الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«حتى الأجنة لم تسلم في أرحام أمهاتهم».. روايات حصرية لـ«البوابة نيوز» تكشف مأساة 30 يومًا من العدوان على غزة| شاهد

طفل تحت الركام
طفل تحت الركام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لأكثر من 30 يومًا؛ يعيش ما يزيد عن 2 مليون مواطن في غزة أوضاعًا مأساوية ليس لها مثيل؛ «فلا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا حتى دواء»؛ تزامنًا مع استمرار عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ شتى أنواع وأشكال «الإبادة الجماعية»؛ بدءً من الحصار القاتل مُروًا بالقصف الجوي والاجتياح البري وصولًا لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا من بينها القنابل «الفسفورية والفراغية والزلزالية» ضد المدنيين العُزل والنساء والأطفال والشيوخ؛ مُخلفًا أكثر من 35 ألف شهيد وجريح؛ وما يزيد عن 1.5 نازح في المدارس والمستشفيات؛ وتدمير 250 ألف وحدة سكنية؛ حتى أن الأجنة لم تسلم في أرحام أمهاتهم من إبادة الاحتلال. «البوابة نيوز» تحدثت مع عدد من مديري المستشفيات في غزة للوقوف على آخر الأوضاع المأساوية التي يشهدها القطاع جراء حرب ضروس لـ أكثر من 30 يومًا.

مدير مستشفى الأطفال التخصصي في غزة لـ «البوابة نيوز»: الأطفال يموتون داخل العناية لعدم وجود أجهزة تنفس صناعي وأدوية.. ونستخدم الكلور لتعقيم الجروح.. نستقبل أجسامًا مُقطعة ومحروقة لأطفال ونساء وشيوخ 

داخل أسوار العناية المكثفة وتحديدًا بجانب صافرات أجهزة الإنقاذ بالمجمع الطبي كمال عدوان في غزة، روى الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى الأطفال التخصصي لـ «البوابة نيوز» كواليس وتفاصيل الأزمة الطبية داخل مستشفى الأطفال في غزة جراء أكثر من 30 يومًا على التوالي من القصف الإسرائيلي، مُؤكدًا أن الوضع الذي يشهده مستشفى كمال عدوان «كارثيًا ولا مثيل له». 
وأضاف «أبو صفية» عبر تسجيل صوتي حصلت عليه «البوابة» من قسم العناية المركزة للأطفال والمواليد بشمال قطاع غزة، تعرضنا لعدة هجمات إسرائيلية في محيط المستشفى إذ استهدف الاحتلال مدارس إيواء بمحيطة مستشفى كمال عدوان؛ نتج عنه استقبال الكثير من الشهداء والجرحى كانت «أجسامهم مُقطعة وبينهم أطفال وصبية ونساء وشيوخ محروقين». 

youtube

وأوضح أن المستشفى يستقبل عائلات بأكملها من ضحايا القصف؛ ورغم أن المستشفى تخصصه «أطفال ونساء وتوليد»؛ إلا أن العدوان الإسرائيلي أجبر المستشفى على تحويله لطوارئ استقبال للمئات من المصابين والشهداء؛ وذلك لعدم وجود مستشفى آخر قريب شمالي قطاع غزة.

اقرأ أيضًا: 

المتحدثة الإقليمية لـ الأغذية العالمي فى حوارها لـ«البوابة»: مليونا شخص مُحاصرين فى غزة وأوضاعهم «كارثية».. القصف والحصار وانقطاع الاتصالات أوقف الإغاثة 36 ساعة.. ونعاني ضعف التمويل منذ بداية العام

وأكد في حديثه لـ «البوابة نيوز» مستشفى الأطفال التخصصي بمجمع كمال عدوان استنفذ الوقود بعد أكثر من 30 يومًا من مواصلة تقديم الخدمة الطبية لمئات المصابين والجرحى؛ وهو الأمر الذي أجبر المستشفى على تجميع حالات المرضية في قسم واحد لمواصلة تقديم الخدمة الطبية بمعاونة مُولد كهربائي صغير في ظل أزمة الوقود ونقصه في القطاع جراء الحصار الإسرائيلي. 

وقال مُدير مستشفى الأطفال، إن السبت تُوفي طفل يبلغ من العمر عامين داخل قسم العناية لعدم وجود أجهزة تنفس صناعي وأدوية ومُخدر ومستلزمات العناية المركزة؛ لافتًا إلى أن عدد الشهداء خلال اليومين الماضيين داخل مستشفى كمال عدوان بلغ 75 شهيدًا بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية؛ أما المصابون فيزيد عددهم علي 550 إصابة متوسطة وحرجة جدًا. 
ويُكمل الطبيب الفلسطيني حديثه قائلًا: «بصراحة الوضع صعب جدًا ويعجز اللسان عن وصف.. نُجري في المستشفى عملية مُفاضلة في الطوارئ ما بين من يستحق العيش ومن يُترك يموت.. لأن الأولوية تكون للحالات التي يمكن لمستشفى تخصص أطفال أن يحاول إنقاذها» ويكون الاستكشاف الطبي للعالة يكون بنسبة 100٪ الحالة ستعيش؛ وإذا كانت النسبة أقل من ذلك فأحيانًا تُترك الحالة لمستشفى آخر وذلك لكثرة ضغط الحالات». 

اقرأ أيضًا: 

المستشار الإعلامي للأونروا في حوار لـ«البوابة نيوز»: مقراتنا في غزة تدمرت ومخازن الأدوية فارغة.. شاحنات الإغاثة نقطة في بحر فالوقود يكفي يومين والدقيق ينفد خلال 5 أيام

وعن المستلزمات الطبية والدوائية، يؤكد «أبو صفية» لـ «البوابة نيوز» أم مُستشفى كمال عدوان تستقبل كمًا هائلًا من المصابين كل دقيقة قائلًا: «نتحدث عن كارثة لم نر مثلها من قبل.. نتحدث عن الحالات الموجودة في ممرات المستشفى وعلى الأرض والطرقات دون تعقيم.. لا توجد إمكانيات كافية للتعامل مع الحالات». 
ويختتم طبيب الأطفال الذي يعيش بين الدم والنار من أكثر من 30 يومًا مُحاولًا إنقاذ مئات الأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء، لم يحدث في أي مكان في العالم مثلما يحدث في غزة.. لا ماء ولادواء ولاكهرباء والشهداء والمصابين بالآلاف.. نستخدم خل العنب وخل التفاح مطهرًا بديلًا.. نستخدم الكلور في تعقيم الجروح بسبب انعدام المستلزمات الطبية والدوائية.. فالحرب الضروس أجبرتنا على تقديم الخدمة الطبية على غرار الوضع البدائي». 

مدير بمستشفى الإندونيسي في غزة لـ «البوابة نيوز»: شلالات المصابين والجرحى أجبرتنا على مُضاعفة الأسرة لـ 320.. نُجري العمليات على الأرض تحت كشافات الطوارئ.. ومرضى السرطانات والكلى فقدوا أدويتهم

كشف الدكتور مروان السلطان المدير الطبي بمستشفى الإندونيسي بغزة؛ تفاصيل الأوضاع الصحية بعد أكثر من 30 يومًا على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي؛ مؤكدًا أن الأوضاع الطبية والصحية تزداد صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم، مع تزايد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين. 

وأكد أن ما يحدث هنا في غزة ليست حربًا ولا قصفًا بل إبادة جماعية باستهداف آلة الحرب لأحياء سكانية كاملة؛ واستهداف مدارس الإيواء ينتج عنه شلالات من الإصابات والشهداء. 

وأضاف في حديثه لـ «البوابة نيوز»، أن ما يزيد الأوضاع الطبية والصحية تعقيدا النقص الحاد جدًا في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ فبعد شهر من العدوان الإسرائيلي المحتل على غزة فإن المخزون قارب جدًا على النفاد خاصة وأن شدة القصف والمستمر يستهلك مستلزمات كثيرة جدًا لتضميد جراح آلاف المصابين. 

youtube

وأكد «السلطان» أن شلالات الإصابات والجرحى؛ أجبرتنا على مضاعفة أسرة المستشفى من 140 سريرا إلى 320 سريرا ورغم ذلك فإن المرضى يفترشون أرض وطرقات طوارئ المستشفى ونضطر للتعامل مع الحالات على الأرض في محاولة لإنقاذ أرواح المرضى من الموت جراء تزايد جرائم مجازر الاحتلال. 

وأوضح أنه خلال 48 ساعة فقط؛ استقبل مستشفى الإندونيسي في غزة مصابي 12 مجرزة جديدة ارتكبها الاحتلال في كل مجرزة يصل عدد مُصابيها لـ 200 شخص مصاب بجراح مختلفة، إلا أن المجزرة الأولى كان عدد ضحاياها لا يقل عن 400 شهيد ومصاب؛ كل هذه الجرائم تزيد من إرهاق الطواقم الطبية والسعة الاستعابية الموجودة في المشافي؛ مؤكدًا أن زيادة عدد الأسرة التي حتى باتت الغرف لا تتسع لأي سرير إضافي آخر قائلًا «كلما زادت عدد الأسرة من الممكن أن يعمل على انتشار للأوبئة والجراثيم ولكن كل التركيز الآن في ظل القصف الغاشم هو الإصرار على إنقاذ حياة آلاف الجرحى والمصابين». 

وأضاف أن بعد أكثر من 30 يومًا على إرهاب الاحتلال الصهيوني في غزة؛ فإن الطواقم الطبية وضعها بين السييء والأسوأ بعد فقدانهم جزءًا من السيطرة النفسية والعصبية وانهيار حالتهم الجسدية تزامنًا مع العمل المتواصل ليل نهار وإصابتهم بالإرهاق التام؛ فقط "معية الله هي التي تدعم الطواقم الطبية" بعد إصابة واستهداف عدد كبير من الطواقم الطبية. 

وأكد «السلطان» أن العديد من المستشفيات في غزة خرجت من الخدمة بينها مستشفى بيت حنون ومستشفى الدرة للأطفال؛ وهناك العشرات من المستشفيات على أعتاب الخروج من الخدمة إن لم يتم تزويدها بالوقود والمستلزمات الطبية ستتوقف عن العمل نهائيًا خلال 20 ساعة. 

اقرأ أيضًا: 

خاص| اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون كابوسًا طويلا.. أرقام الضحايا مخيفة جدًا ولن تمر مرور الكرام.. شاهد

وحول مصابي الأمراض المُزمنة من غسيل الكلى ومرضى السرطان في زمن إرهاب الاحتلال الصهويني؛ قال الطبيب الفلسطيني: إن عددا كبيرا جدًا من المرضى فقدوا جداول الغسيل الكلوي؛ ولكن من يستطيع الوصول لمركز "النور الكعبة" يتم تقديم كل الخدمات الموجودة؛ فسابقًا كان يأتي نحو 180 مريضا يوميًا؛ ولكن بعد العدوان الإسرائيلي لا يتجاوز عدد المرضى المترددين على المركز 80 مريضًا بحاجة ملحة لخدمات الغسيل الكلوي. مؤكدًا أن كثيرا من مرضى السرطان فقدوا الأدوية وخطط تنفيذ علاج الكيماوي والأدوية لصعوبة التنقل والتحرك للوصول لمستشفى الصداقة التركي. 

وأكد أنه بعد 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي؛ فإن حتى اللحظة لم يتلق المستشفى الاندونيسي أي نوعٍ من الدعم سواء «مُستلزمات طبية أو وقود أو أدوية» رغم الحاجة الملحة والضرورة لهذه المقومات لمواصلة العمل الطبي والإنقاذي. 

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي فعلنا خطط تقليص الخدمات المقدمة للمرضى؛ فنحن الآن مركز طوارئ نعمل على إنقاذ الحياة وتم إيقاف العمليات إلا في الحالات طارئة جدًا لإنقاذ الحياة. إذ تعمل غرفتا العمليات والعناية المُركزة على مولد كهربائي صغير؛ أما باقي المستشفى يعمل على كشاف الطوارئ للإضاءة فقط. 

اقرأ أيضًا: 

بين التهجير والنزوح وصولًا للتشرد.. سيدة فلسطينية لـ «البوابة نيوز»: غزة صارت أطلالًا.. والناجي من القصف يقتله «الجرب»

وفي ختام حديثه؛ أكد قائلًا: أطلقنا ناقوس الخطر عدة مرات وإن لم يتم تزويدنا بالوقود؛ سيتم إعدام مُبكر لمعظم المصابين الموجودين داخل مستشفيات خصوصا المرضى في غرف العناية المركزة والذين يحتاجون لإجراء عمليات جراحية؛ مناشدًا المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية بالاستيقاظ من نومه والسماح بمرور المستلزمات الطبية والوقود في ظل الانهيار الذي يضرب الكوادر الطبية وفتح المعبر رفح وإدخال المساعدات وإخلاء الجرحى ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين الآمنين في بيوتهم وفي المستشفيات ومراكز الإيواء. 

الهلال الأحمر الفلسطيني لـ«البوابة»: لن نتخلى عن واجبنا ونواصل العمل رغم استشهاد 4 وإصابة 21 آخرين وخروج 8 سيارات عن الخدمة  ومرضى السرطانات ينتظرون الموت الحتمي إثر خروج المستشفى الوحيد عن العمل.. ووقف التحويلات للضفة الغربية 

وكشف الدكتور عبد الجليل حنجل المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني لـ «البوابة» عن حجم الخسائر التي تعرض لها الهلال الأحمر الفلسطيني خلال 30 يومًا من حرب غزة؛ مُؤكدًا استشهاد 4 من طواقم الهلال الأحمر وإصابة 21 آخرين وخروج 8 إسعاف عن الخدمة بسبب الاستهداف أو نقص الوقود. 

وأضاف، غزة لا تزال تشهد أوضاعًا مأساوية بل تزداد سوءًا يومًا تلو الآخر جراء القصف المستمر والحصار القاتل؛ في ظل تفاقم الاحتياجات وتضاعف أعداد الإصابات والشهداء؛ مؤكدًا أن الوضع الطبي كارثي لا يزال يعصف بكل قطاعاته سواء في الإسعاف أو المستشفيات أو خدمة النازحين. 

وأوضح، أنه رغم خسائر الهلال الأحمر الفلسطيني والتضييق على خدمات الإسعاف والإنقاذ؛ فإن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني لا تزال تواصل قطار تقديم خدماتها الإغاثية في ظل ظروف كارثية؛ فمؤخرًا قصف محيط البوابة الرئيسية بمستشفى الهلال الأحمر وأدى إلى إصابة 21 شخصًا بجراح مُختلفة من النازحين الموجودين داخل أروقة المستشفى؛ بالإضافة إلى استهداف سيارة إسعاف الهلال الأحمر والتي كانت تحمل مُصابة لمعبر رفح للعلاج بمصر وإصابتها بأضرار جسيمة وخروجها عن الخدمة. 

لم يكن هذا الاستهداف فقط التي شهدته مستشفيات الهلال الأحمر؛ فأكد «حنجل» تعرض مستشفى القدس الذي يضم 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح؛ لأشرس الهجمات المدفعية والجوية في اليوم الـ 30 للعدوان الإسرائيلي مما أدى لإصابة 12 شخصًا من النازحين بينهم 4 حالات خطرة جراء إصابتهم بالشظايا وتهشم الزجاج. 

وحول مرضى السرطانات والغسيل الكلوي؛ أوضح «حنجل» لـ «البوابة» أن القصف الإسرائيلي وندرة الأدوية والوقود؛ أخرج مستشفى الصداقة التركي عن الخدمة وتم توزيع مرضى السرطانات على مستشفيات أخرى بين بينها مستشفيات في الضفة الغربية، ولكن اللازمة الكبرى أن قصف الاحتلال أوقف تحويلات المرضى، ليواجه المرضى الموت الحتمي فمن نجا من القصف قتله السرطان لنقص الأدوية وتوقف المستشفيات.  

وأكد المسئول بالهلال الأحمر الفلسطيني، أن ما تبقى من الوقود والمستلزمات الطبية في بعض المستشفيات التابعة للهلال الحمر متدنية جدًا وقاربت على النفاد؛ أما المساعدات التي دخلت غزة لم تحمل مستلزمات طبية، والأمر الذي يزيد من أزمة القطاع الطبي في وقت متأزم للغاية إذ يقدم الخدمة للآلاف من مُصابي وحرجى القصف الإسرائيلي.