رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أزمة السياحة الدبلوماسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا بعد الأزمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط خاصة مصر؟
ففي الوقت الذي يستعد فيه المصريون من تجاوز الأزمة السياسية التي استمرت ثلاث سنوات مضت ما بين ثورتين أرهقت الدولة المصرية وشعبها وبينما تنتعش وزارتا السياحة والثقافة والآثار في عام 2014 وبينما بدأت بعض حركات لتشجيع السياحة في مصر كحركة "رابطة مصر جميله" والتي شرفتُ بحضور حفل التدشين، والتي تهدف إلى تنشيط السياحة والآثار المصرية بين دول العالم تحت رعاية وزراة الثقافة والآثار نجد هناك من يتلاعب بمصائرنا ويحد من أمننا ويشيع بين أوطاننا عدم الأمن والاستقرار في مصر.
دول عظمى تتلاعب بالشعوب كمن يحرك العرائس الخشبية بخيوط سياسية ويتناسون عواقب الأزمات التي حفرها التاريخ من قبل ولم تعد تأبه تلك الدول إلا بمصالحها الشخصية تماما دون النظر إلى مكانة شعوبها الإنسانية وسط تلك الدول المنكوبة بسبب تناقض السياسات وتضارب القوى العظمى والصراعات السياسية بالمنطقة. فمصر تعتمد في دخلها القومي على السياحة لوفرة آثارها الفرعونية القديمة والمعابد والمزارات الأثرية مما يجعلها في صفوف الدول السياحية العالمية، وهذا هو مربط الفرس الذي ربط الأزمة السياسية بالسياحة في مصر كمصدر رئيسي لدخلها القومي حيث تمثل إيرادات السياحة وقناة السويس المصادر الرئيسية لدخلها القومي والذي تسعى المؤامرات الدولية لانهيار مصر اقتصاديا وتجاهل خيرات شعبها والمفاجأه حين صدر تقرير بارتفاع أعداد السائحين في ديسمبر 2014 إلى 70% حسب مؤشرات المجموعة المالية "هيرميس" وزيادة الإيرادات المالية التي تصل إلى 2.5 مليار دولار في نهاية 2014/2015 مع تحسن الأحوال الأمنية في مصر.
وفي الوقت الذي رفعت فيه بولندا وألمانيا الحظر على مواطنيها لزيارة مصر منذ عزل محمد مرسي في 2013 تفاجئنا كل من كندا وبريطانيا وأستراليا بتعليق أعمال سفاراتها بمصر في ديسمبر 2014 لدواع أمنية بينما لم تتنازل بتعليق أعمال سفاراتها وإغلاقها في كل من العراق وسوريا ولبنان والذي تكاد تحدث تفجيرات إرهابية بشكل يومي خاصة في العراق فهل لنا أن نتساءل لماذا في مصر بالتحديد تتخذ كل تلك الاحترازات الأمنية على حد تعبيرهم في الوقت الذي تستعيد فيه مصر مكانتها السياسية والأمنية؟ إلا أن الإجابة تظهر جليا بعد نجاح مصر واستعدادها لعبور الأزمة السياسية والإرهابية بالتحديد بدأ التنغيص عليها بزيادة إرهاقها اقتصاديا والتأثير على انتعاشها وترهيب الدول الأخرى لتتخذ نفس الإجراءات للتأثير على مصر اقتصاديا وسياسيا.
وهنا أصبحنا نعيد كرة الأزمات المتكررة ولكن مصر هي مصر أم التحديات والقفز على المؤمرات فربما سيأخذ استعادة الأنفاس وقتا لكنهم لم يتعلموا الدرس أن هذا الشعب غير قابل للانكسار فكلما ازدادت عليه الأزمات كلما زاد تشبثه بالحياة وقوة الإرادة وتخطي الصعاب فليتنا نتكاتف لتسيير عجلة الإرادة أسرع مما نحن فيه.
كلي ثقة ويقين أن هذا الزمن هو زمن تكاتف الدول المجروحة والمصابة في مقتلها، فلن تتنازل ولن نسكت على دماء شبابها الأبرياء الذين أهدرت دماؤهم ظلما وعدوانا، فعودا حميدا يا مصر وستحتوي كل أبناء الأوطان بقوة شعبك وإيمانه.