رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصريات

آلهة مصرية| "تحوت".. أبو منجل المعظّم 3 مرات

الإله تحوت المعظّم
الإله "تحوت" المعظّم ثلاث مرات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويُصور برأس أبو منجل. وهو أحد أرباب ثامون الأشمونين الكوني، ويبدأ التقويم المصري القديم بشهر "توت"، تيمنا باسمه "تحوت" أو "توت" إله الحكمة لدى المصريين القدماء. 

ووفقا للثنائيات التي كان عليها بعض آلهة المصريين، فإن نظيره الأنثوي هي الإلهة "ماعت".

كان ضريح "تحوت" الأساسي في أشمون -حيث كان المعبود الأساسي هناك- وله أضرحة في عدة أماكن أخرى منها على سبيل المثال أبيدوس.

وفي وقت لاحق، أعاد اليونانيون تسميته بـ "هرمس" -حيث رآه اليونانيون كمبعوث الآلهة تمامًا مثل هرمز- كما أن العرب أعادوا تسميته بـ "أشمونين". 

لقب المصريون القدماء "تحوت" باسم "المعظم ثلاث مرات"، واعتبروا أنه الإله الذي علمهم الكتابة والحساب. وكان يُصّور دائما ماسكا بالقلم ولوح يكتب عليه.

بين الخير والشر

يحتل "تحوت" مركزا هاما في الديانة المصرية القديمة، فيربط به دور الوسيط بين آلهة الخير والشر، وتقول أسطورته بأنه عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر.

في المعركة الأولى كان الصراع بين الإله "رع" و"أبيب"، والثانية بين بين "أوزوريس" و"ست"، والصراع الثالث بين "حورس" -ابن "أوزوريس"- و"ست". وفي كل من تلك الصراعات كان الإله الأول يمثل "النظام" في الكون، والمصارع الثاني يمثل قوى العشوائية وضياع النظام.

وكان عندما يصاب أحد المتصارعين بإصابة خطيرة، عندئذ يقوم "تحوت" بمعالجته ليستطيع العودة إلى المعركة، هذا بحيث ألا يغلب أحدهما الآخر.

كما لعب تحوت دورًا هامًا في أسطورة "إيزيس" و"أوزوريس"، فبعد أن قامت إيزيس بجمع أشلاء زوجها من أنحاء مصر تحت فعل "ست"، أسر "تحوت" لها بكلمات لتستطيع بعثه من جديد، وأن تنجب منه بعد مماته ابنهما "حورس".

وعندما قامت معركة بين "حورس" المنتقم لأبيه و"ست"، وفقد "حورس" في ذلك الصراع عينه اليسرى، أعطته استشارة "تحوت" الحكمة والمعرفة لمعالجتها واسترجاعها، فكان هو الإله الذي ينطق بإرادة رع.

وفي علم الأساطير المصري، لعب "تحوت" العديد من الأدوار الحيوية والبارزة؛ فبالإضافة لكونه أحد الإلهين اللذين وقفا على جانبي مركب "رع"، فلقد كان إلهًا للسحر والكتابة والأدب والعلم -وكذلك مشاركته في حساب الموتى- وكان يمتلك قدرات سحرية فائقة.

ميزان القلب

وعبر التاريخ، ليس فقط المصريون وحدهم من اعتقدوا في "كتاب تحوت"، والذي يحول قارئه إلى أعظم ساحر متمكن في العالم. حيث استمر هذا المعتقد لدى السحرة والمهتمين بالأمور الخوارقية، وأشهرهم الساحر البريطاني المعروف في أواخر القرن الماضي "إليستر كراولي".

وفي حياة البعث، كان "تحوت" له دور أساسي في محاكمة الموتى، حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق "ماعت"، ويقوم "تحوت" بتسجيل نتيجة الميزان.

وإذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق يكون من المخطئين العاصين فيُلقى بقلبه إلى وحش مفترس اسمه "عمعموت" فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت؛ أما إذا كان القلب أخف من ريشة الحق فمعنى ذلك أن الميت كان صالحا في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، بعد أن يستقبله أوزيريس.

وذكر كتاب "آلهة المصريين" أن تحوت ولد من جمجمة "ست" -إله الشر- كما يعرض أقوالًا أخرى بأنه ولد من قلب "رع" -إله الشمس- ولقد كان يُعتبر قلب رع ولسانه، بالإضافة لنقله إرادة رع للبشر.

وارتبطت معرفة المصريين للتقويم وأيام السنة والشهور بالإله تحوت، حتى أن البعض يطلق على التقويم المصري اسم التقويم التوتي، كما أن أول شهور السنة المصرية هو شهر "توت"؛ وجاءت أسماء "جحوتي، تحوت، توت"، كأسماء لرب الحكمة والحسابات والفلك عند قدماء المصريين.