآن بما يُحاك لها من مؤمرات لإسقاطها ولن تسقط.
فقد تمكنت الخطط الإسرائيلية - الأمريكية من الإيقاع بين دول المنطقة ونحن من نعاني الفقر والجهل والتخلف فمع كل ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية وضحت بدماء أبنائها من أجل تحرير فلسطين منذ أكثر من ستين عامًا يزايد الآن المتآمرون عليها ويتنكرون لكل ما قُدم من أجل قضيتهم التي تمس العرب جميعًا سواء أصبنا أم أخطأنا ولكننا عشنا سنوات طوال من أجل حل القضية الفلسطينية المعقدة والتي يحكم قبضتها أكبر دولة في العالم، وما زلنا نتحمل تبعات ذلك الاحتلال ولن تتخلى مصر كما اعتادت أن تكون الظهر والسند للقضية الفلسطينية؛ بل زاد الموقف سخرية حين تتساوى الرءوس بين دولة عظيمة حضارتها 7000 عام وبين حركة لا يتعدى أفرادها الـ 10000 لتتدخل "حركة حماس" في الشئون المصرية، معترضة على أحكام القضاء المصري الشامخ بإدراج حركة حماس الذراع اليمنى للإخوان المسلمين تحت مسمى "جماعة إرهابية" فتخرج بالآلاف في غزة، منددة بالحكم القضائي الصادر ضدها مع العلم أن دور حماس كحركة للمقاومة الفلسطينية ينحصر في مقاومة العدو الإسرائيلي وإعادة كرامة المواطن الفلسطيني المقهور وليس انشغالها باسقاط الدولة المصرية الداعمه لقضيتهم فقد تناسوا القضية واصبحت مصر هي شغلهم الشاغل فما الذي تنتظره حماس بعد كل الأدلة والاعترافات التي أثبتتها التحقيقات بالوثائق الكتابية والمرئية بتورطها الإرهابي في مصر بدءًا من ثورة 25 يناير 2011 واقتحام السجون واقتناص المتظاهرين وقتلهم بهدف توريط مصر دوليًا لتدخل منظمات حقوق الإنسان ويليها التدخل الأمريكي عسكريًا بهدف تحقيق الديمقراطية، كما حدث في ليبيا والعراق التي لم تشهد منذ التدخل الأمريكي سوى الانهيار والدمار.. فالمشكلة الفلسطينية تعتبر جزءًا جوهريًا من الصراع العربي الإسرائيلي نتج عنها أزمات وحروب لمنطقة الشرق الأوسط وهذا النزاع بلا شك هو بهدف إنشاء الدولة الصهيونية وشرعية دولة إسرائيل التي ارتكبت العديد من المجازر ضد الإنسانية بشعب فلسطين الحبيب لإثبات وجودها، معتبرة أنها تقاوم مَن يحاولون الضرر بها، ورغم أن النزاع على مساحة جغرافية صغيرة نسبيًا إلا أنها تلقى دعمًا دوليًا وسياسيًا وإعلاميًا في منتهى القوة، وذلك لأهمية تمركز موقع فلسطين، وقد تسببت تلك القضية في الصراع بين الشرق والغرب وحساسية علاقات العرب "المسلمين والمسيحية واليهودية" وقضايا معاداة السامية والهولوكوست خصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلى الصعيد العربي يعتبر الكثير من المفكرين والمُنظرين العرب وحتى السياسيين أن قضية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي هي القضية والأزمة المركزية في المنطقة وكثيرًا ما يربطها بعض المفكرين بقضايا النهضة العربية وقضايا الأنظمة الشمولية وضعف الديمقراطية في الوطن العربي، ويعد عام 48 هو حرب النكبة حين أعلنت إسرائيل قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطينية أدى إلى تدخل 5 دول عربية "مصر والعراق ولبنان والأردن وسوريا" لمنع إقامة تلك الدولة العبرية المحتلة لفلسطين ومنذ ذلك التاريخ نشأت مأساة اللاجئين الفلسطينيين بخروج أكثر من 400 ألف فلسطيني من أراضيهم فرارًا من المجازر الإسرائيلية، ومنذ ذلك التاريخ نشأ الصراع العربي - الإسرائيلي، دفاعًا عن القضية الفلسطينية والتي حملت مصر على عاتقها هذا الإرث الثقيل والمعقد الذي كلفها الكثير من المعاداة الإسرائيلية لدعمها للقضية الفلسطينية، ولكن الفلسطينيين الآن يضعون مصر في موقف حرج أمام ما يُحاك لها من تنفيذ المخططات الإسرائيلية على أراضينا المصرية وبأيادٍ فلسطينية، فكيف ستكون ردة فعل الشعب المصري الذي ضحى بأبنائه من أجل قضيتهم؛ بل تبرع العديد منا بما يملكه من مال لمساندة المقاومة وبدلًا من أن يوجه السلاح الذي اشتراه بأموالنا في وجه العدو أصبح يوجه السلاح لضرب أبناء المصريين.. كفانا مزايدة، فالثمن يدفعه أبناؤنا شباب المستقبل فلم يعد هناك إلا الأرامل والأيتام وأمهات ثكلى تنعى أبناءها فلذات أكبادها حسرة على فراقهم ودمائهم التي أهدرت على أدي مَن قدم له روحه فداء قضيتهم تنفيذًا لمخططات دولية لإسقاط الدولة المصرية.. تنتظرنا في الأيام المقبلة مواقف شديدة الصعوبة تحتاج لذكاء وحنكة سياسية تقترب من المعجزات ولن تيأس مصر أبدًا من إعادة مكانتها وكرامتها كما اعتادت على مر العصور، فرجالها ونساؤها هم قاهرو الغزاة وسيعينها الله دائمًا على اجتياز الأزمات والنصر على الأعداء.