الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مِن "مصر" لـ"غزة" "مسافة السكة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 بَذَلت "مصر" جهودًا جبارة لِنُصرة الأشقاء فى فلسطين، وقفت بجانبهم، قدمت المساعدات والتى تعدت الـ (٢٠٠) شاحنة مواد غذائية ودوائية، نجحت فى مساعيها الرامية  بكل قوة لرفض مخطط تهجير أهالي غزة وتَرك أراضيهم لُقمة صائغة يلتهمها الإحتلال، كشفت عورات المنظمات الدولية التى تدعى حماية الأمن والسِلِم الدوليين وصممت على ضرورة عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وحقه الكامل فى إقامة دولة فلسطينية على أراضى ما قبل ٥ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، حاولت "مصر" بكل الطرق أن تقول للعالم إن قضية فلسطين عادلة بل هى أعدل قضية فى العالم، جهود دبلوماسية جبارة على الصعيد العربي والإقليمى والدولى، لم تتخل "مصر" عن مبادئها أبدًا ورفضت أيه إغراءات من شأنها كتابة نهاية للقضية الفلسطينية تضُر الفلسطينيين، وعملت بكل شَرَف وأمانة لخدمة القضية الفلسطينية على إعتبار أنها قضية العرب الأولي ولابد من حلها حتى يُكتب الإستقرار والأمن فى مُحيطنا الإقليمى.

 "مصر" التى رفضت كل الضغوط من أجل قبول تهجير الأشقاء فى غزة من أراضيهم رفضت أيضًا كل ما ترتكبه قوات الإحتلال فى قطاع غزة من قتل وقذف الأبرياء المدنيين وقذف المستشفيات ومقرات المنظمات الدولية، "مصر" التى وقف رئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسى مُعلنًا للعالم رفض حل أى قضايا إقليمية على حساب مصر، "مصر" التى طالبت بفتح ممر إنسانى لعبور كل متطلبات الأشقاء فى غزة ووقفت أمام مُبررات الدول الكبرى لأن إرادة مصر أقوى من أى إرادة بِفضل العمل بإخلاص لخدمة القضية الفلسطينية.

 كلنا يعمل على حماية وصَون الأمن القومى المصرى، لأننا نُدرِك أن مُهددات الأمن القومى المصرى كَثُرَت فى الفترة الإخيرة، فـ حدودنا الجنوبية إشتعلت مؤخرًا بعد الصراع الذى نسب فى السودان وتبذل "مصر" جهودًا مُصنية لعدم إنجرار السودان إلى المصير المجهول، وحدودنا الغربية مُشتعلة منذ سنوات وما أن تهدأ مؤقتًا حتى تعود للإشتعال مرة أخرى والجهود المصرية لتوحيد صف الأشقاء الليبيين مازالت مستمرة ولا تتوقف، وما ان إشتعلت المواجهات فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس كانت "مصر" فى حالة يقظة مستمرة وظهرت القُدرة الكامنة بداخل مؤسسات الدولة على إمتصاص أى تهديد للأمن القومى المصرى، وكانت كل المؤشرات تؤكد بأن ملف الحدود الشرقية هو الأهم لذلك أَولَت له أهمية خاصة، كانت الإستعدادات متميزة والتحركات سريعة وبتنسيق تام بين الأجهزة المعنية والدبلوماسية أثبتت أنها لا تعرِف المُستحيل أو الإحباط، لدينا شخصيات قادرة على التعامل بنجاح مع هذا الملف، لدينا خبرات طويلة فى التعامل مع هذا الملف بنجاح دون مساس لأراضينا أو ثوابتنا أو سيادتنا أو هيبتنا أو قِيَمنا او تاريخنا.

 "مصر" لديها العقل الراجح الناضج الذى يعلم جيدًا ماهى مُهددات الامن القومى وكيفية علاجها او كيفية التصدى لها ؟، ولديها الثوابت التى لا يمكن التخلي عنها خلال معالجة القضية الفلسطينية، والدليل دون تحيُز أن "مصر" تتحرك دبلوماسيًا ويتحرك خلفها عدد من الدول، "مصر" تقول كلمتها المسموعة التى تُجلجل فى العالم وتَقنع الدِول بالحق والعدل الذى تُدافع عنه، "مصر" تحسِم موقفها ويتبعها فى ذلك عددًا من الدِول، فـ نحن الذين حاربنا إسرائيل وإنتصرنا بِشَرَف وأعادنا أرضنا ورؤؤسنا مرفوعة وصنعنا السلام بكل شَرَف وعقَدنا إتفاقية سلام وحريصين على إستمرارها 

 على ما يبدو فإن الأحداث الجِسام التى تمُر بها منطقة الشرق الأوسط كانت لها خطط تم التجهيز لها مُسبقًا وبعناية تامة، ولها أهداف مُحددة جدًا، ويتم الآن الحديث عن هذه الخطط فى العلن ودون مواربة ودون إخفاء، وللأسف الشديد هُم _ الآن _ يتحدثون عن تنفيذ هذه المخططات وكيفية تمريرها بأى طريقة ولا يتحدثون عن الأطفال الذين إستشهدوا تحت الأنقاض أو من جراء القذف الصاروخى حتى بعد أن وصل عددهم إلى أكثر من ٤  آلاف طفل، ولا يتحدثون عن الدمار الذى لَحق بشمال قطاع غزة أو القتل المُتعمد لموظفى المنظمات الدولية حتى بعد إن وصل عددهم ٣٩ موظف، ولا يتحدثون عن القذف الصاروخى المتواصل بعد أن وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ١٠ آلاف مواطن، لا يتحدثون عن منع الغذاء والدواء والوقود والمياه عن مواطنين أبرياء  لا ناقة لهم ولا جمل من المُفترض أن القانون الدولى ومواثيقه تَحميهم وتُناصرهم.

 "مصر" رفعت شعار (مسافة السكة) لتقديم المساعدات وعملت على علاج المصابين وأدانت قذف المستشفيات وسياسة الإبادة الجماعية التى يقوم بها الإحتلال وتطالب بحق الفلسطينيين وتحركت على كافة الأصعدة، فمتى يتحرك حاملي لواء الإنسانية والحرية والديمقراطية والعدل والحق ؟ ومتى تتحرك ضمائرهم ؟ ومتى يتخلون عن مناصرة المُحتل ؟  ظنى أن الله الحق العدل  البصير السميع العليم سينصُر فلسطين وسينصُر شعبها الآبي، بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ) صدق الله العظيم.