رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

وفد إعلامي صيني يزور مؤسسات صحفية في إطار مبادرة إحياء "طريق الحرير" القديم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام وفد إعلامي صيني رفيع المستوي من صحيفة "الشعب" الرسمية، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني الحاكم برئاسة السيدة تانغ وي هونغ نائب رئيس صحيفة وشبكة "الشعب" الصينية، بزيارة للمقر الرئيسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالقاهرة بحضور الدكتورة فايزة كاب الخبيرة الجزائرية في الشئون الصينية بالصحيفة.

جاء ذلك في إطار رحلتهم الاستكشافية التي تتضمن زيارة 11 دولة في العالم لإعادة إحياء "طريق الحرير" القديم، وهي الفكرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لدفع وتنمية أطر التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية بين الدول التي ارتبطت بهذا الطريق قديما وعلى رأسها مهد الحضارات مصر.

وكان في استقبال الوفد الأستاذ علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكل من الأساتذة مجدي بكير نائب رئيس التحرير، وأيمن القاضي مدير التحرير ومدير مكتب الوكالة السابق ببكين، وطارق عبد الغفار رئيس التحرير التنفيذي لبوابة أ ش أ الجماهيرية ومدير مكتب الوكالة السابق بأندونيسيا، وسيد النشار مدير التحرير بالتحرير العربي ومدير مكتب أ ش أ السابق بالهند، وقسم الميديا، وراندا علوان مدير مكتب الوكالة الجديد في بكين.

تم خلال اللقاء بحث كل أطر التعاون المشترك بين شبكة الشعب الصينية ووكالة أنباء الشرق الأوسط في مجال تبادل الخبرات الصحفية وبرامج التدريب المشترك.

وتطرق الجانبان خلال اللقاء إلى فرص التعاون المشترك في المجالات الصحفية والإعلامية والتدريب المشترك وكيفية الاستفادة من الثورة التكنولوجية الحديثة في مجالات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عبر الهواتف المحمولة والرسائل النصية لنقل الخبر إلى المتلقي في كل أنحاء العالم، إضافة لمجمل العلاقات الإستراتيجية بين مصر والصين والاستفادة من الخبرات الصينية في إطار المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر حاليا وعلى سبيل المثال مشروع "محور قناة السويس"، وذلك في إطار التعاون والتبادلات المشتركة والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية الصيني لمصر مؤخرا وقبلها زيارة نظيره المصري للصين منذ عدة أشهر.

من جانبها، أعربت السيدة هونغ عن سعادتها الشديدة بزيارة مقر وكالة أنباء الشرق الأوسط، والتي وصفتها بأنها واحدة من أهم وأكبر الوكالات العربية والعالمية ذات الشأن والمصداقية، وقالت إن الوفد الصيني حرص على أن تكون مصر هي إحدى المحطات الرئيسية في رحلة الفريق الاستكشافية لإحياء طريق الحرير القديم التي دعا إليه الرئيس شي جين بينغ، مشيرة إلى أن مصر تعد المحطة الثانية بعد سيريلانكا والأهم والوحيدة على مستوى العالم العربي التي وضعت على خريطة الرحلة من بين 11 دولة سيقوم الوفد بزيارتها على طريق الحرير القديم.

وأضافت أن زيارة الوفد تأتي في إطار حرص شبكة الشعب الصينية على نقل الواقع الحالي في مصر وما يتم حاليا من استقرار وتنمية ونهضة نحو المستقبل، إضافة لبحث والتعرف على أطر وإمكانات دفع التعاون المشترك بين الشبكة الصينية ووكالة أنباء الشرق الوسط وهو ما سينعكس إيجابا على التعاون الأكبر بين الجانبين المصري والصيني في كل المجالات.. موضحة أن هذه الرحلة ستتيح للشعب الصيني التعرف والتقرب أكثر من الشعب المصري والتعرف على مجالات اهتماماته وقراءاته والأنشطة التي يفضلها مما يتيح التعاون بشكل أكثر إيجابية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

يذكر أن صحيفة "الشعب" الصينية كانت قد دشنت تغطية إعلامية العابرة للحدود تحت شعار "رحلة على طريق الحرير الجديد"، حيث انطلقت وفود صينية من ثلاثة أماكن شملت بكين وشيآن وتشوانتشو منها فريق لتغطية "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" القديم وآخر "لطريق الحرير البحري للقرن ال21" حيث تستمر الرحلة نحو شهرين تضمنت حتى الآن سيريلانكا ومصر ضمن 11 دولة أخرى.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح خلال جولته في وسط آسيا ومجموعة دول الآسيان في سبتمبر وأكتوبر 2013، مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الـ 21"، كما أعلن عزم بلاده تعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية وتعميق التواصل الشعبي. وهو ما من شأنه أن يكسب هذه المبادرة زخما جديدا لمبادرة طريق الحرير، ويعطي قوة دفع جديدة للتعاون الآسيوي والأوروآسيوي والعربي، من أجل تعميق وتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري، والتبادل الثقافي وكذلك مد جسور التواصل والصداقة بين مختلف الشعوب مع الصين والدول الساحلية.

ومن بين أهداف إعادة إحياء "طريق الحرير الجديد" هو السعي للربط مع الخارج، عن طريق التكامل بين الحلم الصيني والحلم الآسيوي والحلم العربي مع أحلام العالم، إضافة إلى أنه بالمقارنة مع طريق الحرير القديم، فإن "طريق الحرير الجديد" ينطوي على استلهام "روح طريق الحرير" وهو مجموعة من القيم التي تجسد التعاون والمنفعة المتبادلة، والانفتاح والتسامح، وتقاسم السلام، كما هو بذات القدر يعبر عن روح يجب أن تظل حاضرة في عصرنا هذا، وأيضا التوثيق من خلال عدد لا يحصى من القصص يحدث كل يوم في الدول على "الحزام على الطريق"، ويتغير العالم كل لحظة ولذلك فإن هذه المبادرة من شأنها أن توثق لهذه الأحداث التي تحدث بهذه الدول.
يذكر أن العلاقات بين مصر والصين تتسم بالمتانة والاستقرار والتنامي حيث شهدت تطورات هائلة وقوية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956، حيث كانت مصر كونها أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وكانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، لكن العلاقات الثقافية كانت قد انطلقت قبل ذلك بزهاء 25 عاما، فالجيل الأول من الخبراء والمستعربين الصينيين الذين افتتحوا مراكز الدراسات العربية في الجامعات الصينية بدأ يتوافد على مصر للدراسة عام 1931، وبالمثل بدأت مصر إيفاد طلبة للدراسة في الصين منذ عام 1934، وهو ما يؤكد وجود ثقافة قوية وراسخة لدى البلدين هو ما شجع على تواصل هذا النمط من التبادلات منذ آلاف السنين حتى الآن.

وعن طريق الحرير في الصين القديمة، فقد مكن هذه الطريق التاريخي الكثير من قوافل التجارة، والطلاب والناس العاديين أن يسيروا على هذا الطريق الطويل الذي يجمع بين عدد من الحضارات القديمة، وبالتالي كان له أثره في إثراء مختلف الأنشطة ليس فقط التجارية والاقتصادية، ولكن لما يسمي بالتبادلات الشعبية التي تشكل جزءا لا يتجزأ ولا غنى عنه من التفاعل البشري في الوقت الحاضر، في وقت وبالنسبة لمصر، اكتشف علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا أنه قبل آلاف السنين كان الكثيرون من أفراد الأسر الحاكمة المالكة المصرية القديمة والنبلاء يرتدون الحرير الصيني كنوع من التعبير عن رقي مستواهم الاجتماعي، وهذا يدل دلالة واضحة على وجود تبادلات مثمرة في وقت مبكر بين الشعبين المصري والصيني، حيث أن إحياء هذا الطريق ثانية سيكون بمثابة الشريان الذي ساعد على ازدهار العالم في الماضي من أجل نشر السلام والاستقرار في عالمنا المعاصر.

وتعمل كل من مصر والصين بشكل وثيق على تعزيز اتفاقية الشراكة الإستراتيجية فيما بينهما وتطويرها إلى مستوى أكثر شمولا، حيث استقبلت مصر وانغ يي وزير الخارجية الصيني، الذي قام بزيارة رسمية إلى القاهرة في أوائل أغسطس ناقش خلالها مع القيادة المصرية المنتخبة حديثا إمكانات تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، فضلا عن تعزيز وتفعيل الاتفاقيات الثنائية في خطوة لا شك أنها تدل على الدعم الصيني للقيادة المصرية الجديدة، وعمق الصداقة المتبادلة بيننا، خاصة مع اقتراب الذكرى الستين لإقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في وقت تشيد مصر بمساندة الصين لها في مناسبات مختلفة، وخاصة أثناء وبعد الثورتين في مصر، ثورة الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، كما حرصت مصر دائما على دعم الصين في القضايا الجوهرية المتعلقة بالأمن الوطني في الصين وعبرت عن تأييدها الكامل لسياسة الصين الواحدة ومساندتها في محاربة مصادر الشر الثلاثة، وهي التطرف والإرهاب والحركات الانفصالية وهو ما يوضع كلا البلدين الآن على مشارف عصر ذهبي في العلاقات الثنائية.