الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

معهد دراسات الحرب: توتر وخلاف بين قيادات نظام طالبان

طالبان
طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقوم زعيم طالبان الملا هبة الله أخونزاد بتشكيل جيش قوامه ٤٠ ألف جندي لنفسه، سيكون مستقلا عن الجيش والشرطة التابعين لنظام طالبان، وأغلب أفراده من قبيلة نورزي.

وفي تقرير جديد نشر في مارس ٢٠٢٤، أوضح معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة، أن نظام طالبان ليس جيشا متجانسا، بل هو تحالف واسع من الفصائل ذات العلاقات العرقية والقبلية والسياسية والتجارية والأيديولوجية المختلفة، والتي في بعض الأحيان تتنافس مع بعضها البعض.

ويشير تقرير هذه المؤسسة إلى وجود فصيلين قويين داخل حركة طالبان؛ إحداهما هي حركة طالبان الشرقية بقيادة سراج الدين حقاني، وزير داخلية طالبان وزعيم شبكة حقاني، والأخرى هي حركة طالبان الجنوبية أو قندهار.

وقام سراج الدين حقاني بتعيين أقاربه في بعض المناصب الرئيسية، ويحكم الملا هبة الله أخونزاده، زعيم هذه الجماعة، أفغانستان في قندهار بدائرة صغيرة من رجال الدين وأنصاره الذين يشار إليهم غالبا باسم طالبان قندهار. 

يذكر في هذا التقرير أن الملا يعقوب، وزير دفاع طالبان وابن الملا عمر مؤسس طالبان، والملا عبد الغني بارادار، النائب الاقتصادي لرئيس وزراء طالبان، يتواجدان أيضا في كابول، على الرغم من وجود منصبين بينهما. خلفية قندهار، لأنهم ضد بعض سياسات الملا هبة الله، موجودون 

ووفقا لمعهد دراسات الحرب، فقد أضيفت منذ عام ٢٠١٠ حركة طالبان من أصل أوزبكي وطاجيكي إلى جسد هذه المجموعة، ويتمتع قاري فسيح الدين، رئيس أركان جيش طالبان، بالنفوذ الأكبر بين عناصر طالبان من أصل طاجيكستان.

وعبدالسلام حنفي، نائب رئيس وزراء طالبان، وعطا الله عمري وزير الزراعة في طالبان، وهما شخصيتان بارزتان في طالبان من أصل أوزبكي.

كان قاري صلاح الدين أيوبي أحد كبار القادة العسكريين لحركة طالبان الأوزبكية في شمال أفغانستان، والذي عرف بين هذه الجماعة باسم "فاتح المقاطعات الشمالية"، ولعب دورًا رئيسيًا في الاستيلاء على هذه المقاطعات، لكنه الآن أصبح القائد الأعلى. تم العثور على قائد شرطة مقاطعة زابل وتقلصت قوته العسكرية.

ويشير التقرير إلى أن زعيم طالبان يحاول تعزيز سلطته، لكن بعض قادة طالبان من ذوي الرتب المتوسطة "يعصون" أوامره ويستغلون علاقاتهم الوثيقة مع كبار القادة الذين يدعمونهم، ويتجنبون الإجابة عن التوترات التي نشأت أو انتهاكات حقوق الإنسان. أوامر القائد وطالبان "تمتنع عن التصويت".

وبحسب هذا التقرير، فإن وزراء الدفاع والداخلية ونائب رئيس وزراء طالبان عارضوا أيضًا بعض سياسات زعيم طالبان، لكن الملا هبة الله مستمر في تنفيذ سياساته المرغوبة وقيل إن زعيم طالبان ضدها. قرار مجلس الوزراء بفتح أبواب المدارس أمام البنات في شهر مايو، ألغى مارس ٢٠٢٢. 

وجاء في هذا التقرير أن "صاحب القرار النهائي في حكومة طالبان هو الملا هبة الله أخونزاده، الذي يعزز سلطته في قندهار وينقل مركز السلطة وصنع القرار من كابول إلى قندهار، حيث يعيش في منطقة معزولة نسبيا.

وفي أوائل أبريل ٢٠٢٣، وكجزء من هذا التغيير في السلطة، أجبر زعيم طالبان المتحدث باسم هذه المجموعة وبعض المسؤولين الآخرين على الانتقال إلى قندهار، كما عقدت عدة اجتماعات لمجلس الوزراء في قندهار.

وقد انتقد سراج الدين حقاني والملا يعقوب جهود الملا هبة الله لتشكيل حكومة موازية في قندهار وتغيير مركز صنع القرار من كابول إلى قندهار.

وبحسب هذا التقرير، انتقد سراج الدين حقاني، في خطاب ألقاه منتصف فبراير ٢٠٢٣، زعيم طالبان لاحتكاره السلطة وعدم قدرته على معالجة مخاوف الناس، ثم انتقده ضمنيا العديد من مسؤولي طالبان الآخرين، بما في ذلك الملا يعقوب، لكن وأدان أنصار زعيم طالبان هذه الانتقادات، وأكدوا أن على جميع أفراد طالبان طاعة الملا هبة الله وأن هذا "واجب ديني".

ويضيف معهد دراسات الحرب أنه ليس كل طالبان قندهار في جبهة الملا هبة الله أخونزاده، وكما قيل فإن الملا يعقوب وزير دفاع طالبان حافظ على علاقته بطالبان قندهار ويدير وزارة الدفاع، والملا عبدالغني بارادار، الذي يشغل منصب النائب الاقتصادي لرئيس الوزراء، كما تربطه علاقة جيدة بحركة طالبان قندهار.

ويشير تقرير هذا المعهد إلى أن زعيم طالبان يشكل لنفسه جيشا قوامه ٤٠ ألف جندي، سيكون مستقلا عن جيش وشرطة نظام طالبان، وأغلب أعضائه من قبيلة نورزي وليسوا موالين لكبار المسئولين الآخرين. قادة هذه المجموعة. 

ويضيف التقرير أن حكومة طالبان وفرت ملاذا آمنا للجماعات السلفية والجهادية، لكنها لا تملك سيطرة كافية عليها، ومن غير المرجح أن تتمكن طالبان من منع أو تحييد هجمات هذه الجماعات عبر الحدود. "الافتقار إلى استراتيجية أمنية فعالة." وفي نظام طالبان، تعززت جماعات الجهاد السلفية في أفغانستان.

وإلى جانب توسع النشاط الإرهابي في أفغانستان وتصاعد الخلافات الداخلية بين كبار أعضاء حركة طالبان والمعارضة لأوامر الملا هبة الله أخونزاده، هناك أيضا تقارير عن تحليق طائرات أمريكية بدون طيار في سماء أفغانستان.

وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، يوم السبت (٣٠ مارس)، أن طائرات أمريكية بدون طيار شوهدت فوق مقاطعتي قندهار ونمروز، وأنه يتعين على واشنطن التوقف عن انتهاك المجال الجوي الأفغاني.

وأشار إلى تحليق طائرات بدون طيار فوق أفغانستان بـ"التعدي"، وقال إن هذه الطائرات تتجه نحو هذا البلد من بعض الدول المجاورة. 

وقال: "لا شك أن هذه الطائرات بدون طيار تابعة للولايات المتحدة، والتي تأتي إلى أفغانستان عبر عبور سماء بعض الدول المجاورة. "على الجميع أن يفهموا مسئولياتهم ويوقفوا العدوان".

وقندهار هي مقر إقامة الملا هبةالله أخونزاده، ويعتبر تحليق الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق هذه المحافظة أمرا حساسا بالنسبة لطالبان. ومقر إقامة زعيم طالبان سري ولا يُعرف في أي جزء من المحافظة يعيش.

إن الوصول إلى الملا هبةالله والاجتماع به أمر صعب، بل ومستحيل في بعض الأحيان، حتى بالنسبة لكبار مسئولي طالبان.

ويعتقد أن زعيم طالبان يعيش مختبئا بسبب الخوف من هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار وهجمات خصومه ومنافسيه.

وتعرض أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، لهجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في ٣١ يوليو ٢٠٢٢ في المنطقة الدبلوماسية في كابول، لكن حركة طالبان نفت مقتل أيمن الظواهري في أفغانستان.

ويفتقر نظام طالبان إلى الشرعية الدولية بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، ولم تستجب حركة طالبان بشكل إيجابي لطلب المجتمع الدولي بتشكيل حكومة شاملة بحضور جميع المجموعات العرقية.

وفي مثل هذه الحالة، لن تكون أي دولة على استعداد لبيع الأسلحة والمعدات اللازمة للسيطرة على المجال الجوي لطالبان. وفشلت حركة طالبان، التي تواجه أزمة مالية بسبب العقوبات العالمية، في شراء معدات مراقبة المجال الجوي.