الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خاص| رحلة بسرير المستشفى.. مريضة تقطع مسافة 20 كيلو مترا تحت القصف في غزة

مستشفى داخل غزة
مستشفى داخل غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف محمد الحاج مدير الإعلام بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط غزة، كواليس الأوضاع الطبية والصحية في قطاع غزة بعد أكثر من شهر على قصف العدوان الإسرائيلي على غزة؛ قائلًا: “الأوضاع الطبية والصحية في غزة كارثية بمعنى الكلمة”.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ “البوابة نيوز” أن المنظومة الصحية في قطاع غزة قد انهارت بالكامل جراء خروج كل المستشفيات في شمال غزة عن الخدمة؛ مؤكدًا أن ليلة أمس السبت قصف الاحتلال 4 مستشفيات داخل منطقة النصر بمدينة غزة؛ ويضم مجمع المستشفيات الذي تم قصفه قبل قليل: "مستشفى العيون ومستشفى الطب النفسي ومستشفى الاطفال التخصصي الرنتيسي ومستشفى الأطفال العام". 

اقرأ أيضًا: فلسطينية بمستشفى القدس لـ «البوابة نيوز»: «نعيش أهوال يوم القيامة»

وأوضح أن الاحتلال قصف مجمع مستشفى الشفاء؛ وهو مستشفى مركزي ورئيسي على مستوى قطاع غزة، مؤكدًا أن وزارة الصحة دون مستشفى الشفاء تعيش كارثة حقيقية بمعنى الكلمة؛ لأن مستشفيات منطقتي الجنوب والوسط ليس لديهم القدرة الاستعابية لتحمل أعباء ومرضى غزة، خاصة وأن المرضى المنومين في مستشفى الشفاء أكثر من 1000 مريض تقريبًا بالإضافة إلى الطاقم الطبية وعشرات الآلاف من النازحين داخل مستشفى الشفاء ومحيطه.. واليوم تم نزوحهم نحو مناطق الوسط والجنوب جراء غارات القصف التي نفذها الاحتلال. 

وعن أوضاع المرضى والنازحين في الـ 4 مستشفيات التي تم قصفها مساء السبت؛ قال "الحاج": إن مستشفى الرنتيسي تم قصفه وإشعال النار به في الداخل والخارج؛ بالإضافة إلى اقتحام دبابات الجيش الإسرائيلي مستشفى الرنتيسة؛ وكذلك تم قصف مبنى الولادة في مجمع الشفاء الطبي الطابق الخامس بعدة قذائف بالإضافة إلى استهداف العيادة الخارجية بمجمع الشفاء مما أدى إلى استشهد العشرات من المواطنين النازحين والمرضى داخل العيادة الخارجية وإصابة آخرين باصابات بالغة.

وعن أحد المشاهد المأساوية التي تُدمي لها القلوب؛ قال "الحاج" في حديثه لـ "البوابة نيوز" الكثير من المرضى المنومين في مستشفى الشفاء الطبي خرجوا بأسرتهم والكراسي المتحركة إلى الشارع طلبًا للآمان بعد قصف الاحتلال المستشفى؛ مُشيرًا إلى مستشفى الأقصى في بوسط غزة استقبل مريضة خرجت مستشفى الشفاء بالسرير الطبي وتم جر السرير بالمريضة قرابة الـ 20 كيلو من مستشفى الشفاء حتى وصلت لمستشفى الأقصى.. "لك أن تتخيل كم المأساة المُفزعة التي عاشتها المريضة وذويها تحت القصف وتحركها ما يُقارب 20 كيلو وهي على سرير المرض هربًا من نيران الاحتلال التي دمرت أجزاءً من مستشفى الشفاء". 

اقرأ أيضًا: «حتى الأجنة لم تسلم في أرحام أمهاتهم».. روايات حصرية لـ«البوابة نيوز» تكشف مأساة 30 يومًا من العدوان على غزة| شاهد

وأضاف أن مستشفى الشفاء كان يضم قرابة الـ 1000 مصاب؛ ومستشفى الإندونيسي كان يضم أكثر 450 مصاب ومستشفى الأقصى يضم أكثر من 450 مصاب والآلاف من النازحين؛ أما مستشفى الشفاء كان يضم 60 آلف نازح تقريبًا؛ واليوم بسبب استهداف الاحتلال لمستشفى الشفاء زاد عدد النازحين إلى مستشفى الآقصى أضعافًا مُضاعفة. 

وحول آليات عمل المستشفيات في ظل استمرار العدوان الإسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر المنصرم؛ أكد "الحاج" أن الأطقم الطبية في مستشفيات قطاع غزة لا تزال تواصل عملها بالحد الأدنى من الأدوية والمستلزمات الطبية؛ يأتي ذلك في ظل نقص شديد في معظم الأدوية والمستلزمات وخاصة أدوية التخدير.

وعن مواصلة الفرق الطبية عملهم تحت القصف والاستهداف؛ أوضح قائلًا: "الفرق الطبية كان الله بعونها.. فالفرق الطبية مُنهكة تمامُا ومُتعبة نفسيًا وجسديًا يعملون بأقل الإمكانيات ويحملون على عاتقهم مسؤوليات كبيرة للحفاظ على الأرواح وتطبيب الجروح.

وأكد أن الأوضاع الطبية والصحية في غزة باتت مأساوية لأقصى درجة ممكن تخيلها؛ فهناك الكثير من الحالات المرضية والمصابة تخضع لمُفاضلة بين الأكثر حظًا في الحياة ويتم إدخاله إلى غرف العمليات. مُشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة من العدوان ازادت حالات البتر بسبب عدم وجود طواقم طبية كافية وأدوية ومستلزمات دوائية بالإضافة إلى عدم وجود غرف عمليات كافية لانعدام الامكانيات الدوائية والإغاثية لدى الطواقم الطبية. 

واستطرد؛ أن نقص الوقود في المستشفيات بمثابة قطع الأكسجين عن هذه المستشفيات؛ خاصة وأنه يتم تزويد المستشفيات بكميات قليلة من الوقود بسبب الحصار؛ مؤكدًا أن مستشفى الأقصى إذا لم يتم تزويدها خلال يومين فقط ستوقف عن العمل في ظل ظروف كارثية وخاصة بعد قصف مجمع الشفاء.