رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بريطانيا تقترب من الخروج من الاتحاد الأوروبي مع تعيين يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية

رئيس الوزراء البريطاني
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقترب بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد تعيين مرشح تكتل يمين الوسط في البرلمان الأوروبي ورئيس وزراء لوكسمبورج السابق جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية أمس في تصويت أظهر رفض قادة أوروبا الاستماع لتحذير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن تعيين يونكر قد يدفع البريطانيين للرحيل من الاتحاد.
وصوت زعماء الاتحاد الأوروبي أمس لصالح تعيين يونكر بأغلبية ساحقة بلغت 26 صوتا مقابل معارضة اثنين هما كاميرون (زعيم حزب المحافظين)، ونظيره المجري فيكتور أوربان.
وبسؤاله في مؤتمر صحفي أمس في بروكسل حول ما إذا كان تعيين يونكر قد دفع المملكة المتحدة لخطوة أخرى نحو الخروج من الاتحاد، أجاب كاميرون "مهمة إبقاء بريطانيا في اتحاد أوروبي بعد إصلاحه أصبحت أصعب.. الرهانات أصبحت أعلى، ولكن هل أعتقد أن المهمة باتت مستحيلة؟ الإجابة لا".
وأكد على أن من مصلحة بريطانيا أن ينصح بإجراء استفتاء على البقاء في الاتحاد أو الخروج منه كما وعد في عام 2017، في حالة إعادة انتخابه في الانتخابات العامة العام القادم.. مشددا على أن قادة الاتحاد الأوروبي ارتكبوا خطأ فادحا بتعيين جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية.
وأوضح كاميرون أن "معارضته لترشيح جان كلود يونكر كان موقفا مهما، ولكنها ليست النهاية"، مشددا على أنه سيواصل القتال لإصلاح الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن "هذه العملية بالكامل أثبتت وجهة نظري بأن أوروبا بحاجة للتغيير، إذا كنت جادا في التغيير، فانك لا تتراجع عندما يحدث تصويت ضدك".
وتابع أنه "يوم سييء لأوروبا.. أنه يهدد موقف الحكومات الوطنية ويمنح سلطات جديدة للبرلمان الأوروبي".. ورأى أن "الزعماء الأوروبيين سيندموا كثيرا على تعيينهم ليونكر في هذا المنصب".
ويمثل تعيين يونكر ضربة قوية لمحاولات كاميرون استرضاء القوي الرافضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، حيث هدد في أكثر من مناسبة خلال الفترة الماضية بأن تعيين مرشح تكتل يمين الوسط في البرلمان الأوروبي قد يدفع البريطانيين نحو التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وشهدت انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر الماضي صعود القوي اليمينية الرافضة لزيادة سلطات الاتحاد الأوروبي على حساب الدول، ومن أهمها حزب الاستقلال البريطاني، الذي احتل المركز الأول في الانتخابات في المملكة المتحدة.
ولا يريد كاميرون أن يتولى يونكر، الذي يتمتع بتأييد حزب الشعب الأوروبي أكبر تكتل ينتمي إلى يمين الوسط في البرلمان الأوروبي، المنصب لأنه يراه من أتباع الطراز القديم ممن سيعرقلون خططه لإصلاح الاتحاد الأوروبي وإقناع الناخبين البريطانيين بميزة البقاء ضمن التكتل الأوروبي.
ووعد كاميرون بإعادة التفاوض في شأن علاقات بريطانيا مع بروكسل قبل إجراء استفتاء في شأن بقاء بلاده أو انسحابها من عضوية الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2017 إذا فاز في الانتخابات الوطنية العام المقبل.
ومن جانبهم، عبر زعماء الاتحاد الأوروبي عن وجهات نظر مختلفة بشأن الموقف البريطاني، حيث قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند "تحدث ديفيد كاميرون عن المصلحة الكبرى لدولة قد تخرج من الاتحاد الأوروبي، يمكننا أن نفهم هذه المسألة السياسية الداخلية، ولكن في نفس الوقت ليس هناك شيء مثل حق النقض (الفيتو).. في أوروبا نحن بحاجة إلى أن نتعلم أن نعيش معا في إطار من القواعد والمعاهدات، وليس هناك وسيلة أخرى".
ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "مصلحتنا في استمرار تواجد المملكة المتحدة كعضو في الاتحاد الأوروبي.. يجب على المملكة المتحدة أن تتخذ قرارها بنفسها، ولكن من منظور أوروبي ومن جهة نظر ألمانيا، أعتقد أن هذا هو الأهم، وهذا ما سأعل عليه.. لقد أظهرنا بوضوح أننا مستعدون لمعالجة المخاوف البريطانية".
وسخر رئيس الوزراء الفنلندي الكسندر ستاب من الموقف البريطاني، قائلا "على الناخبين البريطانيين أن يستيقظوا وأن يتذكروا فوائد عضوية الاتحاد الأوروبي، بدلا من التهديد بالانسحاب من التكتل الذي يضم 28 دولة".
ووجهت قوى المعارضة في بريطانيا انتقادات حادة لكاميرون بعد تصويت الأمس، حيث صرح زعيم حزب الاستقلال البريطاني نيجيل فاراج اليوم السبت بأن هزيمة رئيس الوزراء في معركة تعيين جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية تظهر أنه غير قادر على إعادة التفاوض بشأن علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.
وزعم زعيم حزب الاستقلال أن زعماء الاتحاد الأوروبي يفضلون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدلا من التوصل إلي صفقة جديدة وكبيرة.
ومن جانبه، انتقد زعيم حزب العمال إد ميليباند هزيمة كاميرون أمس، واصفا زعيم حزب المحافظين "برئيس وزراء سام"، مشيرا إلى أنه ركز على مهاجمة شخص يونكر دون التركيز على بناء تحالفات مع دول أوروبية أخرى لوقف تعيينه.