الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

هل ينظر لأدب الطفل باعتباره «درجة تانية»؟.. الكتاب يخرجون عن صمتهم: الطفل لا يزال مقبلاً على القراءة والإطلاع

أدب الطفل
أدب الطفل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان مثيرًا للدهشة هذا الكم الكبير من كتاب أدب الطفل في مملكة النرويج وهذا الحضور اللافت لهم، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير الماضي وهذا الاحتفاء الكبير بكتاب أدب الطفل في النرويج والحرص الكبير على مشاركة تجاربهم مع جمهور المعرض، بل ومشاركة الكتاب والأدباء المتخصصين في الكتابة للطفل في ورش عمل مشتركة تستهدف النهوض بهذا الأدب الذي يعمل على تشكيل وعي ووجدان الأطفال.

ولهذا تفتح "البوابة نيوز" ملف الكتابة في أدب الطفل، وتطرح التساؤل الأكبر "هل أدب الطفل هو أدب درجة تانية؟ لم يكن طرح التساؤل من فراغ وإنما نابعًا من تلك النظرة التي ينظر بها لأدب الطفل أو كتاب أدب الطفل سواء على مستوى نوعية الجوائز التي تقدم لهذا النوع الأدبي  أو على مستوى عددها، أو حتى دور النشر التي تتعامل ع أدباء وكتاب أدب الطفل.

ففي هذا الملف تطرح “البوابة نيوز” التساؤلات على كتاب ونقاد وأدباء أدب الطفل لنحاول أن نفهم ونعي الكثير من الإشكاليات التي تهم أبناءنا وكتابهم، ولماذا لا يقبل الأطفال على القراءة والاطلاع في ظل هذا الزمن التي تغلف فيه الآلة والحاسوب أذهان أطفالنا بدلا من الكتاب.

وأدب الطفل يلعب دورًا كبيرًا في بناء المجتمعات، فهذا النوع من الأدب هو من تقوم على أساسه الدول، إذ إن بناء عقلية الطفل يتوقف على ما يقرأه في صغره وينِشأ وينمو عليه، ولهذا التشكيل الجوهري في عقلية الطفل، وبالتالي على عقلية المجتمع ككل، كان لابد من وقفة حاسمة حول هذا النوع الأدبي الكبير، والذي لا يمكن الوقوف عنده عند حد اعتباره بأنه أدب من الدرجة الثانية سواء على مستوى من يقوم بتقديمه أو حتى على مستوى من يقدم إليه.

فالطفل هو الغد لكل الدول وأن ما يقدم له من أدب حيث يسلط الضوء على الجوانب الرئيسية في تربيته، كما أن كتب أدب الأطفال، لها أهمية كبيرة في تنشئة  الجيل الجديد، وأن عملية التفاعل والتواصل بين الأدب وتأثيره على الطفل، هذا من جانب وعملية التشجيع على التعلم من جانب آخر.

وتعمل عملية القراءة على خلق وتشجيع التفكير وتوسيع الخيال ومدارك الطفل، بل إنها أيضا تساعده على عملية التفكير والتعبير عن الأفكار وطرح التساؤلات والتي تعود بالطبع على تنمية مهارات وقدرات الأطفال، ونموهم العقلي..

ولهذا التأثير الكبير على كتابة أدب الطفل وتأثيرها الكبير في بناء الأمم والشعوب ، تفتح  “البوابة نيوز” التساؤلات حول هذا الأدب، وما يجده من إشكاليات في سلسلة حلقات هي الفريدة من نوعها تفتح عالم الكتابة للطفل وما يواجهه من تحديات.

أحمد طوسون - جائزة كتارا للرواية العربية
الكاتب أحمد طوسون 

وفي عصر الشاشات والألواح الذكية يبدو أن القراءة هي آخر ما يُمكن أن يجذب انتباه طفل، لذا، يبتكر مؤلفو كتب الأطفال والناشرين طرقًا جديدة لاستمالة ذوي السن الصغيرة، بين الألوان والرسوم والأغلفة البارزة والعناوين الجذابة، يتنافس سوق النشر في عالم يبتعد ساكنوه عن القراءة أكثر فأكثر.

وفى ظل الزخم الكبير لمعارض كتب الأطفال العربية والعالمية، ما الذي تم تقديمه من صناع النشر لجذب الأطفال؟.. وهل لا يزال الطفل يقرأ؟..

"البوابة نيوز" التقت القاص والروائي وكاتب أدب الطفل أحمد طوسون للإجابة عن هذه الأسئلة في الحوار التالى:

* بعد مراجعة معارض كتب الأطفال على مدار العاميين الماضيين.. ما الذى تم تقديمه من صناع النشر لجذب الأطفال؟

يواجه الناشرون للكتاب الورقي تحديا صعبا مع التطور التكنولوجي في مجال الميديا الحديثة والتقنيات الرقمية وارتباط طفل العصر الحالي بالسماوات المفتوحة فضائيا ورقميا عبر الشاشات الالكترونية للحواسيب والهواتف المحمولة ومواد الفيديو المتعددة ومنها ألعاب الفيديو التي تجتذب الصغار والكبار.. لكن التطور التكنولوجي.

كما طال تكنولوجيا الرقمنة والاتصال والميديا طال أيضا صناعة الورق والطباعة وبخاصة الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويتم الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة في انتاج الكتب المجسمة التي تجتذب الأطفال برسوماتها وألوانها وإعادة تقديم الحكايات العالمية الشهيرة في كتب مجسمة ثلاثية الأبعاد أو عبر ربط الكتاب الورقي بالتقنيات الرقمية.

فيصدر كتاب الطفل الورقي مصحوبا بأسطوانة مدمجة تقدم القصة أو الحكاية مسموعة ومرئية ليكون أمام الطفل الاختيار بين البدائل التقليدية والحديثة، ولعل استخدام الكتب المطبوعة المرتبطة بالبرامج الالكترونية يكون بشكل أوسع وأوضح في مجال المواد التعليمية المقدمة للطفل.

 ولوزارة الاتصالات في مصر تجربة في هذا المجال حين أعلنت عن مسابقة منذ سنوات تربط فيها ما بين الكتاب الورقي والتقنيات الرقمية خصصت لها جوائز كبيرة لتشجيع الناشرين على خوض هذا المجال والتوسع فيه مواكبة للعصر.

ولعلنا نلحظ في معارض الكتب استخدام المجسمات الملونة للشخصيات التي يحبها الأطفال وأبطال القصص والعروض الالكترونية والرقمية لجذب انظار الأطفال إلى الكتب المقدمة لهم.

لكن تظل ورش الحكي والرسم التي يقدمها الكتاب والرسامون والفنون المقدمة للطفل كالأراجوز وغيره واقعيا إلى جانب الوسائل الرقمية من الوسائل الجذابة التي تجتذب الأطفال لمعارض الكتب كما يحدث كل عام في معرض القاهرة الدولي للكتاب أو المعارض الدولية الشهيرة كمعرض بولونيا لكتب الأطفال أو معرض الشارقة القرائي للطفل.  

* من وجهة نظرك.. فى عصر الشاشات المحمولة والإنترنت هل الطفل لا يزال يقرأ؟

لا توجد لدينا احصائيات رسمية ودقيقة لتوزيع كتاب الطفل لكن المؤكد من خلال زيادة اعداد الناشرين لكتب الأطفال وزيادة عدد الاصدارات المقدمة للطفل مصريا وعربيا أن نستنتج وجود الطفل الذي يقرأ برغم كل مغريات التقنيات الرقمية والالكترونية الحديثة.

لأن صناعة الكتاب في النهاية تجارة لن يقدم عليها الناشرون إلا إذا كانوا يحققون أرباحا بعكس المؤسسات الرسمية حين تنتج كتاب الطفل فهي تؤدي رسالة لأطفالنا ودور منوط بالدولة تجاه أبنائنا بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.

والمؤكد أيضا أن القراءة لا تقتصر على الكتاب الورقي، ولكن وفق مقتضيات العصر يقدم كتاب الطفل في صور مختلفة الكترونيا ورقميا ومسموعا، وسنجد الطفل الذي يتجاوب مع الكتاب الورقي، كما يوجد الطفل الذي يتجاوب مع التقنيات الرقمية والحديثة.

والأمر يعتمد في وجهة نظري على اهتمام الأسرة والمدرسة بالطفل فكلما زاد اهتمام الأسرة والمدرسة بالطفل ومواهبه وتشجيعه على القراءة زاد إقباله على الكتاب والقراءة لأن حب الانسان للحكاية وللفنون ربما ينشأ بالفطرة منذ لحظة الولادة ويتجلى ذلك في هدهدة الأمهات لأطفالهن في المهد.

ولعل هذا الشكل كان الشكل الأول الذي عرفته البشرية لفنون الطفل منذ البدايات الأولى للإنسان على كوكب الأرض.. كما يجب استغلال موروثنا الحضاري والثقافي الفرعوني والشعبي والفنون التقليدية للطفل وتقديمها بشكل جديد يجتذب طفل هذا العصر.

فللأسرة والمدرسة والمجتمع دور في تنمية عادة القراءة لدى الطفل من خلال توفير المناخ المساعد على القراءة والإبداع في البيت والمدرسة والنادي، وأن تكون الفنون وبخاصة المقدمة للطفل مفردة من مفردات الحياة يجدها الطفل في كل الأماكن التي يرتادها بسهولة ويسر وبالتالي ستنمي لديه عادة القراءة وستساعد على اكتشاف مواهبه وتنمية خياله.

* ماذا ابتكر كتاب ومؤلفو كتب الأطفال لاستمالة ذوي السن الصغيرة؟

 الحقيقة أن الموضوعات المقدمة للطفل تواجه إشكالية كبيرة، إذ إن أغلب القصص والحكايات ما زالت تؤخذ عن الحكايات التقليدية كحكايات كليلة ودمنة والحكايات الموروثة وألف ليلة وليلة، وقليلة هي الأعمال التي تقدم نصوصا تتناول موضوعات تهم طفل هذا العصر واهتماماته وواقعه الجديد.

فمثلما تمثل الرقمنة واقعا نعيشه جميعا، يجب كمثال أن تصبح واقعا في النصوص التي تقدم للطفل وهكذا الحال بالنسبة لكل الموضوعات التي يعايشها أطفال اللحظة الراهنة ولا نتعامل مع الطفل بنفس الطريقة التي تعامل بها رواد الكتابة للطفل مع طفل الماضي.

فلكل عصر قضاياه وظواهره واهتماماته ويجب علينا ككتاب أن نكون مواكبين لاهتمامات طفل هذا العصر لنستطيع أن نصل إلى خياله ووجدانه وننجح في التواصل معه

 

حسين حمودة لـ"الشاهد": كتاب برنارد لويس يرى الحشاشين الفرقة الأكثر دموية فى  التاريخ - موقع بصراحة الإخباري
الدكتور حسين حمودة 

 

وتتابع "البوابة نيوز" في طرح التساؤلات حول أهمية كتب الأطفال، وهل لايزال الطفل مقبلاً على الكتاب والحرض على اقتنائه ، وذلك من خلال رصد آراء النقاد والأدباء والمتخصصين في الكتابة والنقد الأدبي، حول مدى إقبال الأطفال على الكتب المطوبة في ظل التطور التكنولوجي وعصر الشاشات الرقمية حيث تحدث فيها كلٌ من: الناقد الدكتور حسين حمود، والكاتب مصطفى غنايم، والكاتب حسين الزناتي، ليضعوا أيديهم على أصول الإشكاليات التي تواجه أدب الطفل.. 

الحاجة إلى التطوير 

وحول رؤية مغاير لأدب الطفل وأهم ما يقف امام أدب الطفل والكتابة للطفل في ظل العصر الرقمي يتابع الناقد والكاتب الدكتور حسين حمودة أستاذ  الأدب العربي بجامعة القاهرة قائلاً: "إنني أتصور أن الإبداع في أدب الطفل أصبح بحاجة إلى تطوير أدواته، بحيث يصبح أكثر جذبا، وأكثر قدرة على الحضور، في سياق عالم جديد، حافل بوسائل جذب كثيرة تعتمد على الصورة والفيديو والصوت وأشكال التأثير المتنوعة.

ويضيف "حمودة": الكتاب المصوّر، بشكله التقليدي، لا يزال وسيلة مهمة من وسائل نشر أدب الأطفال، ولكن هذا الكتاب نفسه أصبح بحاجة إلى تطويره وتغذيته بعناصر جاذبة جديدة، ووسائل نشر جديدة أيضا، بحيث لا يقتصر على النشر الورقي فقط، وإنا يهتم بطرق النشر المتنوعة، ومنها طبعا النشر الإلكتروني، هذا كله يجب أن يكون جزءا من اهتمام ومن عمل المبدعين والناشرين في أدب الأطفال.

الارتقاء بوجدان الطفل

وتابع: بجانب هذا، يمكن الاهتمام بكيفيات تعبير أخرى تتوجه للأطفال، مثل الفيديوهات والألعاب والأدوات المتعددة، التي يمكن لها هي نفسها أن تحكي حكايات، أو أن تنمّي مهارات، أو تصقل مواهب، وتزيد من معرفة الأطفال ومن الارتقاء بوجدانهم وأذواقهم.

كذلك يمكن التخطيط لإنشاء مكتبات غير تقليدية في كل حضانات ومدارس الأطفال، على أن تكون مكتبات حديثة، تجمع بين الكتب المصورة أو غير المصورة وبين وسائل العرض المختلفة، وتعتمد على الوسائط السمعية والبصرية، بحيث تكون هذه المكتبات الحديثة مكونا أساسيا من مكونات الحضانات والمدارس، ويتم التركيز على دورها المهم بحيث تصبح جزءا أساسيا من عملية التعليم نفسها، وليست مجرد نشاط ثانوي أو هامشي إو إضافي.

البوابة نيوز | مصطفى غنايم يوضح تأثير الذكاء الاصطناعى فى تطوير تطبيقات  وألعاب الأطفال
مصطفى غنايم 

الإقبال بشغف على الكتب 

من جانبه؛ قال مصطفى عنايم مدير تحرير سلسلة الأدب العالمي للطفل: ان الطفل  لا يزال يقرأ في عصر الشاشات والألواح الذكية، ويشهد على ذلك حضوره اللافت مع أسرته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكافة المعارض، ولا سيما حين يشارك بنفسه في الورش التفاعلية، وورش الرسم، والحكي، ويشاهد العروض الفنية الملائمة من مسرح، وغناء، وعرائس، وخيال الظل، والأراجوز.

وغيرها من الأنشطة المصاحبة التي تخلق له البيئة الجاذبة للمشاركة، والاستماع، والمتعة، فيقبل بنهم على شراء الكتب والقصص، ويقبل بشغف على اقتناء القصص التى سمع عنها من المؤلفين، أو تلك التى أهديت إليه بتوقيع الكتاب والرسامين، أو تلك التى أهديت إليه نتيجة فوزه فى المسابقات التي تعقد إبان تلك الفعاليات.

وأضاف غنايم: إن من أكثر الأدلة على اقبال الأطفال على القراءة أيضًا رغم التطور الرقمي هو المشاركة بالمسابقات القرائية أو الإبداعية كجائزة المبدع الصغير، أو مسابقة تحدى القراءة، وغيرهما من المسابقات الثقافية الكبرى، بل إننا الآن نجد أن الطقل  يكتب، ويرسم يشهد على ذلك الأبواب التى يحررها الأطفال فى مجلات الأطفال المتخصصة، مثل: قطر الندى، وعلاء الدين، وسمير، وفارس، وخطوة، والفردوس، ونور، وغيرها.

وتابع: فالطفل يقرأ إذا وجد نفسه فى العمل، أو وجد عالمه، ومشكلاته، واهتماماته، وميوله يعبر عنها باللغة المناسبة، والحبكة الفنية التى تلائم فكره، وخياله، وتحترم عقله وفضوله وذكاءه فى عالم متغير ومتطور، وتحفز عقله للمشاركة والتفكير والاستنباط لا بالتوجيه والوعظ المباشر.

وأوضح غنايم أن هناك ثمة أساليب جديدة ينبغى على كاتب الأطفال أن يعيها ليجذب الطفل إلى ما يقرأ أولها: ملاءمة العمل فكرة، وصياغة، وحبكة للمرحلة العمرية التى يكتب لها، أن يعبر عن عالمه وواقعه وقضاياه واهتماماته، اختيار المعجم المناسب للمرحلة العمرية، وربط الأعمال بالتكنولوجيا فهي  إما أن تدور في فلكها، وإما أن يتم بثها إليه عن طريق الباركود، فيطالعها مصورة ومنطوقة،  ومجسدة مثل قصص المانجا. 

الأدب التفاعلي 

واختتم قائلًا لابد أن يطور الكُتاب من أنفسهم ويلجأو إلى الأدب التفاعلي أو الرقمى( hyper text)   الذى يعتمد على التكنولوجيا، ويجسد الحكايات معتمدًا على المؤثرات السمعية والبصرية، وعوامل الجذب في الإخراج والتمثيل وربما بإدخال مقاطع من أفلام كارتونية، أو أغان، أو أفلام تسجيلية، أو ما شابه.. بمعنى أدق أن يطور الكاتب من أدواته، ويمسك بتلابيب المستجدات العصرية التى باتت ركنًا ركينًا من حياة طفل اليوم.

الزناتي يكشف جهود "الصحفيين" لمساندة الفلسطينيين | مصراوى

تجربة مجلة علاء الدين 

على الجانب الآخر؛ قال حسين الزناتي رئيس تحرير مجلة علاء الدين للطفل: إن الاطفال في وقتنا الحالي يقرأون والدليل على ذلك أننا نجد في معرض الكتاب وأي معارض تقام يكون هناك جناح خاص بالطفل ويكون هو الأكثر ازدحاما عن باقي أجنحة الكتب في المعرض وحتى أثناء ممارسة بعض الهيئات والمؤسسات والإصدارات بالأنشطة الخاصة بالطفل ، والطفل إذا كان يستخدم الألواح الذكية لكنه يقرأ.

وأضاف "الزناتي": لكن الأهم من ذلك الذي يرسل الرسالة الصحفية أو الإعلامية أو محتوى القصة التي يؤلفها الكاتب قادر على ان يصل الى عقل الطفل،  فتجربة مجلة علاء الدين كانت ناجحة في جذب الأطفال للقراءة لأنها استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بشكل جيد حتى يتجه إلى قراءة الكتب الورقية حتى يجد المحتوى الذي يناسب عقله وذكاءه واتجاهاته في عمره. 

المحتوى الجيد

ولفت “الزناتي” إلى ضرورة  وجود المحتوى الجيد الذي يقدم للطفل ويعمل على جذب انتباهه يحدد ما إذا كان الطفل سيكون متلقي جيد أم لا، فلابد أن يكون هناك وعي عند صاحب الرسالة حتى يصل إلى عقل ووجدان الطفل بشكل صحيح ومباشر؛ وايضًا احترام ذكاء الطفل وتلبية احتياجاته الايجابية، ذلك لأن الطفل في حاجة دائمة للحصول على المعلومة. 

مشاركة الطفل في صناعة المحتوى 

كما شدد أيضًا على ضرورة مشاركة  الطفل في صناعة المحتوى نفسه وصناعة حتى الرسالة الإعلامية سواء عن طريق الرسم أو الكتابة وهو بذلك يكون أقرب إلى روحهم واتجاهاتهم وهنا يكون المحتوى أكثر تفاعلا وأكثر تجددًا في  نوعية المحتوى المصنوع الذي نقدمه للطفل.

وأضاف الزناتي: "أن كتب الأطفال تحتاج إلى دعم كبير من الدولة ويحتاج مشروع أوسع نقدم خدمة إعلامية وصحفية له فالمتحدة تقوم بهذا الدور بشكل جيد من خلال أفلام الكرتون والقصص التي تقدمها على الشاشات، ونتمنى أن تكون المؤسسات الصحفية تهتم بذلك، بل وتساعد  في تقديم محتوى جيد للطفل. 

الاستفادة من الشخصيات 

كما لفت الزناتي إلى ضرورة الاستفادة  من الشخصيات التي يتأثر بها الأطفال وتكون مصدر إلهام لهم، كما لابد من الاهتمام ببعض المجلات الإعلامية المتخصصة في أدب الطفل والتي تقدم محتوى متخصصا لهم مثل علاء الدين وسمير وغيرهما، فنحن لدينا محتوى يتجاوز الثلاثين عامًا، يمكن الاستفادة منه في هذا المشروع.

وقال: كما قدمنا كتبًا للأطفال من خلال مجلة علاء الدين ، ونحن حاليًّا بصدد بدء مشروع جديد لهذا المحتوى نجاوب فيه على أكثر من سؤال هل هذا المحتوى مناسب لطفل هذا العصر وذكاءه وهل يحاطب وجدان الطفل بشكل جيد أو لا ، والاجابة عن هذه الاسئلة تجعل هناك تلقى أكبر للمحتوى ونجاحه في التأثير على الأطفال .