السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المعلومة التى فاجأت الرئيس "جمال عبد الناصر" فى الاتحاد السوفيتي...!"11"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

توقفت فى المقال السابق عند أول لقاء عابر للأستاذ "محمد حسنين هيكل" بالزعيم الروسي "يورى اندروبوف" وفي هذا المقال أتناول  اللقاء الهام  معه  فى  يوليو عام (١٩٧٠) وهو فى صحبة الرئيس "جمال عبد الناصر"   فى آخر زياره للرئيس  إلى الاتحاد السوفيتي حيث توفى فى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠...

في هذا اللقاء كان الأستاذ "هيكل" عضوا في الوفد الرسمي  للمفاوضات بوصفه وزيرا للإرشاد القومي وكان قد  عهد اليه بهذه  الوزارة في ذلك الوقت تمهيدا لمرحلة من العمل السياسي والعسكري  اقتضت- في رأى  الرئيس  "عبد الناصر"- أن يكون  المسئول عن الاعلام شخصا شديد القرب منه بحيث يستطيع ان يفهمه بسرعة تتلائم مع سرعة ايقاع الحوادث ودرجة خطورتها...

كانت  هذه  هى أول مرة يذهب فيها الأستاذ "هيكل" إلى موسكو عضوا في الوزارة وأقبل بعض الزعماء السوفييت يهنئونه ومن بينهم بالطبع  "اندروبوف"...

  لكن مفاجأة كبرى وقعت  في جلسة المحادثات الأولى  لم تكن فى الحسبان  أبدًا  ...

فوجئ الرئيس " عبد الناصر " بالزعيم الروسي "بريجنيف"  يقول له:

-  ان  وزارة الإرشاد القومي فى مصر   قامت باستقصاء للرأي العام في مدينه المحلة الكبرى وظهرت نتيجته بان الرأى العام المصرى يعارض زيادة التواجد السوفيتي على  ارْضِهِ...

وكان رد الرئيس الفورى:

-"أنا لا أعرف من أين جئتم بهذا الراي الذي تقولونه..."

فرد الزعيم "بريجنيف"عليه:

- أن السيد "هيكل "يعرف ذلك مباشرة لان وزارته هى التى  قامت باستقصاء للرأي العام فى مدينة المحلة الكبرى وظهرت هذه النتيجه..."

وذكر الأستاذ "هيكل" انه فوجئ بأن الأنظار  تحولت  إليه  وتطلع الرئيس "عبد الناصر" نحوه ومعه استدارات رؤوس بقية أعضاء الوفد  المصرى...

لقد فاجأ الموقف الجميع على غير انتظار أو توقع وسأل الرئيس "عبد الناصر " الأستاذ "هيكل" بالعربية:

-هل هذا صحيح...؟

وكان الرد الفورى  منه:

- على حد علمى ليس صحيحا...!

 لكن الزعيم الروسي "بريجنيف " لم يسكت وانما قال:

-انا واثق من صدق المعلومات التي تحدثت   عليها..."

ولم يكن امام  الرئيس "عبد الناصر" إلا أن يوجه حديثه بالعربيه  الى الاستاذ" هيكل قائلا له:

- "حاول أن  تتحقق من أصل الحكايه بأسرع ما يمكن..."

ولم يكن  هناك اى شك على الاطلاق فى أن جهاز الاستخبارات السوفيتية   هو مصدر هذه الحكاية  والغريب أن  رئيس جهاز الاستخبارات السوفيتةية
كان  لا ينظر لأحد لكنه  مكبا على ورق امامه يرسم  خطوطا واشكالا وكأنه بعيدا  عما يجري حوله...

وعلى الفور أتصل الاستاذ "هيكل " من موسكو تليفونيا ليسال رئيس مكتبه في وزاره الإرشاد القومي عن  هذه الحكاية   وبعد الظهر اتصل رئيس هيئه مكتبه  الدكتور
" عبد الملك عوده" ليروي له  أصل الحكايه...

ان  "أصل الحكايه"  كان  في بداية تولى  الأستاذ "هيكل" مسئولية وزارة الإرشاد  القومي وأراد أن  يجرى دراسة معمقة عن   أجهزة وزارة الإرشاد القومي المختلفه ومن بينها بالطبع الهيئة العامة للاستعلامات وشكل لجنة لدراسة عمل هذه الهيئة  ضمت كل من "الدكتور اسامه الباز" والدكتور "تحسين بشير" والاستاذ "سماح صادق" ولاحظت اللجنة  أن الهيئة تقدم يوميا تقريرا  للمسئولين في الدولة عن اتجاهات الرأى العام ومن هنا 
طلب  الأستاذ "هيكل" بحثا حول الأسلوب الذي تتبعه مكاتب الهيئة في قياس الرأي العام لكي يستطيع ان يحكم على مدى صدق تقاريرها في التعبير فعلا عما تدعي انها تعبر عنه...

وكانت الحكاية...

"الأسبوع القادم باذن الله  أُحَدِّثُكَ عن  بَقِيَّةِ حكاية المعلومة  التى  فَاجَأَتْ الرئيس "عبد الناصر" فى الاتحاد السوفيتي...!"