الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

السفير محمد العرابي: 2024 سيكون الأصعب.. ومنطق القوة كان السائد في 2023

 السفير محمد العرابي
السفير محمد العرابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأى السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أنّ عام 2024 سيكون أصعب من 2023، مُبينًا أنّ العام الماضي كان مليئًا بالأحداث والتناقضات وعدم التماسك الدولي، خصوصًا في ظل تغير الإقليم خلال الـ10 سنوات الأخيرة، فهناك دول سقطت وأخرى أصبحت "هشة".

وقال "العرابي" في حوار خاص مع الإعلامية أمل الحناوي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، إنّ عام 2023 شهد تنافسًا بين الدول الكبرى خصوصًا الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي اعتبره "العرابي" بأنه يشكل خطرًا كبيرًا لأنه يهدد السلم والأمن الدوليين، كما أنّ التنافس خلق شكلًا جديدًا للعلاقات الدولية وأصبح منطق "القوة" هو المتحكم في القرارات بعيدًا عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتحول مجلس الأمن الدولي لمنصة تنافس بين الدول الكبرى وليس مؤسسة لصيانة وأمن واستقرار العالم.

مبدأ القوة في 2023
وقال "العرابي" إنّ استخدام القوة في حلّ المشكلات واللجوء إليها واستخدام السلاح كان أحد أبرز التناقضات، وأفرز عام 2023 مخرجات ومحددات جديدة في العلاقات الدولية وهي أنّ القوة تبدأ دائمًا حتى ينتهي الصراع، الأمر الذي أدى إلى إطالة أمد الأزمات، منها الحرب الروسية الأوكرانية، والأوضاع في السودان وليبيا وسوريا واليمن.

"عام 2023" ترك لنا أزمات دولية مفتوحة، وأعرب "العرابي" عن قلقه بعدم وجود ملامح تؤكد إيجاد حلول لتلك الأزمات التي تشهدها المنطقة في 2024، وإطالة أمد الأزمات إحدى سمات العصر الحديث وخروج الأزمة عن السيطرة والتحكم فيها. 

نجاح الدبلوماسية المصرية
أوضح رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أنّ الدبلوماسية المصرية حققت نجاحات كبيرة خلال عام 2023، وسط هذه المخاطر والتقلبات والمصالح التي يشهدها العالم والمحددات الجديدة الموجودة في الإقليم، واستطاعت الحفاظ على مسيرة السياسة الخارجية لمصر ومصالحها وأمنها القومي، ووضع توازن دقيق جدًا بين المبادئ والمصالح، وبعض الدول بدأت تسير على نفس النهج المصري، مؤكدًا أنّ الدبلوماسية الرئاسية أثرت بشكل كبير على نجاح السياسية الخارجية المصرية.

وضع غزة في 2024
ولم يخفِ "العرابي" قلقه الشديد من إطالة أمد الحرب داخل قطاع غزة، والوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية سيظل قائمًا في عام 2024، وتوقع أنّ طرفي الأزمة داخل القطاع سيصلان إلى درجة من الانهاك والإرهاق، والأضرار الكبيرة عن الحرب تفرض عليهما التعامل بشكل آخر على الأرض خصوصًا إسرائيل التي تشهد خسائر في المعدات العسكرية والأروح، بالإضافة إلى الاقتصاد الذي بدأ يتراجع، مشيرًا إلى أنّ التدخلات الخارجية لوقف إطلاق النار لن تكون حاسمة، ويرى أنّ إسرائيل لن تحتل قطاع غزة لأن ذلك سيكلفها كثيرًا لأنها بدأت تشعر بالألم، وسيتحول القطاع إلى منطقة منكوبة وستكون مصر شريان الحياة له عن طريق إيصال المساعدات، وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته تجاه غزة.  

واستبعد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إقامة عملية سلام حقيقية وإرسال قوات أممية أو عربية داخل قطاع غزة، لأنّ الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم كل الظروف الصعبة، فضلًا عن البعد السياسي الذي تمثله الفصائل الفلسطينية الآن بالنسبة لأهالي القطاع، متوقعًا أنَّ تظل الفصائل باقية في المعادلة السياسية الحالية.

القضية الفسلطينية داخل مجلس الأمن
وأشاد "العرابي" بموقف أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اتجاه الحرب في قطاع غزة، لكن للأسف الشديد جرى اختطاف القضية الفلسطينية داخل مجلس الأمن الدولي في أيدي دول دائمة العضوية، الأمر الذي يُشكك في مصداقية المجلس أمام العالم وعدم فاعليته في المشكلات، خلال الفترة المقبلة، فهو غير قادر على تحقيق الأمن والسلم الدوليين وظهر ذلك في أوكرانيا أو في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الوضع في السودان
وصف السفير محمد العرابي، الوضع في السودان بأنه "مؤسف"، والشعب المصري يتألم لما حدث لشقيقه السوداني، إثر عمليات النزوح والتدمير، لافتًا إلى أنه جرى تدمير كل مقدرات البلاد، وأن كثرة التدخلات الخارجية سبب رئيسي في تعقيد الأزمة، والحل موجود في يد الشعب السوداني، وتوقع أنّ يكون هناك لقاء قريب بين قادة الأطراف المتنازعة تحدده منظمة الإيجاد، الأمر الذي يُسهم في تقريب وجهات النظر ووضع المبادرات داخل بوتقة واحدة.