الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مساعدات لاستقرار المناطق المحررة من داعش..العراق يؤكد انتهاء مبررات وجود قوات التحالف الدولى على أرضه.. الولايات المتحدة تتجه لتعزيز قواعدها فى سوريا

قوات أمريكية
قوات أمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جددت قوات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى التزامها بتحقيق الاستقرار فى المناطق المحررة فى العراق وسوريا، ومنع عودة التنظيم الإرهابى إليها، وذلك من خلال إعادة تأهيل هذه المجتمعات ودعم القوات الأمنية المحلية، المعروفة بكونها شركاء التحالف الدولى فى دحر الإرهاب.
ورغم ذلك فإن الحكومة العراقية تواصل تأكيداتها المستمرة على إنهاء الوجود العسكرى للتحالف الدولى لانتهاء مشكلة الإرهاب بالنسبة للعراق مع تحقق قدرة الجيش العراقى على متابعة آمنة، ونجاح عملياته المستمرة ضد جيوب تنظيم داعش الإرهابى وخلاياه النائمة.
وردا على الخطوات الجادة التى يقوم بها مسئولون فى الحكومة العراقية بشأن المفاوضات الخاصة بإجلاء قوات التحالف عن أرضه، واحترام سيادة العراق، تضغط الولايات المتحدة بضرورة قيام العراق بحفظ وحماية الأمريكيين الموجودين به، ووضع حد للهجمات المتكررة على القواعد الأمريكية من قبل تنظيمات مسلحة موالية لإيران.
٢٠ مليار دولار مساعدات
فى ظل طموح العراق للانفتاح على تأسيس علاقات ثنائية واسعة فى كافة المجالات وليست الأمنية فقط مع جميع دول التحالف الدولي، مع إنهاء دوره لانتهاء الحرب على الإرهاب، فإن التحالف فى بيان أكد التزامه بتحقيق الاستقرار فى المناطق المحررة من التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أنه صرف مساعدات ضخمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن التزامه بتحقيق الاستقرار وتأهيل المجتمعات المحررة التزام لا يتزعزع، وأن حجم ما تم إنفاقه من مساعدات يزيد قيمته على ٢٠ مليار دولار منذ عام ٢٠١٤ من أجل مستقبل أكثر أمانا واستقرارا وازدهارا. وشرحت أن هذه المساعدات وجهت لدعم الاقتصاد العراقي، وشاركت فى حل التحديات الإنسانية، وأيضا التحديات الأمنية مثل إزالة الألغام، وأن نحو ٣٠٠ مليون دولار خصصت لشمال شرق سوريا لدعم الاستقرار فى المنطقة.
وفى وقت سابق، عرضت قوات التحالف الدولي، مجموعة من الصور التى تظهر حطام ودمار أحياء بعض المدن العراقية، ثم نفس الأحياء والمناطق لكن بعد البناء والترميم والتنمية. مشيرة إلى أنه على مدار ست سنوات، أُعيد بناء المدن، لتستعيد الحياة، وتعزز سبل العيش وفرص العمل للشباب.
يأتى ذلك فى إطار ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من تعزيز تواجدها فى سوريا، ودعم قوات سوريا الديمقراطية الحليفة لها، وتشديد التدريبات والتعزيزات العسكرية، بينما تشهد علاقة واشنطن وبغداد توترات متصاعدة خاصة بعد تنفيذ أمريكا عدة ضربات داخل العراق ضد تنظيمات مسلحة موالية لإيران.
 

واعتبرت الحكومة العراقية هذه الضربات نوعا من التعدى على سيادة العراق، وجددت مطالبها بإنهاء تواجد قوات التحالف الدولى على أراضيه، وأن يقتصر دور التحالف على المشورة والدعم المعلوماتى فقط.

مستشار الأمن القومي العراقي يجتمع بوفد أمريكي

انتهاء مبررات وجود التحالف الدولي
أكدت الحكومة العراقية رغبتها الجادة فى إنهاء الوجود العسكرى لقوات التحالف الدولي، وخاصة بعد الهجمات الأخيرة التى نفذتها واشنطن ضد مقرات للحشد الشعبى أسفرت عن تصفية قيادات كبيرة، وذلك للحد من هجمات هذه الجماعات المسلحة على القواعد العسكرية الأمريكية فى إطار استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة ودعم الولايات المتحدة لها.
طرح المسئولون العراقيون فكرة قيام علاقات ثنائية، وتعاون مشترك فى جميع المجالات، بين العراق وبين دول التحالف الدولي، وإلغاء دور التحالف فى العراق، وهو ما التزم به مستشار الأمن القومى العراقى قاسم الأعرجى خلال مقابلته مع وفد أمريكي، أمس الخميس، بحضور السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوسكي. 

وخلال مقابلته مع السفير الإسبانى فى بغداد، الأربعاء الماضي، أكد "الأعرجي"، أن علاقات العراق مع إسبانيا جيدة ومتطورة، وأن العراق يتطلع لأن تكون هذه العلاقات شراكة حقيقية واستراتيجية، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تثمن مواقف رئيس الوزراء الإسبانى الداعمة للحق الفلسطيني؛ لافتًا إلى أن مجالات التعاون مع إسبانيا عديدة، لاسيما التعاون فى المجال الأمنى والاستخبارى وتبادل المعلومات، فضلا عن الجانب الاقتصادي.
وأشار إلى أن هناك فرصا عديدة للشراكة الثنائية بين البلدين، مبينا أن العراق يسعى إلى بناء علاقات مع دول التحالف الدولى بشكل ثنائى بعد أن انتهت مبررات وجود التحالف الدولي، والحوارات الثنائية ستفضى إلى غلق هذا الملف. موجها شكر الحكومة العراقية لجميع الدول التى وقفت مع العراق فى مواجهة الإرهاب.
فى الوقت نفسه، فإن القضايا الحيوية التى يوليها التحالف الدولى اهتمامه مثل استمرار إحباط عودة التنظيم الإرهابى وتتبع خلاياه النائمة، وحل مشكلات اللاجئين والمتضررين من حقبة الإرهاب، هذه القضايا وغيرها يؤكد العراق على دوره المحورى فيها والمضى فى حلها.
وذلك ما ظهر واضحا فى لقاء "الأعرجي"، الثلاثاء الماضي، مع جينين بلاسخارت الممثلة الأممية فى العراق، حيث تناول اللقاء بحث آخر المستجدات السياسية والأمنية فى المنطقة، فضلا عن بحث ملف مخيم الهول السورى وأهمية تفكيكه، لما يشكله من خطر على العراق والمنطقة. وشهد اللقاء أيضا، بحث سبل التنسيق بين منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والجهات العراقية المسئولة عن هذا الملف. 

وأكد الأعرجي، أن الأمم المتحدة هى غطاء دولى يمكن الاستفادة منه لمصلحة العراق والمساعدة فى القضايا الإنسانية، مبينا أن البرنامج الحكومى تضمن الكثير من الفقرات التى من شأنها تحقيق التماسك المجتمعى والأمن المستدام.


من جانبها أشارت بلاسخارت، إلى أن العراق اليوم يختلف عن العراق قبل خمس سنوات، مؤكدة أن الحكومة الحالية حققت قفزة إيجابية فى مجالى الأمن والخدمات، وأن البعثة الأممية مستمرة بدعمها ومواصلة العمل من أجل تعاون بنّاء يخدم قضايا العراق ومصالحه العليا.

تدريبات مشتركة بين قوات أمريكية وقوات سوريا الديمقراطية

الاتجاه ناحية القواعد العسكرية فى سوريا
يبدو أن التعزيزات العسكرية الأمريكية تحت غطاء التحالف الدولى تذهب كثرتها باتجاه شمال شرق سوريا خاصة أن منطقة الإدارة الذاتية للأكراد، الحليف المهم لواشنطن فى سوريا، والتى تعول دائما على دور الولايات المتحدة ودعمها فى كافة شئونها.
وصلت طائرة شحن، الأربعاء الماضي، ضمن طائرات الدعم والتعزيز، إلى قاعدة خراب الجير برميلان شمالى الحسكة، تحمل على متنها أسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة ومواد لوجستية، وسط تحليق للحوامات والمسيرات التابعة للتحالف الدولي، وقبل ذلك بيوم كانت هناك طائرة أخرى بنفس القاعدة العسكرية تحمل على متنها أسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة ومعدات لوجستية قادمة من العراق، بحسب ما وثقه المرصد السورى لحقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن الإدارة الذاتية التابعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية تواجه عدة مشكلات أمنية خطيرة، وأن تعويلها على واشنطن يأتى من مخاوفها تجاه القضايا الأمنية التى تقع على عاتقها، أبرزها تحفظها على الآلاف من المعتقلين والسجناء من المقاتلين الشرسين للتنظيم الإرهابي، وأن احتمال هروب مثل هذه العناصر يهدد المنطقة بأكملها.
إلى جانب ملف مخيم الهول الذى تخاطب فيه جميع الدول الأجنبية لاستقبال رعاياها المحتجزين بداخله، وأيضا التهديدات التركية والميليشيات التابعة لها فى المنطقة، يضاف إلى ذلك الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابى والتى تعمل جاهدة على تقويض أى استقرار تشهده منطقة شمال شرق سوريا.