الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ولنشكل ظهيرًا شعبيًا عربيًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أخيرًا.. عادت مصر لتمارس دورها التاريخي والطبيعي سواء كان عربيا أو إقليميا أو دوليا .. وبالرغم من كل الظروف، والمؤامرات التي دبرتها، وستدبرها الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وقطر، وأدواتهم من تنظيم دولي لجماعة الاخوان المسلمين، والطابور الخامس سواء عمليات إرهابية أو تخريبية أو اختراق للأمن القومي، وإشاعة الفوضى. غير عابئين بعقيدة أو دين أو مبدأ.. حيث تحولوا لكلاب مسعورة تنهش في جسد الوطن، ولحم الشعب.
وهذه العودة كانت إحدى ثمار ثورة 30 يونيه، وقطع الطريق على مخطط التقسيم والتفتيت للبلاد العربية والذي نجت منه مصر، والسعودية، والكويت، والإمارات بينما هذا الخطر مازال قائما في ليبيا، وسوريا، والعراق وهذا أدى إلى قيام تنسيق ما بين مصر والسعودية، والإمارات، والجزائر، وهذا التنسيق كان له أثره في وقف نزيف الدم العربي الفلسطيني في غزة بفصل المبادرة المصرية، والتي وافقت عليها أغلبية البلاد العربية وكذلك الأمم المتحدة.. الأمر الذي ترتب عليه نجاح مصر في تطبيق وقف اطلاق النار (هدنة) لمدة شهر مع تعهدات بفتح المعابر، وتوسيع مناطق الصيد أما قضية المطار والميناء ستكون محل المفاوضات القادمة ومن خلال لقاء المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وأبو مازن الرئيس الفلسطيني تم بلورة حل الدولتين.
دولة فلسطين على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 (الضفة والقطاع) وعاصمتها القدس الشرقية ودولة إسرائيل، وحازت مصر على شكر وتقدير الجميع بما فيها حركة حماس بالرغم من ضغوط التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين عليها لعدم تقديم هذا الشكر، وقصره على تركيا، وقطر، وتم قبول المبادرة المصرية بشأن الوضع في ليبيا عقب تزايد حدة الاشتباكات ما بين المليشيات المسلحة، وقيامها بعزل ومحاصرة المدن، والوزارات والمصالح الحكومية. خاصة التنظيمات الاسلامية والتي اصبحت تشكل خطر داهم على الامن القومي المصري، ووافقت عليها دول الجوار، وكان اهم بنودها المحافظة على وحدة الأراضي الليبية، ونزع سلاح المليشيات، ورفض التقسيم، وابدت مصر استعدادها لتدريب الجيش والشرطة الليبية الامر الذي حفز عدد من كبار المسئولين الليبيين بزيارة مصر وإثنائهم على الدور المصري.
وتصدت مصر للأكذوبة الأمريكية التي اذاعتها بأن الطائرات المصرية والإماراتية قامت بشن غارة على المليشيات في ليبيا، بهدف الدور المصري الذي حاز على تقدير واحترام العالم، ونفت مصر ما أذاعته الخارجية الأمريكية، وبكل قوة الأمر الذي أدى إلى تراجع امريكا.
وهذه الأكاذيب الأمريكية عرت الدور الأمريكي، وقيامها بالكيل بمكيالين.. حيث سكتت عن الدور القطري والتركي في ليبيا، وقيامهما بتسليح المليشيات الإسلامية
وإغداقها بالأموال حتى تبقى خنجرا مسموما في ظهر الشعب المصري.
كما أن العالم استجاب لتحذيرات مصر لمخاطر تنظيم داعش على، وتهديده للأمن والسلام العالمي، هذا التنظيم الذي صنعته أمريكا ليحل محل تنظيم القاعدة ويصبح أحد الأدوات الأساسية لتنفيذ مخطط التقسيم والتفتيت للبلاد العربية، وتم فضح هذا الدور من خلال ثورات الربيع العربي.. مما أدى إلى تغيير مفاجئ في الموقف الأمريكي تجاه تنظيم داعش، وساعد على إحداث هذا التغيير ظهور فيديو مصور لعملية ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي داخل الأراضي السورية على يد إرهابي يحمل الجنسية البريطانية من اعضاء تنظيم داعش، ويقال إنه من أصول مصرية. مما استشعر أمريكا، وأوروبا بأن خطر تنظيم داعش بدأ يدق أبوابهم، وهذا أدى إلى ظهور بعض التقارير التي تشير إلى أن مهاجمة تنظيم داعش للولايات المتحدة الأمريكية أصبحت مسألة وقت، ولابد من توجيه ضربات استباقية، وهذا تصريح لمايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق لقناة سي . ان . ان.
وتناست أمريكا، وأوروبا الدور التركي، والقطري. حيث إن تركيا تشرف على شبكة عن طريقها يتم تجنيد الشباب الأوروبي والأمريكي من أصول شرق أوسطية في صفوف تنظيم داعش كما قامت بإمداد التنظيم بمواقع، وعناوين البنوك الرئيسية وأفرعها، وشركات الأموال في العراق، وسوريا للاستيلاء على أموالها، وهذا الدعم من أجل إحياء الخلافة الاسلامية التي يحلم بها أردوغان تعويضا عن فشل المشروع السابق بإسقاط مرسي، وجماعته بثورة 30 يونيه العظيمة.
وبالرغم من قيام الطائرات الأمريكية بالغارة على بعض مواقع تنظيم داعش في العراق، وتكليف الإدارة الامريكية لجون كيري وزير الخارجية الأمريكية بالقيام بجولة في منطقة الشرق الأوسط من اجل اقامة تحالف جديد قادر على التصدي لتنظيم داعش، والتفكير في توجيه ضربات له داخل الراضي السورية.
فكل هذا لا يجعلنا نعطي الامان لأمريكا لأنها هي السبب في كل ما نحن فيه، فأمريكا هي التي قامت باحتلال العراق، ليبيا بزعم التصدي للإرهاب، وتحت مظلة الأمم المتحدة حيث تم تدمير الجيشين العراقي والليبي، وحينما قامت بالانسحاب منهما قامت بتفتيتهما، وتقسيمهما حتى لا تقوم لهما قائمة كنوع من العقاب عن دورها القومي، ومعادتهما لإسرائيل. كما أن مخطط التقسيم، ونشر الفوضى في ربوع البلاد العربية، ومنطقة الشرق الأوسط مازال قائما حيث تم الكشف عن وثيقة جديدة لتقسيم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج باستثناء إيران، حيث تصبح إسرائيل الدولة الوحيدة القوية.
أما إيران فتبقى كلب الحراسة المسلط على رقاب دول الخليج وهذه الوثيقة كشفت عنها مؤسسة ميدل ايست التي تضمنت خطة الرئيس الأمريكي لتغيير عدد من الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط والتي تعتمد على تقوية منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومة، وبعض الأحزاب لتغيير السياسة الداخلية لدول مختارة بحيث تصبح موالية للسياسة الخارجية الأمريكية.
والعمل بدأ فعلا في 7 دول تنشط فيها وكالة التنمية الدولية الأمريكية بالتنسيق مع المركز الرئيسي لها في واشنطن، وهذا يتطلب منا اليقظة والحذر، والمبادرة على الفور في تشكيل ظهير شعبي على مستوى الشعوب العربية والإسلامية للتصدي لهذا المخطط حتى يسند التنسيق ما بين الحكومات وذلك من خلال التنظيمات النقابية والشعبية والأحزاب مثل اتحاد الصحفيين العرب، واتحاد المحامين العرب، وإحياء منظمة التضامن الأفرو آسيوي وكافة أشكال التضامن القديمة حتى يتم القضاء ومحو هذا المخطط.