الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

دفتر أحول| دموع النيل.. حكاية الفتيات الراحلات في حادث معدية أبو غالب

٠
٠
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في صباح اليوم الأربعاء، استهل اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة، بوقوف الجميع دقيقة حداد على أرواح ضحايا حادث معدية أبو غالب المأساوي في الجيزة.. في جو من الحزن والأسى، قدم العزاء لأسر الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للمصابين، معلناً عن صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفى.

على ضفاف نهر النيل، لا تزال أصداء حادث سقوط ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب تتردد في الأجواء..داخل الميكروباص، كانت هناك 25 فتاة تتراوح أعمارهن بين 13 و17 عامًا، يعملن بجد في جني العنب لإحدى الشركات.. انقلبت الحياة رأساً على عقب حين غرق 11 منهن في المياه العميقة، فيما لا يزال البحث جارياً عن 5 مفقودات، ونجت 7 منهن بأعجوبة، بينما أصيبت فتاتان بجروح خطيرة.

بينما كانت جثامين الفتيات تخرج في مشهد مهيب وصفه الأهالي بـ"عرايس تزف إلى الجنة"، أصدرت النيابة أوامر بحبس سائقي الميكروباص والمعدية، وأخذ عينات لفحص تعاطيهما للمواد المخدرة.. وتم تكليف الشرطة بالتحفظ على الحافلة والمعدية وفحصهما فنياً، بالإضافة إلى تشكيل لجنة ثلاثية لمعاينة المعدية وفحص صلاحيتها الفنية.

في مركز الشرطة، جلس محمد خالد كساب، سائق الميكروباص، منهاراً تماماً بعينين دامعتين، روى تفاصيل الكارثة، حيق كانت سيارته مُحملة بـ25 فتاة وشابة وسيدة، جميعهن من عمال اليومية بإحدى شركات تغليف الفواكه، وقبل أن ترسو المعدية، اندلعت مشادة بينه وبين سائق "توك توك" بعد تحرش الأخير بإحدى الفتيات.. واضطر السائق للنزول من السيارة للدفاع عن الفتاة، تاركاً الفرامل دون إحكام، فانزلقت السيارة في المياه.

تتوالى تحريات الشرطة لتؤكد أن السائق كان بالفعل في حالة شجار للدفاع عن الفتيات، وبينما كانت الأيدي تتشابك، كانت السيارة تنزلق ببطء نحو القدر المحتوم. 

أمرت النيابة بالتحفظ على الميكروباص بعد انتشاله من المياه وفحصه من قبل خبير الإدارة العامة للمرور لبيان سلامة الفرامل.

بهذه التفاصيل المأسوية، تبقى أرواح الفتيات اللاتي فقدن حياتهن في الحادث ترفرف حول نهر النيل، تاركة أثراً لا يُمحى في قلوب كل من سمع بقصتهن.