الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

السفير الفلسطيني في حواره مع داليا عبد الرحيم على "القاهرة الإخبارية": مخطط تهجير سكان قطاع غزة لن يمر.. ومصر صاحبة حق في فرض السيادة الوطنية الكاملة على أرضها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 السلطة الفلسطينية فى شراكة تاريخية مع القاهرة 

كنا نأمل حدوث تطور ملموس بالموقف الأمريكى فى لقاء عمان 

ماذا تنتظر الولايات المتحدة لوقف الحرب البشعة ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة؟ 

«السلطة» ترفض تهجير الشعب وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض سيناء 

أجرت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير «البوابة نيوز»، حوارًا مع السفير دياب اللوح، السفير الفلسطيني بالقاهرة، عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، لمناقشة آخر تطورات الأحداث والحرب الدائرة في قطاع غزة. 

وأكد السفير الفلسطيني في حواره، رفض السلطة الفلسطينية لمخطط تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، أو فكرة إقامة دولة فلسطينية بديلة في سيناء، وشدد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وأن السلطة الفلسطينية سلطة وطنية ومسؤولة عن الشعب بكامله سواء في الضفة أو قطاع غزة، ولفت «اللوح» إلى أن التيار الصهيوني ما زال يتحكم في الاقتصاد والإعلام الأمريكي والأوروبي، ولكن من خلال العمل العربي المشترك والجاليات العربية والصديقة، واندلاع المظاهرات العارمة في الشارع الأمريكي والأوروبي، أصبح هناك نبرة مختلفة لدى المواطن الغربي، وهذا دليل على أن الرواية الإسرائيلية لم تعد هي الرواية السائدة في الدول الغربية، وحذر سفير فلسطين من أن استمرارية الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والعدوان على قطاع غزة، ستؤدي إلى تداعيات خطيرة. وإلى نص الحوار 

■ عقد وزير الخارجية الأمريكي لقاء مع عدد من وزراء الخارجية العرب في الأردن، ورأى المراقبون رفض وزير الخارجية الأمريكي الطرح العربي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما زالت الهوة بين الموقف الأمريكي والعربي متسعة.. كيف ترى ذلك؟ 

لقاء عمان الذي ضم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع ٥ وزراء خارجية دول عربية شقيقة، لم يتمخض عنه أي نتائج مرجوة، وفلسطين كانت تأمل أن يحدث تطور ملموس في الموقف الأمريكي، ورفض وزير الخارجية الأمريكي وقف إطلاق النار ووقف الحرب على قطاع غزة، مبررًا بأنه لا يريد أن يعطي الفرصة لحركة حماس لإعادة تموضعها أو التقاط أنفاسها، وهذا مبرر غير كاف، لأنه يتيح الفرصة للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من الجرائم والمزيد من المجازر الدموية البشعة. 

نحن نتحدث الآن عن حدوث حوالي ١١٠٠ مجزرة دموية بشعة حدثت في قطاع غزة أدت لوفاة ١٠ آلاف شهيد وإصابة أكثر من ٣٥ ألف فلسطيني، من بينهم ١٥٠٠ طفل مفقود تحت المنازل المدمرة، ماذا تنتظر الولايات المتحدة لوقف الحرب البشعة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ ألم يحن الوقت لوقف هذه الحرب البشعة، حرب الإبادة الجماعية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني في غزة؟ 

■ كيف ترى هذه الحالة من الهلع والرعب من تكرار سيناريو ٧ أكتوبر، وهذا ما علل به وزير الخارجية الأمريكية في حديثه عن وقف إطلاق النار، حالة من الذعر والهلع يروجون لها في العالم أجمع من تكرار هذا السيناريو؟

حذرنا مرارا وتكرارا من مغبة استمرارية الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وحصار قطاع غزة، لأن استمرار ذلك سيؤدي إلى تداعيات. 

عصابات المستوطنين المسلحة تمارس أعمال القتل والحرق والتدمير والتخريب ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وتهويد القدس واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وكل ذلك سيؤدي إلى تداعيات خطيرة وسيذهب بالمنطقة إلى منزلق لا يريده أحد، وهو حدث بالفعل. 

القيادة الفلسطينية حذرت مرارًا من مغبة استمرارية الممارسة الإسرائيلية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، لأن هذا سيؤدي إلى تداعيات خطيرة، ونحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسئولية عما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، لأنها هي التي تمادت في السياسات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني. 

■ من يريد أن يتحدث عما حدث في السابع من أكتوبر في عملية «طوفان الأقصى» عليه أن يتحدث فيما حدث بعد عملية السابع من أكتوبر، حيث قامت دولة الاحتلال بتدمير ٥٠٪ من المباني في قطاع غزة، وقطعت الاتصالات والمياه والكهرباء وكل الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة.. «دولة الاحتلال تستهدف كل شيء في قطاع غزة»، متسائلا: «هل القانون الدولي يجيز لإسرائيل ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، أين مجلس الأمن الذي يتحمل مسئولية أساسية تجاه الشعوب التي تقع تحت الاحتلال؟». 

إسرائيل تريد إفراغ فلسطين من سكانها الأصليين وأصحابها التاريخيين وإحلال المستوطنين الغرباء بدلًا منهم، وهذا ما يحدث في الضفة الغربية الآن، وكذلك القدس عبر سرقة منازل الفلسطينيين وتهجيرهم عبر فرض الضرائب الباهظة. 

إسرائيل تريد تهجيرسكان قطاع غزة، ونتحدث اليوم بأرقام تقريبية، بواقع ٢.٥ مليون مواطن فلسطيني يعيشون في غزة، كيف يمكن دفع هذا العدد الكبير من الفلسطينيين أصحاب الأرض إلى الخروج من أرضهم وبيوتهم ووطنهم، ومصر رفضت ذلك وهذا المخطط لن يمر. 

إن صاحب القول الفصل في هذا الأمر هو المواطن الفلسطيني الذي فقد بيته وأسرته، وأنا سأبقى بجانب ركام بيتي ومنزلي، والرئيس الفلسطيني قال لن نغادر أرضنا وطننا ولن نسمح بتكرار حدوث نكبة جديدة تحل بالشعب الفلسطيني، والرئيس السيسي قال إن ذلك يعني شطب القضية الفلسطينية، وهذا ما لن تسمح به مصر مطلقا. 

الرئيس محمود عباس رفض المخطط وتهجير الشعب الفلسطيني، وكذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن مخطط التهجير يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومصر تريد حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث قبل الحرب على قطاع غزة بأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، ولن يعطي الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره. 

■ هل يمكن تصفية حركة وطنية سياسية أو إجهاض قضية لشعب ناضل من أجلها لأكثر من نصف قرن؟ ووهل يمكن استغلال حالة الانقسام الداخلي الإسرائيلي لصالح ما يحدث في فلسطين؟ 

إسرائيل مهما فعلت لن تتمكن من القضاء على أي مكون سياسي فلسطيني مهما كان حجم حضوره التنظيمي والجماهيري، ومن يتابع استطلاعات الرأي في إسرائيل يدرك أن المزاج العام هناك ليس ما يقوم به نتنياهو وما تقوم به حكومته من حرب تكبد إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والاقتصاد والأموال، إذ تكلف إسرائيل مليار دولار كل ٣ أيام. 

أنّ ما يحدث في إسرائيل ليس انقسامًا سياسيًا، ولكنه يتعلق بما تقوم به الصهيونية الدينية من محاولة للمساس بالنظام القضائي الإسرائيلي والنظام الديموقراطي الإسرائيلي، لأن اليمين يريد أن يحكم ويسيطر، ولا يريد قضاء أو ديمقراطية أو إعلام، وهذا معروف عن اليمين أينما يكون. 

ما يحدث في إسرائيل شأن إسرائيلي داخلي، ونحن اكتوينا بنار القضاء الإسرائيلي الذي يحكم على أبنائنا أحكام غير عادلة، وهو الذي يحكم بهدم بيوتنا ومنازلنا ويحكم بمصادرة أراضينا، ونحن لا نتعامل مع ما يحدث في إسرائيل من أزمات داخلية بمنظور سياسي لأنه شأن إسرائيلي داخلي. 

■ لماذا هذا التعنت والتعمد الأمريكي الأوروبي في الموقف إلى الجانب غير المشروع للاحتلال الإسرائيلي؟ 

الاحتلال ليس دولة، ولكنه عبارة عن مشروع استعماري إمبريالي حدث تحت رعاية بريطانيا والولايات المتحدة، والهدف إنشاء قاعدة للإمبريالية العالمية في المنطقة. 

ألا ترى أن قوة اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا اقتصاديا له تأثير على هذا الانبطاح الأوروبي والأمريكي أمام القرار الإسرائيلي الصهيوني؟ 

التيار الصهيوني يتحكم في الاقتصاد الأمريكي والأوروبي وكذلك في الإعلام، ولكن فلسطين من خلال الشراكة مع الدول العربية الشقيقة استطاعت أن تحدث نقلة نوعية في الرواية الفلسطينية، من خلال العمل العربي المشترك والجاليات العربية والصديقة، وهناك مظاهرات عارمة في الشارع الأمريكي والأوروبي وهناك نبرة مختلفة لدى المواطن الغربي، وهذا دليل على أن الرواية الإسرائيلية لم تعد هي الرواية السائدة في الدول الغربية. 

وزارة الصحة نشرت أسماء شهداء الحرب على قطاع غزة بصورة دقيقة، وهذا الأمر موثق بذكر أسماء الشهداء بشكل رباعي، ولا يمكن التلاعب في هذا الأمر مثلما يتحدث الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أكده أحد المسئولين في الإدارة الأمريكية مؤخرًا. 

■ البعض يأخذ على السلطة الوطنية عدم أخذ موقف حازم مما يحدث في غزة وأن عقدة الانقسام بينها وبين حماس حكمت وسيطرت على تصرفات الطرفين.. ما رأيك؟ 

السلطة الفلسطينية وطنية ومسئولة عن كل أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد داخل وخارج فلسطين بقرار عربي ودولي، وترعى السلطة الفلسطينية أبناء شعب قطاع غزة وتقدم لهم كل الخدمات الحيوية في أهم قطاعين وهما الصحة والتعليم، ونحن شعب واحد وأصحاب قضية واحدة وعلى أرض واحدة وتحت قيادة واحدة. 

إن هذا الوقت ليس مناسبا للخلافات بين فتح وحماس، صحيح أن هناك انقسام فلسطيني فلسطيني، ومصر ترعى الحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة الوطنية الفلسطينية ونتمسك بالدور المصري في رعاية المصالحة ونرحب بأي جهود أخرى للمساهمة في إنهاء هذا الانقسام، وأعتقد أنه قد حان الوقت لاستكمال ما بدأناه من حوار في مصر منذ عام ٢٠١٧، ونقول إن التعددية السياسية أمر طبيعي والخلاف في الرأي أمر طبيعي أيضا". 

■ متى يمكن أن نرى قرار فلسطيني واحد؟ وما الذي يعوق ذلك؟ ومتى نرى قرارا سياسيا فلسطينيا واحدا ولا يأخذ فصيل فردي قرار قد يكلف شعب بأكمله ما نراه الآن؟ 

لا يحق لأي فصيل سياسي أن يكلف الشعب الفلسطيني حربا، وهذا الأمر ينطبق على حركة فتح وكل الفصائل، ولكني لا أريد الحديث عن هذا الأمر في هذا الوقت، والتعددية السياسية في فلسطين أمر طبيعي، والخلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية مثلما يقال في مصر، فالخلاف السياسي أمر طبيعي، ولكن الانقسام أمر ليس طبيعيًا. 

■ وكيف تصف وقفة الشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب المصري، وبعض الشعوب الأخرى الأوروبية تجاه ما يحدث في فلسطين وتجاه شعبنا الصامد في قطاع غزة، والمظاهرات التي نراها في كل مكان؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه المظاهرات الأوروبية على صناع القرار هناك لحلحلة ما يحدث؟ 

الشعب الفلسطيني يقدر دور مصر والشعب المصري وكل الشعوب العربية الشقيقة، ونتمسك بالعمق العربي بأكمله بدون تجزئة وبدون أي تفرعات، ونتمسك بالعمل العربي المشترك لخدمة كل القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمة العربية. 

وحصل مشروع القرار العربي على تأييد ١٢٠ دولة فيما يخص القضية الفلسطينية، وهذا دليل على أن العالم يؤيد القضية الفلسطينية، ونسعى بالوصول بالقضية الفلسطينية إلى العواصم المؤثر عالمية، خاصة واشنطن التي تعتبر من أكثر العواصم تأثيرًا على دولة الاحتلال، والاحتلال الإسرائيلي هو آخر احتلال استيطاني في هذا العالم، وهناك ضرورة لإنصاف الشعب الفلسطيني لنيل حقه في تقرير مصيره، وحقه في العودة، وهناك ٧ ملايين فلسطيني يعيشون خارج فلسطين، ومن حقهم العودة إلى ديارهم مرة أخرى، والسلطة الفلسطينية تتمسك بالمبادرة العربية للسلام من الألف إلى الياء. 

■ وكيف ترى جهود مصر والموقف المصري تجاه العدوان على غزة وكل ما تفعله الجهود المصرية هنا وهناك، سواء في المجتمع الدولي أو في المساعدات الإنسانية أو في جهود المصالحة؟ وأيضا حدثني، أليس من حق دول الجوار أن تحافظ على أمنها القومي دون التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني ودون التفريط في أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه والحفاظ على عدم تصفية القضية الفلسطينية؟

السلطة الفلسطينية في شراكة تاريخية مع مصر، ليس فقط في الحرب الحالية على قطاع غزة، ولكن هذه الشراكة قائمة قبل ١٩٨٤، ومصر قاتلت بجيوشها على أرض فلسطين والشعب الفلسطيني لا ينسى هذا الأمر أبدًا، فدماء الجيش المصري اختلطت بتراب فلسطين. 

وتعرض قطاع غزة لـ٨ حروب، ومصر في كل مرة تتدخل بشكل فوري وعاجل من أجل وقف الحرب والعدوان ووقف التصعيد والتوصل إلى التهدئة، وفي هذه المرة قامت مصر بمثل هذه الجهود، ولكن الجانب الإسرائيلي عطل الجهود المصرية لوقف إطلاق النار. 

إن مصر صاحبة حق في فرض السيادة الوطنية الكاملة على أرضها، والسلطة الفلسطينية ترفض تهجير الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض سيناء، ولن نقيم دولتنا في أي مكان على أراضي غير فلسطينية. 

والأمن القومي المصري جزأ لا يتجزأ من الأمن القومي الفلسطيني، وهناك حرص على حماية هذا الأمن، ونشكر مصر حكومة وشعبًا والرئيس عبد الفتاح السيسي على هذه المواقف التاريخية الصلبة مع الشعب الفلسطيني، وفلسطين في قلب كل مواطن مصري، وكذلك مصر في قلب كل مواطن فلسطين، وطالما مصر بخير فالشعب الفلسطيني بخير.

والسفارة الفلسطينية بالقاهرة شكلت مرصدًا لنقل الرواية الفلسطينية الصحيحة للعالم، للرد على الرواية الإسرائيلية التي تعمل على تشويه الحقيقية، وخلق واقع مزيف لما يحدث في فلسطين. 

والسلطة الوطنية الفلسطينية هي سلطة وطنية مسئولة عن كل أبناء الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو القدس أو الضفة الغربية، والسلطة تقوم برعاية أبناء شعب قطاع غزة، وتقدم لهم كل الخدمات الحيوية، خاصة في القطاع الصحي والتعليمي، فالشعب الفلسطيني واحد.