رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

القارة السمراء تحتفل بالذكرى الـ51 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية.. وزارة الخارجية: الاحتفالات تتزامن مع أهم استحقاق في خارطة الطريق.. والزعيم عبد الناصر خالد الذكر بحركاته التحررية في بلاد الأدغال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفلت مصر والشعوب الإفريقية، أمس الأحد، بالذكرى 51 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، في 25 مايو 1963، نتيجة للجهود المخلصة التي بذلتها القيادات التاريخية الإفريقية، لتلبية تطلعات شعوبها في الحرية والتقدم والازدهار، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
قالت وزارة الخارجية، في بيان لها، أمس الأحد، إن «مصر تتذكر المسيرة الطويلة التي قادتها مع أشقائها الأفارقة للتحرر من الاستعمار، ودعم التكامل والتعاون الإفريقي، حيث كانت إحدى المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، وتقوم بجهود حثيثة حاليا لدعم الاتحاد الإفريقي، وتعزيز علاقاتها مع دول القارة».
وأضافت: «من حسن الطالع أن يتزامن الاحتفال بهذا اليوم، مع تطورات تاريخية تشهدها مصر التي تخطو بثقة نحو بناء ديمقراطيتها الحقيقية الحديثة، وتنفيذ باقي استحقاقات خريطة الطريق، التي جاءت تعبيرا عن إرادة الشعب المصري الواضحة، كما تجلت في ثورتين شعبيتين عظيمتين».
وتابعت: «يتزامن هذا الاحتفال مع إجراء انتخابات رئاسية مهمة في تاريخ مصر المعاصر، ومثلما شاركت مصر شقيقاتها من دول القارة في أهم المنعطفات التاريخية التي مرت بها، نجد الأشقاء الأفارقة والاتحاد الإفريقي والكوميسا والساحل والصحراء حاضرين مع مصر يشاركونها هذه اللحظة المهمة من تاريخها، من خلال بعثات لمتابعة الانتخابات الرئاسية».
واختتمت الوزارة بيانها «أن مصر تتطلع خلال المرحلة المقبلة، أن تتمكن من توحيد الجهود مع كل الدول الإفريقية الشقيقة لتحقيق ما فيه خير قارتنا الغالية، وخدمة قضايا شعوبها وتطلعاتهم نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب، وتحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقي، والدفاع عن القضايا الإفريقية في مختلف المحافل الدولية، ليكون للقارة السمراء المكانة الرفيعة التي تليق بها».
وقال محمد ولد عبد العزيز، الرئيس الموريتاني، الذي تترأس بلاده الاتحاد الإفريقي، إنه في الذكرى 51 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، من حقنا أن نسعد بإنجازات المنظمة، والتي من أهمها تحرير شعوب القارة من هيمنة الاستعمار وقبضة التمييز العنصري.
وأثنى رئيس الاتحاد الإفريقي على القادة المؤسسين لما بذلوه لتعزيز التعاون بين شعوب القارة، مشددا على أن الأفارقة من حقهم أن يفخروا بما تحقق في إطار الاتحاد الإفريقي على المستويين السياسي والاقتصادي، مؤكدا مواصلة الجهود والعمل المشترك لاستكمال الأهداف والوصول إلى الاندماج الكامل بين دول القارة.
فيما يتذكر الشعب المصري العلاقات التاريخية التي تربطه بقارته الإفريقية عبر نهر النيل النابع من قلب القارة السمراء، فمصر الفرعونية هي عاصمة القارة الإفريقية التي تواصلت معها حضاريا وثقافيا، وكان الشعب المصري حريصا على حماية قارته من الاستعمار فأرسل محمد علي الحملات العسكرية حتى شمال أوغندا وأسس مدينة الخرطوم وكسلا ومدن أخرى عام 1825 ولم تمهله الأقدار من حماية القارة السمراء التي وقعت في براثن الاستعمار فقطع أوصالها ومزق إقليمها ونهب ثرواتها واستعبد شعوبها حتى كانت ثورة 1952، حيث بذلت القاهرة الغالي والنفيس من أجل تحرير قارتها من الاستعمار فأنشأت مكاتب لحركات التحرير ودعمتها بالمال والسلاح ولعب جمال عبد الناصر دورا كبيرا في تحرير معظم دول القارة وإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية 25 مايو 1963 والذي دعا ميثاقها إلى تحرير كل الدول الإفريقية من الاستعمار وتأكيد التعاون بين دول القارة ومحاربة الجهل والتخلف الموروث عن الحقبة الاستعمارية ووضع القارة في مكانها اللائق وأنشأ وكالة أنباء إفريقيا وصندوق خاص لدعم حركات التحرير والبنك الإفريقي وفتح الجامعات المصرية للطلاب الأفارقة وركز على أهمية التعليم في تنمية القارة السمراء ومن خلال منظمة الوحدة الإفريقية استطاعت مصر إيقاف الحرب بين موريتانيا والسنغال واحتواء الأزمة الليبية التشادية، والإفراج عن الزعيم نيلسون منديلا من داخل سجون العنصرية عبر مندوبها بمنظمة الأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي، ودعمت نامبيا حتى أعلنت استقلالها وتم تكلفت الخارجية المصرية بعمل برنامج لتدريب كوادر الدول الإفريقية على مهمات حفظ السلام وما زالت القاهرة تقدم الكثير من أجل قارتها السمراء على الرغم من محاولات الاستعمار الجديد والمحاولات الصهيونية التي تعمل على عزل مصر عن قارتها لكن حتما ستفشل كل محاولات الاستعمار في تهديد أمن واستقرا إفريقيا حتى ولو لبس ألف وجه جديد.