رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

ننشر نص كلمة رئيس الاتحاد العام باحتفال عيد العمال

رئيس الاتحاد العام
رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر جبالي المراغي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ننشر نص كلمة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر جبالي المراغي، باحتفالات الدولة بعيد العمال اليوم بقاعة المؤتمرات في مدينة نصر بحضور المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية م. إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الدكتورة ناهد عشــرى وزيرة القوى العاملة والهجرة، السادة الوزراء، الإخوة العمال السادة الحضور السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته،،
عمال مصر، الذين تقوم على أكتافهم وبجهد سواعدهم نهضة مصر وتقدمها، يشرفهم أن يتقدموا لسيادتكم بوافر التقدير والاعتزاز، وبالغ الشكر والامتنان، لتفضلكم برعاية احتفالهم بعيد العمال رمز التضامن ضد الاستغلال. كما يطيب لى أن أتقدم بجزيل الشكر للسيد المهندس رئيس مجلس الوزراء، والسادة الوزراء، وكل القيادات التنفيذية والسياسية والشعبية، كما أحيى دور الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وكذلك دور الكنيسة بقيادة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما أحيى عمال مصر الذين يحتفلون اليوم بعيدهم.

السيد الرئيس، يتزامن احتفالنا بعيد العمال هذا العام، في ظل حراك متسارع، على مختلف الجبهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. فقد شهدت الفترة القليلة الماضية إنجاز الاستحقاق الأول في خارطة المستقبل، والمتمثلة في إقرار دستور جديد لمصر يحافظ على حقوق المواطنين، ويحدد واجباتهم، ويرسم معالم دقيقة لاختصاصات السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
إن مصر تتعرض في هذه الأيام للعديد من المؤامرات الإجرامية، التي تنفذها الجماعة الإرهابية، بدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية. وفي هذا الصدد فإن عمال مصر يجددون إدانتهم لكافة الأعمال الإجرامية التي يقترفها أعضاء هذه الجماعة الإرهابية، ويؤكدون وقوفهم صفا واحدا في مواجهة هذه المؤامرات، ويشيدون بالدور الوطنى للقوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل في التصدى لهذه الجماعة الإرهابية.

السيد الرئيس، إن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الذي يعبر عن إرادة عمال مصر، يبذل قصارى جهده حتى يحصل العمال على حقوقهم المشروعة في الأجر العادل، وسيادة علاقات عمل مستقرة، ووضع شروط وظروف عمل مناسبة، وتوفير العمل اللائق، وزيادة الخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية، والاهتمام بالصحة والسلامة المهنية وبيئة العمل، مع الاستعداد للبذل والعطاء حتى تستشرف مصر مستقبلها الواعد، وعلى أمل أن يكون الوطن قصة نجاحات لا تنتهى، وشواهد عزم وإرادة.
إن الاتحاد العام، إدراكا منه لمسئوليته في زيادة الإنتاج، وإسهامه في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، فقد أعلن عن مبادرة لوقف الاحتجاجات العمالية تقوم على التزام أطراف الإنتاج الثلاثة، وأعنى بهم الحكومة والعمال وأصحاب الأعمال، ببنود المبادرة الأمر الذي يتطلب توقيع ميثاق شرف بين العمال وأصحاب الأعمال برعاية الحكومة من أجل حل المشكلات التي يواجهها العمال، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم.
وفي هذا الصدد فإن الاتحاد العام يشيد بتأكيد الحكومة بعدم بيع شركات القطاع العام، وإعادة تشغيل المصانع التي حكم القضاء بإعادتها مرة أخرى إلى الدولة. والتزامها ببذل أقصى جهد من أجل تحديث وتطوير الشركات والمصانع التابعة للدولة، حتى تكون قادرة على المنافسة، حيث أن هذه الشركات تواجه تحديات كثيرة مثل ارتفاع تكلفة الإنتاج، التي أدت إلى زيادة أسعار المنتج النهائى، وبالتالى صعوبة المنافسة. وفي هذا الصدد فإننى أطالب الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة العمال المفصولين إلى أعمالهم مع بحث إعادة تشغيل المصانع المتعثرة والمتوقفة عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانى منها مصر.
أن لدى الدولة حاليا توجها جديدا لإعادة الاعتبار للصناعة الثقيلة كقاعدة للانطلاق الاقتصادى في المرحلة القادمة. ولا يخفى على أحد أن التصنيع الثقيل في أي دولة، يحقق لها منافع اقتصادية لا حدود لها، ومن ثم يؤدى إلى مواجهة حقيقية لمشكلة البطالة التي هي أساس كل الشرور في مصر الآن.
إن الصناعة الثقيلة، كثيفة العمالة، ستؤدى إلى خفض الاستيراد، وصولا إلى علاج مشكلة العجز المزمن في الميزان التجارى للدولة، ومن ثم توفير قدر لا يستهان به من العملات الصعبة التي تضيع الآن بسبب الاستيراد.
إن الصناعة الثقيلة تضمن جذب استثمارات نافعة للمجتمع على المدى الطويل، بعيدا عن الاستثمارات التي تضخ في السلع الاستهلاكية، التي تضر الصحة ولا تفيد الاقتصاد.
السيد الرئيس، تزايدت في الفترة الأخيرة المنازعات الجماعية والاحتجاجات العمالية التي يرجع معظمها إلى عدم تفعيل لغة الحوار وآليات التفاوض الجماعى بين العمال وأصحاب الأعمال مما يؤدى إلى تصاعد النزاعات. وفي هذا الصدد فإننى أتوجه بوافر الشكر للسيد رئيس مجلس الوزراء لاعتزامه تشكيل مجلس وطنى للحوار الاجتماعى يتولى رسم السياسات القومية للحوار الاجتماعى وآلياته، وتعزيز الثقة بين أطراف الإنتاج، وكذلك تشكيل مجالس فرعية للمجلس الوطنى للحوار الاجتماعى على مستوى المحافظات تتولى تفعيل سبل الحوار الاجتماعى بين العمال وأصحاب الأعمال تجنبًا لتفاقم الأوضاع.
السيد الرئيس، إن عمال مصر يتشرفون بأن يتقدموا لسيادتكم بوافر الاعتزاز والتقدير لإيمانهم الراسخ بأنكم قامة شامخة، وقاضٍ عادل يؤمن بدور العمال جنود التنمية والإنتاج الذين لمسوا في قراراتكم وتوجهاتكم إصرارًا على أن يسود العدل بين كل أفراد المجتمع وأن يحصل كل مواطن على حقوقه المشروعة. ولعل خير شاهد على ذلك القرارات التي صدرت مؤخرا لصالح العمال ومن بينها قرار إنشاء محاكم عمالية لأول مرة تستهدف سرعة الفصل في قضايا العمال، وتنظيم الحقوق المشروعة لهم. وسوف يعد اتحادنا العام ملفا كاملا عن المنازعات والقضايا الشائكة حتى يتم عرضها أمام المحكمة للفصل في حقوق العمال، على أن تقوم الحكومة والاتحاد العام لنقابات عمال مصر واتحاد الصناعات المصرية واتحاد الغرف التجارية بدورهم في دعم هذه المحكمة المتخصصة.
إن أمام اتحادنا العام مشروع قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم الذي يجب أن يستند إلى المبادئ القضائية التي استقرت، سواء في أحكام المحكمة الدستورية العليا، أو أحكام المحكمة الإدارية العليا، فضلا عن تلافى مشكلات التطبيق لبعض أحكام قانون النقابات العمالية الحالي، وقد سبق أن أكد اتحادنا العام لسيادتكم تمسك المنظمات النقابية العمالية بضرورة عرض مشروع القانون على مجلس النواب بعد انتخابه باعتباره السلطة التشريعية، وذلك حفاظا على استقرار الأوضاع بمختلف مواقع العمل والإنتاج، وعدم إثارة البلبلة بين صفوف العمال من منطلق أن هذا القانون يمثل بُعدا اقتصاديًا واجتماعيًا هدفه تحقيق الاستقرار في المجتمع.
وبمناسبة انتخاب مجلس النواب، فإن عمال مصر يأملون في أن يتولى المجلس تعديل تشريعات العمل والعمال وفي مقدمتها قانون العمل، وقانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم، وقانون التأمينات الاجتماعية، وقانون العاملين المدنيين بالدولة، وإصدار قانون التأمين الصحى الشامل.
ويشيد اتحادنا العام بقرار إنشاء مفوضية عُليا للمصريين في الخارج الذين يبلغ عددهم ثمانية ملايين معظمهم من الكفاءات العلمية المتميزة. وتكون من مهام هذه المفوضية رعاية مصالح المصريين المغتربين، ودعم صلتهم بالوطن الأم، وتعظيم مساهماتهم في جهود التنمية الشاملة.
السيد الرئيس، يتزامن احتفالنا بعيد العمال مع الذكرى الثانية والثلاثين لتحرير أرض سيناء الغالية، وبهذه المناسبة فإنه يشرفنى أن أتقدم باسم عمال مصر للقوات المسلحة الباسلة بأصدق آيات التهنئة لما تقوم به من دور بطولى في الدفاع عن تراب الوطن، والحفاظ على عزته وكرامته واستقلاله، وحتى تكون القوات المسلحة رادعًا للعدوان ودرعًا للسلام.
ويتقدم عمال مصر للقوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأبطال بوافر الاعتزاز والتقدير لدورهم البطولى في التصدى للجماعات الإرهابية التي باعت نفسها للشيطان، وخانت تراب الوطن المقدس، وارتمت في أحضان القوى الإقليمية والدولية المعادية لمصر. وكلنا ثقة بقدرة شعب مصر العظيم على تجفيف منابع الإرهاب حتى يسود الأمن والأمان كل ربوع مصر، وحتى يتفرغ المجتمع لبذل قصارى جهده من أجل دعم مسيرة التنمية الشاملة. وندعو اللـه جلت قدرته أن يتغمد شهداءنا الأبرار بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يَمُنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.
كما يتزامن احتفالنا هذا العام مع احتفال الإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد. وبهذه المناسبة فإنه يطيب لى أن أؤكد أن تماسك الشعب المصرى ووحدته سوف يتصدى لكل المؤامرات التي تستهدف النيل من الوحدة الوطنية لشعب مصر العظيم، وندعو اللـه أن يعيد هذه المناسبة على الإخوة المسيحيين وعلى شعب مصر العظيم بالخير واليُمن والبركات، وأن يديم على مصر وحدتها الوطنية.
وفي ختام كلمتى أجد من واجبى أن أتقدم بأصدق التهانى لكل امرأة عاملة، وأن أشيد بدورها، وما حققته من إنجازات في مختلف مجالات العمل ومساندتها لخارطة المستقبل دعما لاستقرار الوطن. وأطالب المرأة العاملة التي تمثل 40% من قوة العمل بضرورة بذل الجهد والعطاء، والمشاركة الإيجابية في كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وممارسة حقوقها المدنية والسياسية التي منحها لها الدستور الجديد.
وطالب الاتحاد العام بوضع الطفل المصرى على أجندة اهتمامات الحكومة من أجل توفير الحماية للأطفال، وبذل كل الجهود الممكنة للقضاء على عمل الأطفال، وتوفير أفضل السبل لرعايتهم وتعليمهم حتى يسهموا بدورهم في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، وعاشت مصر وعاش شعبها العظيم والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته