الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيف الإسلام "محامي المقهورين والمعذبين"

سيف الإسلام  محامي
سيف الإسلام " محامي المقهورين والمعذبين"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد سيف الإسلام عبدالفتاح حمد الشهير بـ"محامي المقهورين والمعذبين" والذي توفي عصر اليوم الأربعاء 27 أغسطس بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 80 عامًا.
كان "سيف الإسلام" من القلائل الذين نذروا جهدهم ووقتهم بين ساحات المحاكم مدافعًا عن الحق والمظلومين وأصحاب الرأي الذي ظلمهم النظام ببطشه مرتديًا روب العدالة، تعرفه كل أروقة المحاكم وتذكره قضبان أقفاصها التي طالما وقف وحده مدافعًا عن جدعان تراصوا خلفها محاولًا وحده دفع بطش الأنظمة الاستبدادية عنهم، يحفظ القضاة وجهه جيدًا وسيحكي عنه كل من تعرض يومًا للتعذيب قصصًا عن جهوده ليحفظ له حقه.
ولد "سيف الإسلام" في مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، وتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1977 ثم حصل على ليسانس الحقوق عام 1989 أثناء قضائه لفترة الاعتقال خمس سنوات في قضية رأي، وحصل أيضًا على دبلوم العلوم الجنائية، وشارك في تأسيس مركز هشام مبارك للقانون عام 1999 وتولى إدارته منذ إنشائه، وهو أيضًا أحد مؤسسي تجمع المحامين الديمقراطيين.

تزوج من الأكاديمية والناشطة الدكتورة ليلى يوسف وله منها ثلاثة أبناء هم علاء وسناء وهما محبوسان الآن على خلفية قانون التظاهر، وابنته منى مؤسسة جروب "لا للمحاكمات العسكرية".
اعتقل أربع مرات منهم مرتين في عهد السادات واثنين في عهد مبارك، وكان أول اعتقال له لمدة يومين سنة 1972على إثر مظاهرات الطلبة من أجل تحرير سيناء، وكان آخر اعتقال أيضًا ليومين سنة 2011 وبينهما كان اعتقاله سنة 1973 بعد مشاركته في الاحتجاجات على خطاب السادات وتأخره في اتخاذ قرار بالحرب مع إسرائيل، وأفرج عنه مع زملائه قبل حرب أكتوبر بأيام، بعد أن قضى 8 أشهر في السجن يقر أحمد سيف أنه لم يتعرض خلالها لضرب أو تعذيب.
أما أطول فترات اعتقال أحمد سيف فكانت سنة 1983 حيث قضى خمس سنوات في سجن القلعة بتهمة الانتماء إلى تنظيم يساري، حيث تم القبض على 16 شخصًا، أُفرج عن 11 منهم وبقى سيف وأربعة من زملائه، وكان من بين الاتهامات التي وجهت إليهم حيازة سلاح، وقد تعرض سيف أثناء هذه الفترة للضرب والتعذيب بالكهرباء والعصي وكسرت قدمه وذراعه، وتقدم وقتها ببلاغ للتحقيق في تلك الواقعة ولكن لم يحقق أحد فيه وقد ولدت ابنته منى أثناء وجوده في السجن.

شارك سيف الإسلام في قيادة الحركة الطلابية في السبعينات، وجرى اعتقاله عدة مرات تعرض خلالها للتعذيب وخاصة في قضية ما سمي بتنظيم الحركة الشعبية، وأثناء وجوده بالمعتقل حصل على ليسانس الحقوق وشارك بعد خروجه متطوعًا للدفاع عن المتهمين من مختلف التيارات في قضايا الرأي، ومنها قضية "الاشتراكيون الثوريون" و"حزب التحرير الإسلامي" عامي 2003 و2004، وله أيضًا إسهامات في العديد من القضايا أمام المحكمة الدستورية العليا.
كما كان عضوًا في فريق المحامين الذي دافع سنة 2008 عن 49 شخصًا حوكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا في طنطا شمالي القاهرة بتهمة الاشتراك في الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 6 أبريل 2008 تضامنًا مع التحرك العمالي في مدينة المحلة، الذي نظمّه عمال النسيج وشابته أعمال عنف، وقد استند الادعاء بشكل أساسي في هذه القضية إلى اعترافات قال المتهمون إنها انتزعت منهم تحت التعذيب أثناء احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي في فترة الاعتقال السابقة على المحاكمة، قد انتهت المحاكمات بتبرئة 27 متهمًا وإدانة 22 آخرين.

"سيف الإسلام" أحد المحامين المدافعين عن الـ 13 المتهمين بتفجيرات طابا سنة 2004 المنتمون لـ كتائب عبدالله عزام والصادر ضدهم أحكام بإعدام 3 منهم والسجن المؤبد لآخرين، ولم يصدق المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الأحكام ويتم إعادة محاكمة المتهمين وتم الدفع بعدم دستورية المحكمة من قبل أحمد سيف الإسلام وبناء عليه تم التأجيل إلى جلسة 13 ديسمبر 2012، لتقديم شهادة إجراءات التي تفيد بعدم دستورية المحكمة، وانتفاء قانون الطوارئ.
هذا المناضل توفي اليوم بعد صراعه مع المرض بمستشفى قصر العيني، فقد ارتفعت أيدي المظلومين والمقهورين وأبنائه وتلامذته وأصدقائه في العمل العام والسياسي إلى الله، داعين له أن يتم شفاءه، راجين الله أن يبقى على القلب الذي طالما خفف عن الغلابة والمقهورين أوجاعهم وحمل عنهم أحزانهم، لكن قلبه الضعيف لم يتحمل كل هذه الأوجاع ورحل.