الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

خبير آثار ردًا على مزاعم إسرائيلية: جبل نبى الله موسى بالوادي المقدس ونقوش سرابيت الخادم أقدم أبجدية في التاريخ

شجرة العليقة المقدسة
شجرة العليقة المقدسة داخل دير سانت كاترين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، ردًا على ما آثاره عالم الآثار الإسرائيلي، تسيفي إيلان، ونشر بعدة مواقع نقلًا عن صحيفة معاريف، والخاص بادعاء أن جبل سرابيت الخادم، هو جبل موسى والكتابات به كتابات عبرية، ويؤكد أن هذا ليس له أي أساس تاريخي، أو أثري، وأن الكتابة الموجودة بجبل معبد سرابيت الخادم، هي الأبجدية السينائية المبكرة "البروتو سيناتك"، الأبجدية الأم لأنها نشأت في سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد في منطقة سرابيت الخادم، ثم انتقلت إلى فلسطين، فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية.

ويضيف، أن معبد سرابيت الخادم مصري 100%، ولم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز في مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذي يبعد 268 كم عن القاهرة وأن سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعني عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وهو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.
ويؤكد الدكتور ريحان أن جبل نبي الله موسى، هو الجبل الحالي بالوادي المقدس طوى، بمنطقة سانت كاترين، وهي المحطة الرابعة في طريق خروج بني إسرائيل من مصر التي تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه وهي المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوي عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242 م وجبل كاترين 2642 م فوق مستوى سطح البحر وغيرها، ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآني "اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم" البقرة 61، والهبوط يعني النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضًا فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبي الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ بها أهله في رحلته الأولي لسيناء "إني آنست نارًا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون" القصص 29.

ويوضح أن هذه المنطقة تحوي شجرة من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطي ثمار وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه شجرة العليقة المقدسة ويشير إلى أن المسيحيين لم يسيطروا على الجبل ويبنوا عليه ديرهم كما ادعى العالم الإسرائيلي بل نشأت الرهبنة بسيناء تبركًا بهذه الأماكن المقدسة التي سار بها نبي الله موسى وقد بنت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة صغيرة في القرن الرابع الميلادي بوادي العليقة الملتهبة عند الشجرة المقدسة وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء في القرن السادس الميلادي، وضم إليه الكنيسة القديمة وأطلق على الدير "دير سانت كاترين" في القرن التاسع الميلادي بعد قصة سانت كاترين الشهيرة وجاء المسلمون في العصر الفاطمي فبنوا مسجدًا في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500 هـ 1106م داخل الدير تبركًا بالجبل المقدس.

ويضيف أن هناك وثيقة موجوة بدير سانت كاترين رقم 224 كتبت عام 883م تؤكد أن جستنيان لم يكن في نيته بناء الدير قرب العليقة المقدسة فهناك كنيسة من القرن الرابع الميلادي تبركًا بالمكان ولكن أراد بناء الدير فوق قمة جبل موسى نفسه مما يؤكد معرفته بالجبل منذ ذلك الوقت ولكن المندوب الذي كلفه جستنيان بذلك خالف جستنيان لاستحالة بناء الدير فوق جبل موسى لعدم توفر مصادر المياه، وبناه في الموقع الحالي بجوار شجرة العليقة المقدسة وكان جزاء هذا المندوب هو الإعدام لمخالفة أمر جستنيان ويصحح خطأ تاريخي للعالم الإسرائيلي بأن دير سانت كاترين لم يبن عام 527م بل من عام 548 إلى عام 565م لأنه أنشأه لتخليد ذكرى زوجته المحبوبة ثيودورا التي ماتت عام 548م ومات جستنيان عام 565م واستحالة بناء الدير قبل وفاة زوجته وهذا الخطأ التاريخي يؤكد أن كل ما ذكره العالم الإسرائيلي لا يستند على أسس تاريخية أو أثرية.

ويوضح د. ريحان أن هذه الادعاءات لها أغراض سياحية وقد سبق ذلك ادعاء العالم الإسرائيلي عمانويل أناتي أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب وليس جبل الطور الموجود في جنوب سيناء وادعى أناتي أن قساوسة الفاتيكان تقبلوا نظريته ويستعدون الآن لتغيير وجهة المقدّسين المسيحيين إلى جبل كركوم ولم يحدث هذا بالطبع ولن يحدث لأن الحقائق الأثرية هي الثابتة والمؤكدة والملموسة دائمًا، وقد حقق د. ريحان أثريًا طريق رحلة نبي الله موسى بسيناء وهي أماكن مباركة لكل الأديان وأقسم سبحانه وتعالى بجبل الطور وبيت المقدس ومكة المكرمة.