الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حرية بطعم الألم .. الخروج من وراء أسوار المحتل..أسيرات فلسطينيات مُحررات يتحدثن لـ«البوابة» عن المعاناة داخل سجون الاحتلال: فرحتنا منقوصة بسبب الشهداء.. التعذيب بشع.. والإهانة والضرب بشكل يومى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وسط الألم يأتي الأمل، لعل هذا ما انطبق على بنود الهدنة بين جيش الاحتلال وحركة حماس، إذ كان أهم بنودها الإفراج عن عدد من الأسرى في سجون الاحتلال، إذ جاءت الفرحة بطعم الحزن والألم، والحرية جاءت بأثمان باهظة دفعها آلاف الشهداء من الشعب الفلسطيني.

وكان الملفت للنظر في ملف الأسرى، أن كثيرا من الأسماء سيدات مما جعل هناك فرحة بين الشعب الفلسطيني بسبب ما تعانيه النساء في الأسر، إذ تغيرت فيها ملامحهم وتفاصيل كثيرة؛ وبقي وراءهم الآلاف ينتظرون الفرحة نفسها.. لكنها فرحة يشوبها الألم بسبب شهداء غزة.

 

الأسيرة المحررة اسيل 

بدورها، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة أسيل منير ابراهيم المنحدرة من سكان نابلس مخيم بلاطة عن فرحتها التي لا توصف بإطلاق سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أن الفرحة منقوصة نتيجة المعاناة التي تعيشها الأسيرات الفلسطينيات اللائي يتم التنكيل بهن داخل سجون الاحتلال، مؤكدة أنها مصدومة وحزينة لعلمها باستشهاد أكثر من ١٥ ألف فلسطيني في قطاع غزة لان الجميع داخل سجون الاحتلال لايعرف شيئا عما يحدث خرج السجن.

وعن قصة اعتقالها، قالت الأسيرة المحررة: “إني ذهبت لزيارة شقيقي داخل معتقل الاحتلال وكانت أول زيارة لي في سجون الاحتلال علي الرغم أن إخواتي وأبي سجن عدة مرات ولكن لم يسمح لي بزيارتهم ولم يوجد لي تصريح وفي ذلك اليوم كان عمري ٢١ عاما ذهبت برفقة أمي وأخي وأثناء وصولنا الى السجن بعد معاناة طويلة من المعابر دخل أخي من باب وأنا وأمي من معبر النساء وأثناء التفتيش المهين لأمي ولأمهات الأسر بسجانه تقول لي باللغة العبرية حيث أنا لم أفهم إلا بعد اعتقالي ماذا قالت لي وإذ بها تقول لي اخلع الحجاب والدبابيس التي على الحجاب فقلت لها ماذا تقولي لأني لم أفهم، فإذا بها تقوم بنقش الحجاب عن رأسي فأنا قمت بإبعادها عني لكي لا تقوم بخلع الحجاب رغم أنها خلعت رأسي وإذ بها تصفعني على وجهي، وإذا بإدارة السجن وأفراد عناصر السجن قاموا بالهجوم بالضرب المبرح علي أنا وأمي”.

وأضافت، في تصريحات لـ"البوابة"، أن قوات الاحتلال قاموا بسحبنا بغرفة خاصة يسمونها التحقيق وعزلي مباشرة واعتقالي أنا وأمي وأخي وبعد معاناه طويلة، تم الإفراج عن أمي وأخي بعد التحقيق داخل المسكوبية وهو داخل القدس، وتم الحكم علي بـ ١٥ عاما وانتقلت إلى سجن دينار وهو السجن المخصص للنساء الفلسطينيات، وبعد معاناة طويلة الحمد لله رب العالمين تم الإفراج عني بعدما أمضيت سنة ونصف داخل سجن الاحتلال.

وأشارت، إلى أن التعذيب داخل سجون الاحتلال بشع، فقد تعرضت للإهانة والمعاناة اليومية التي كنت أمر بها من ضرب، مضيفة: الاحتلال يقوم بتفتيش الأسيرات وهن عاريات تماما ويتم توجيه أبشع الألفاظ والسباب لهن من السجان الإسرائيلي.

الأسيرة المحررة روضه 

فيما، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة روضة موسى أبو عجيمة المنحدرة من بيت لحم والبالغة من العمر ٤٦عاماً عن فرحتها بصفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراحها، مضفية: "أن الفرحة ممزوجة بألم وحزن لما يحدث في أهلنا بقطاع غزة من شهداء".

وعن تهمة اعتقالها، أكدت الأسيرة الفلسطينية المحررة، أن التهمة التي وجهت لي تتعلق بما يطلق عليه "المساس بأمن إسرائيل"، حيث استمر التحقيق معي ٢٧ يوما دون التواصل مع الأهل ومنع زيارة المحامي والصليب الأحمر والتحقيق كان لساعات طويلة أقل وقت كان ٨ ساعات، مشيرة إلى أنه جرى اعتقالها في الرابع من أبريل الماضي أي قضاء ٧ أشهر و٢٥ يوما داخل سجون الاحتلال.

وأضافت في تصريحات لـ"البوابة" أن وضع الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي سيء جدا، وأيضا زيادة العنف بعد ٧ أكتوبر الماضي على الأسيرات وقمعهن بشكل متكرر ، مشيرة إلى أن السجون تحولت إلى أماكن عزل وتكدس واكتظاظ بالأعداد، مشيرا إلى أن برودة الزنازين وتقليل درجة البرودة المكيف وعدم السماح بوجود ملابس، والطعام سيء وقليل لا يكفي عدد الأسيرات، وأيضا الماء به نسبة عالية من الكلور سبب ذلك العديد من الأمراض الجلدية وأوجاع المعدة، ولم يتم تقديم العلاج اللازم لهم، معربا عن أمله في تحقيق الفصائل الفلسطيني لتحرير كل الأسيرات من سجون الاحتلال.

وقالت حنان البرغوثي، الأسيرة الفلسطينية المحررة المنحدرة من رام الله، البالغة من العمر ٥٩ عاما عن سعادتها بإطلاق سراحها، لكن لم تكتمل الفرحة لأن ٤ من أبنائها معتقلين داخل سجون الاحتلال منهم اثنان قبل ٧ أكتوبر الماضي واثنان آخران بعد معركة طوفان الأقصى، مضيفة: “لن أبخل على فلسطين بأي شيء من أجل تحرير الأرض .. النصر والتحرير قادم وأقول لأولادي اصمدوا مثل الأسرى الصامدين داخل السجون الإسرائيلية سوف يتم تحريركم قربيا”.

وأضافت في تصريحات لـ"البوابة"، أن ظروف الاحتجاز داخل السجون الإسرائيلية مأساوية للغاية حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بسحب كافة الملابس للأسيرات ويتم طلب الملابس للتغير بصعوبة، إلى جانب محاولات من الجنود بانتهاك أعراض الأسيرات الفلسطينيات بشكل بشع للغاية.

ولفت إلى أن الاحتلال يقوم بتكديس الأسيرات في غرفة واحدة ولا يسمح لبعضهن بالخروج إلى الحمام، ولا تتوافر ملابس أو أغطية والأسيرات يتم الاعتداء عليهن، متابع أن الوضع الصحي للأسيرات متدهور للغاية بسبب عدم توافر مياه أو أطعمة للأسيرات الفلسطينية داخل السجون.

وأوضحت، أن الأسيرات الفلسطينيات سعيدات بالإفراج عنهن ضمن صفقة تبادل الأسرى، مشيرة إلى الدور الكبير لأهالي قطاع غزة في الإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجون الاحتلال، موضحة أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع وسيواصل نضاله من أجل تحرير فلسطين من قبضة الاحتلال.

 

الأسيرة المحررة حنان 

وقالت حنان البرغوثي، الأسيرة الفلسطينية المحررة المنحدرة من رام الله، البالغة من العمر ٥٩ عاما عن سعادتها بإطلاق سراحها، لكن لم تكتمل الفرحة لأن ٤ من أبنائها معتقلين داخل سجون الاحتلال منهم اثنان قبل ٧ أكتوبر الماضي واثنان آخران بعد معركة طوفان الأقصى، مضيفة: “لن أبخل على فلسطين بأي شيء من أجل تحرير الأرض .. النصر والتحرير قادم وأقول لأولادي اصمدوا مثل الأسرى الصامدين داخل السجون الإسرائيلية سوف يتم تحريركم قربيا”.

وأضافت في تصريحات لـ"البوابة"، أن ظروف الاحتجاز داخل السجون الإسرائيلية مأساوية للغاية حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بسحب كافة الملابس للأسيرات ويتم طلب الملابس للتغير بصعوبة، إلى جانب محاولات من الجنود بانتهاك أعراض الأسيرات الفلسطينيات بشكل بشع للغاية.

ولفت إلى أن الاحتلال يقوم بتكديس الأسيرات في غرفة واحدة ولا يسمح لبعضهن بالخروج إلى الحمام، ولا تتوافر ملابس أو أغطية والأسيرات يتم الاعتداء عليهن، متابع أن الوضع الصحي للأسيرات متدهور للغاية بسبب عدم توافر مياه أو أطعمة للأسيرات الفلسطينية داخل السجون.

وأوضحت، أن الأسيرات الفلسطينيات سعيدات بالإفراج عنهن ضمن صفقة تبادل الأسرى، مشيرة إلى الدور الكبير لأهالي قطاع غزة في الإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجون الاحتلال، موضحة أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع وسيواصل نضاله من أجل تحرير فلسطين من قبضة الاحتلال.

واعتقلت الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان البرغوثي منذ أربعة أشهر اعتقال إداري (هو اعتقال تم إنشاؤه علي يد بريطانيا واستمرت إسرائيل في استخدمه وهو اعتقال بدون تهمة)، فضلا عن اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي لأربعة من أبنائها خلال قبل وبعد معركة طوفان الأقصى، وتعد الأسيرة المحررة من الأسر المناضلة التي تتعرض للتنكيل وهي أسرة البرغوثي فهي شقيقة الأسير نائل البرغوثي الذي قضى ٤٤ عاما داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة لشقيقها عمر البرغوثي، والذي هدم الاحتلال له منزلهم بسبب نضالهم لتحرير فلسطين.

الأسيرة المحررة أزهار 

بينما قالت أزهار ثائر بكر عساف الأسيرة الفلسطينية المحررة المنحدرة من القدس، إنه قد تم اعتقالها من جانب قوات الاحتلال في سبتمبر من العام الماضي وقد أمضيت عام وشهرين في سجن الدامون وقد تعرضت للإهانة الشديدة من جانب قوات الاحتلال، حيث تعيش الأسيرات ظروف قاسية جدا من ذل وإهانة مستمرة وقطع الماء والكهرباء والتفتيش يوما وسحب الردايو ورش الفلفل اثناء تفتيش الأقسام.

وأعربت الأسيرة المحررة عن فرحة بإطلاق سراحها والتي أنجزتها المقاومة الفلسطينية، واصفة الصفقة التي جرت بالإنجاز العظيم الذي حرر عددا من الأسيرات الفلسطينيات وعدد من الأسرى الأطفال، معربة عن أملها أن تنجح الجهود في تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة: "عاشت فلسطين حرة عربية، وعاصمة القدس".

أعربت سارة أيمن السويسة الأسيرة الفلسطينية المحررة، المنحدرة من مدنية نابلس والبالغ من العمر ٢٥ عاما عن فرحتها الشديدة بإطلاق سراحها من سجن الاحتلال، مضفية: "كنت لا اتوقع الخروج من هذا المكان نهائي".

وأشارت، إلى أنه قد تم اعتقالها منذ ستة شهور والحكم عليها بسبع سنوات، مؤكد أن جيش الاحتلال يقوم بتعذيب الأسيرات بشكل بشع وتعريتهن وضربهن بقسوة خاصة بعد أحداث ٧ أكتوبر الماضي، موضحة أن الاحتلال الاسرائيلي يقوم في عديد من المرات بتفتيش السجون بشكل مفاجئ، ودفع الأسيرات في العراء وسط أجواء باردة ويتم مصادرة أي طعام أو مياه لهن لذلك نأمل خروج جميع الأسيرات من سجون الاحتلال.

شقيق الأسيرة المحررة فاطمة 

وعبر شقيق الأسيرة المحررة فاطمة ابوشلال المنحدرة من مدنية نابلس والبالغ من العمر41عام في تصريحات خاصة لـ"البوابه"، عن سعادتها بالإفراج عن شقيقته، فهي مرضية أنيميا حادة وع ذلك لم يتم تقديم العلاج ليها في سجن الاحتلال.

وأضاف شقيق الاسيرة المحررة، قد القبض عن فاطمة والحكم عليه اداري بثلاث شهور بدون تحقيق، وايضا ابن الاسيرة المحررة الوحيد في المعتقل ولم يكون ضمن الاسير الذين تم الافراج عنهم لذلك فالفرحة منقوصة.

 

الصحفي محمد البرعي 

وقال الصحفي محمد البرعي، المنحدة من منطقة دير البلح، إن الهدنة لاتمسن ولا تغني من جوع، لأن الشعب والصحفيين في قطاع غزة يعتبر الهدنة استراحة مقتل لكل الاطراف في غزة للشعب والمقاومة.

وأضاف البرعي في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن حجم الكارثة بعد  46 يوم علي العدوان الاسرائيلي للقطاع غزة كبير للغاية ومؤلم فهناك العديد من مئات الجثث الملقي علي الطريق مفقدان الهوية، وهذه من أكبر الجرائم الإنسانية التي مارستها إسرائيل بمنع دفن الشهداءوهذه الجريمة كفليه أن تهز العالم كله وأن تسقط إسرائيل وهذا العدوان الغاشم علي غزة. 

وقدم الصحفي محمد  البرعي الفلسطيني التحية للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعمل من أجل تخفيف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحا أن العدوان الإسرائيلي أدى لتسجيل عشرات الالاف من الجرحى والشهداء والمفقودين والمشردين بالإضافة للدمار الشامل للبنية التحية.

أوضح أن صفقة تبادل الأسرى التي تم إبرامها بين حماس وإسرائيل بجهود مصرية ورعاية دولية هي جهود مشكورة، مشيرا إلى أن الصفقة تأتي تتويجا لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال التي راح ضحيتها عشرات الالاف الشهداء والجرحى والمعوقين والمفقودين في ظل دمار شامل لمباني ومستشفيات ومدارس وجامعات وكل البنية التحتية.

ولفت إلى رضوخ الاحتلال الإسرائيلي للصفقة ولشروط الفصائل الفلسطينية في غزة والتي صدمت وصبرت وتمكنت على مدار الشهر الماضي تجسيد روح التحدي والحفاظ على المحتجزين لدىها، موضحا أن كل هذه الظروف أدت لرضوخ الاحتلال لشروط المقاومة، موضحا أنه بموجب ذلك الاتفاق سيتم اطلاق سراح 150 أسيرا وأسيرة المعتقلين في سجون الاحتلال.

 

 

الأسيرة المحررة إسراء جعابيص

 

ملاحقات لمناطق الأسيرات المحررات

إنها أفعال لا تقل عما كان يفعله النازى.. بتعليمات قادته، اقتحم جيش الاحتلال منازل أكثر من أسيرة فى سجونه.. فقد اقتحم منزل الأسيرة الفلسطينية أماني حشيم في بيت حنينا بالقدس قبيل الإفراج عنها بقليل. وصادرت القوات الإسرائيلية الحلويات من منزل عائلة الأسيرة أماني الحشيم، ومنعت أي مظاهر احتفالية وكان الأمر كذلك مع كل المحررات من القدس، حيث تواجد ضباط وجنود من جيش العدو أمام منزل كل محررة لمنع أى مظاهر احتفالية ولطرد أى شخص قادم من اٌارب الأسيرة نحو بيتها وكذلك منع وسائل الإعلام من التواجد. كما اقتحم الجيش جبل المكبر مسقط رأس الأسيرتين نهاية صوان وزينة عبدو.

ووصل الأمر إلى أن طفلاً ومصوراً أصيبا برصاص القوات الإسرائيلية، مساء الجمعة، عقب قمعها المواطنين وأهالى المعتقلات والمعتقلين بمن فى ذلك الأطفال والصحفيين، الذين ينتظرون الإفراج عن بناتهم وأبنائهم، أمام سجن عوفر العسكري المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله. وأطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين لتفريقهم.

وتعدى الأمر حدود المنطق والعقل، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسيرة المحررة إسراء جعابيص في القدس بعد وصولها إلى منزلها، وظلت بداخله لأكثر من ساعة كى تحرمها من لقاء أقاربها وجيرانها، وأخلت المنزل بالقوة.

 

قصص عن الحرية

أن تدخل فلسطينية السجن لأنها فلسطينية، وتكون "تهمتها" الوحيدة، بمنطق العدو الصهيوني، أنها "مخربة"، أو أنها من دون "ترباية"، يعني العكس تماماً، أي أن هذا النوع من الفلسطينيين، المخرب جداً والذي من دون "الترباية" جداً، هو ما يقلق المستعمِر الصهيوني، سارق الأرض والجسد والذاكرة. وهذا النوع هو ما يحتاج إليه الفلسطينيون لوضع قضيتهم في ميزان العدل الوحيد، ميزان التحرر، لا ميزان الاستقلال فقط.

إن نظام التحقيق الاستعماري نظام متكامل ومنظم، بدءاً من لحظات الاعتقال الأولى حتى انتهاء التحقيق، إذ أشارت صبايا محررات، إلى أنه خُصص لكل أسيرة ملف يتداوله المحققون في جولات التحقيق المتتالية، وكان كل منهم يضع ملاحظاته عليه. وكل جولة من جولات التحقيق معهن كانت تختص بواحد من الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والسياسية، وذلك لإنهاك الأسيرة جسدياً وعاطفياً ونفسياً. وهنا، تجدر الإشارة إلى أنه كان يتم استغلال الأسيرات عبر حاجاتهن النابعة من تكوينهن البيولوجي، وذلك بممارسة الضغوط النفسية والجسدية عليهن، كحرمانهن من اللوازم الخاصة ومساومتهن عليها، وإرهاقهن جسدياً كتقديم الطعام السيىء لهن، وإخضاعهن للتحقيق القاسي.

لا بدّ من القول إن الفلسطينية المناضلة من أجل حريتها وحرية بلدها تضيف إلى تجربة السجن مثلما تضيف التجربة إليها، باستراتيجيات البقاء التي اجترحتها الأسيرات داخل السجن لمواصلة الحياة اليومية ومواجهة الأوضاع المعيشية، ولتجاوز شباك السجن الحديدية. فالأسيرات المحررات يصفن زنزانات التحقيق كمكان للتذكر والمواجهة، والسجن كمكان للتفكيك والصمود والعيش، وفلسطين كبلد حرّ يستحق العيش فيها على الرغم من مشقة الطريق. فالأسيرات، أكنّ أسيرات أم محررات، قد حرّرن السجن من السجن، لأنهن بروايتهن للتجربة وبمعنوياتهن التي نتعلم منها، حوّلن السجن إلى محطة، وتجربة، وذكرى، وحتى إلى نكتة ساخرة.. فهنّ يروين تجربتهن كي لا ننسى، ولنكون أقوياء بما فيه الكفاية، مع أنفسنا، وأكثر مع المستعمِر، بحيث تصبح فلسطينيتنا شرفاً لنا.

من تحقيق مطول بعنوان "أربع أسيرات، أربع محررات: قصص عن الحرية" كتبته قَسَم الحاج من جامعة بيرزيت، فلسطين، فى  العدد ١٢٨ - خريف ٢٠٢١ من مجلة "الدراسات الفلسطينية".

Screenshot_٢٠٢٣-١١-٢٦-١٤-٥٠-٣٥-٥٨٦_com.whatsapp
Screenshot_٢٠٢٣-١١-٢٦-١٤-٥٠-٣٥-٥٨٦_com.whatsapp
IMG_٢٠٢٣١١٢٦_١٤٤٢٢٧
IMG_٢٠٢٣١١٢٦_١٤٤٢٢٧
Screenshot_٢٠٢٣-١١-٢٦-١٤-٤١-٣٥-٩٣٧_com.whatsapp
Screenshot_٢٠٢٣-١١-٢٦-١٤-٤١-٣٥-٩٣٧_com.whatsapp
IMG-20231125-WA0055(1)
IMG-20231125-WA0055(1)
IMG-20231125-WA0055
IMG-20231125-WA0055
IMG-20231125-WA0056
IMG-20231125-WA0056
IMG-20231125-WA0057
IMG-20231125-WA0057
IMG-20231125-WA0066
IMG-20231125-WA0066