رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

السيسي رمزا للوطنية المصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الشعب المصري دعوة السيسي للاحتشاد اليوم (الجمعة) للدفاع عن الثورة، وتفويضه لمكافحة الإرهاب، بترحاب كبير، واعتبرتها جماعة الإخوان المسلمين بداية لحرب أهلية وفوجئت النخب المدنية بها، وأيدتها تأييداً حذراً، واعتبرها ثوار 30 يونيه عودة لاستعادة زمام المبادرة الشعبية، ووقف الغرب مرتبكا، يحاول أن يفك طلاسم ما حدث، وللأمانة فإن هناك متغيراً كبيراً في رؤية الدولة المصرية، وعلاقة القوات المسلحة بالسياسة، وجدل العلاقة بين دورها الوطني والسياسي، العسكرية المصرية تختلف عن كل المدارس العسكرية في العالم، وتبدأ حكاية الجيش المصري من نهاية عام 1819، بعد أن عاد إبراهيم باشا للقاهرة، بعدما أخمد ثورة الوهابيين. وكان محمد علي قد أسس أول جيش نظامي حديث (1805). وغير الوالي العقيدة القتالية للعسكرية المصرية.. ما بين المصريين وغير المصريين، بإحداث التوازن العسكري ولاسيما بعد فتحه للسودان. ورفض أن يتكون الجيش من “,”العبيد السودانيين“,” علي غرار معظم جيوش السلطنة العثمانية، وكانت رؤية محمد علي ، أن أولاد البلد سيحافظون علي مصر أكثر من غيرهم ، وهكذا كان الجيش أول بذوغ للمواطنة، في الوقت الذي كان آباء المجتمع الأهلي في الغرب، بعد الثورة الفرنسية، يفصلون بين ما هو مدني وما هو عسكري، كان جيش محمد علي يتكون من فرسان ومدفعية ومشاة وبحرية، من المصريين، وفرسان من القوقاز، والمشاة من السودانيين لأنهم يجيدون الرمح وضم أول جيش نظامي في مصر الحديثة الشركس والألبانيين، أشرف علي تدريبهم الخبراء الفرنسيون، وإنشاء محمد علي الترسانة البحرية بالقاهرة والإسكندرية، وأُلغيت الجزية عن الأقباط 1856، ومنذ ذلك التاريخ ساهم الجيش المصري في بناء الدولة، ولم تكن وظيفته فقط حماية حدود الوطن مثل باقية جيوش العالم، ومنذ أول مجلس شوري نواب 1866 وحتي آخر مجلس نواب 2012 كان العسكريون لهم نوابهم، مما يعني أنهم جزء من الحياة النيابية في مصر، وصولا لحكم الدستورية بتصويت العسكريين، ومن الثورات المصرية التي قادها عسكريون، ثورة عرابي 1882 والتي كان شعارها: “,”لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ولن نورث بعد اليوم “,”ومنذ ذلك اليوم رفعت الحركة الوطنية شعار: “,”مصر للمصريين“,”، ثم ثورة يوليو 1952، والتي رفع قائدها عبد الناصر شعار “,”ارفع راسك يا أخي“,”، وفي 25 يناير2011 و30 يونيه 2013، كان الجيش درع الأمة، والآن يتقدم الجيش الحركة الوطنية، ومن هنا ندرك أن الفريق اول عبد الفتاح السيسي، هو سليل بيت الوطنية المصرية، الجيش المصري، الذي يختلف عن كل جيوش العالم، كونه شارك في بناء الدولة، ومن خلاله تحرر الاقباط من الجزية، وشارك في كل البرلمانات، وفي وضع الدساتير من 1923 وحتي الآن، ومن هنا فجرت دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي الترحيب الشعبي، والقلق النخبوي حول دور القوات المسلحة الوطني، وجدل العلاقة بين الدور الوطني والدور السياسي، الأمر الذي يحتاج مزيداً من البحث والدراسة.