الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شات جى بى تى.. فى عيده الأول «هيقعدك فى البيت»!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوم ٣٠ نوفمبر المنصرم كان العيد الأول لميلاد تقنية المعلومات الخطيرة شات «جي بي تي»، التي أحدثت ولا تزال، في عامها الأول ثورة معلوماتية تكنولوجية خطيرة في العالم، حيث إنه يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بل هدد العديد من المهن والأعمال بشكل كبير وجعلتها تجلس في البيت دون عمل، وقد لاقي هذا استحسان الشركات والمؤسسات الكبري في العالم، والتي استخدمته بالفعل، من أجل تقليل نفقات رواتب العمال بشكل كلي وتوفير العمالة والاعتماد كليا على الآلة والروبوتات المتحدثة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما جعل الجميع يتخوفون من مستقبل الآلة والذكاء الاصطناعي، خاصة وأن شات «جي بي تي»، عليه أكثر نسبة مستخدمين له في العالم والتاريخ حتى الآن، بالرغم من أنه لم يكمل عامه الأول! 
يحذر خبراء الثقافة الرقمية والإعلام الرقمي والتكنولوجيا من سيطرة وتوغل الآلة في المستقبل، بشكل يؤثر على شغل الإنسان وعمله في الوقت الحالي والمستقبل، ونحن في العيد الأول لشات «جي بي تي» فى ٣٠ نوفمبر! 
ومنذ أن أعلنت عن بدء العمل به شركة أوبن إيه أي الأمريكية بقيمة تسويقية بلغت ٣٠ مليار دولار في بداية عمله، وأصبح عدد المستخدمين له خلال الفترة فقط من يناير إلى مارس عام ٢٠٢٣ إلى ٣.٣ مليار مستخدم، الأمر الذي جعله الأكثر استخدامًا في التاريخ وربما في المستقبل المقبل!
وتقنية الشات «جي بي تي» هي برنامج حاسوبي مصمم لمحاكاة ذكية للمحادثات البشرية مع مستخدم واحد أو مجموعة من المستخدمين عن طريق السمع أو الكتابة، ويشار في بعض الأحيان لها بكيانات المحادثة الاصطناعية، وغالبا ما يتم دمج هذه البرامج في نظم الحوار لأغراض مختلفة مثل الخدمات الشخصية أو الحصول على المعلومات، بعض الروبوتات تستخدم فحص الكلمات المدخلة وفرزها إلى كلمات رئيسية وسحب الرد مع الكلمات الرئيسية الأكثر مطابقة وصياغة الأكثر مطابقة من النصوص المخزنة لها في قاعدة البيانات.
وهذا الروبوت المحادثه شات «جي بي تي» مبني على عائلة جي بي تي-٣ الخاصة بأوبن إي آي لنماذج اللغات الكبيرة وضبط بدقة «إحدى طرق نقل التعلم» باستخدام تقنيات التعلم المراقب والتعليم المدعوم.
وبعد إصدار شات «جي بي تي»، قُدّرت قيمة شركة «أوبن إي آي» بـ ٢٩ مليار دولار أمريكيّ.
وبالرغم مميزات الشات «جي بي تي» في حل المسائل المعقد وعمل أكواد وكتابة الرسائل والأبحاث وتوفير إجابات في كل المجالات التطبيقية والنظرية إلا أنه له عيوب كثيرة تحاول الشركة المنتجة له تلافيها، مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني المخادعة والبرامج الضارة، خاصة عند دمجها مع «أوبن إي آي» كوديكس. بمعني أن تطوير البرمجيات يمكن أن يشكل خطرًا على الأمن السيبراني! 
بل إنه إذا استمر في التنبؤ يمكننا الوصول إلى الذكاء العام الاصطناعي الحقيقي في العقد المقبل!
لذلك يتعين علينا أخذ هذا التهديد على محمل الجد! ونستعد له بالوعي والدراسة والاستعداد الكلي لمواجهة تحدياته! وهو ما يدعونا إلى التفاؤل خيرًا بخصوص إمكانية تسخير الآلة وروبوت الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية وخدمة الإنسان، وليس العكس بأن يكون الإنسان في خدمة الآلة والذكاء الاصطناعي!
د. فتحى حسين: أستاذ بكلية الإعلام- جامعة القاهرة