الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صلاح وفتنة الجماهير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تراشق وتلاسن وتوصيفات عجيبة انطلقت من جماهير النجم العالمي محمد صلاح.. هذه الانفعالات المرفوضة جاءت من الجانبين الجماهير المصرية والجماهير السعودية على حد سواء، وتفجرت تلك الأزمة عقب غلق ملف انتقال صلاح من ليفربول إلى نادى اتحاد جدة.

موسم الانتقالات الصيفي انتهى دون جديد في تلك الصفقة، وراح النجم الكبير يواصل تألقه في بلاد الإنجليز واتحاد جدة يواصل جهودة لتشكيل فريق قوي قادر على المنافسة وحصد البطولات.

لا جديد تحت الشمس بين الطرفين الفاعلين في هذا الملف، ولكن إذا كان الهدوء هو صفة يمتاز بها الطرف المسؤول إلا أن طبيعة الجماهير ليست كذلك، المتعصبون من الجانبين بدأوا الفتنة وبوضوح أكتب أن قطاعا ليس قليلا من الجماهير المصرية قام بتحميل الأمر أكثر مما يحتمل وكتب كلاما عجيبا عن أهرامات مصر التي لاتباع ولا تشترى وهكذا صلاح وبينما الحال هكذا ينسى هذا القطاع أن ولدنا فخر العرب يقدم خدماته الرياضية هناك في إنجلترا وليس في مصر.

وعلى الجانب الآخر انطلق جيش من المغردين السعوديين تلاسنا ضد فخرنا ورمزنا النجم الكبير محمد صلاح ووصل الأمر إلى التقليل المتعمد لحجم موهبته التي شهد لها خبراء الكرة في أركان الدنيا الأربعة .. وينسى تيار التغريد السعودى أنه طالما صلاح غير مؤثر في المستطيل الأخضر فلماذا قدم إتحاد جدة هذا المبلغ غير المسبوق لشراء تعاقده من ليفربول والاستفادة من خدماته.

الحقيقة هي أن محمد صلاح جاءت حساباته في تلك الصفقة المثيرة للجدل كحسابات فنية فقط لا أكثر ولا أقل، ولدنا الطموح يسعى بكل جهد للحصول على الكرة الذهبية وهي بمثابة جائزة نوبل في كرة القدم، وتلك الجائزة لن تتحقق إلا بمزيد من تحطيم الأرقام القياسية.

ردود الفعل الجماهيرية من شأنها تعكير الأجواء وصناعة الأزمات في وقت غير ملائم لهذا التراشق، يبقى نادى إتحاد جدة واحداً من الأندية المرموقة على خارطة الوطن العربي ويبقى محمد صلاح فخراً للعرب كلهم وليس فخراً للمصريين وحدهم.

غاب العقل حتى أن البعض في السعودية تعامل مع الموضوع باعتباره جرحاً للكبرياء وكيف للنجم المصري رفض العرض الذي يسيل إليه لعاب كل نجوم الكرة في العالم، وهنا في مصر قام البعض بتفسير عدم انتقال صلاح بصفات شيفونية بل وتم تلبيس الأمر رداء الوطنية وما إلى ذلك.

العتاب في القاهرة ليس على الجماهير ولكنه على النقاد الرياضيين والإعلام الرياضي في كافة الفضائيات، والعتاب في السعودية على عدم شفافية نادي اتحاد جدة الذي لم يصدر بياناً يوضح من خلاله ماحدث وبذلك ترك الرسميون الجماهير وحدها تصول وتجول على المنصات بشكل مرفوض.

وبينما الأمر كذلك دخل على الخط الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهو شاعر سعودي وفي ذات الوقت هو رئيس نادي الهلال الذي اضطر للرد على تغريدة على منصة "إكس" يرفض فيها مصطلح بيع وشراء اللاعب،  وقال في تغريدته "نحترم مصر ونجلها وبالنسبة للاعب الكبير محمد صلاح فنحن لا نسعى لشرائه بل لشراء عقده الذي بيع لأكثر من نادٍ منذ أن كان في نادي (المقاولون) إلى أن وصل لليفربول وأصبح من أهم لاعبي العالم لذلك سعينا لشراء عقده ليساهم في الخطة الموضوعة لجعل الدوري السعودي من أهم خمس دوريات في العالم".

هذا الصوت العاقل الذي يفرز بين شراء اللاعب كشخص وروح وثقافة وموهبة وبين شراء العقد، يوضح لنا أن الجماهير ليست على حق دائماً، يستفيد من توترها خصوم متربصين بكلا البلدين، لذلك سوف يكون جميلاً من النجم العالمي محمد صلاح لو تحين الفرصة وشارك ولو لخمس دقائق في مباراة ودية هناك في السعودية، في ظني سيكون رداً عملياً على الجماهير الغاضبة من الجانبين ودرساً يليق بمكانة محمد صلاح في قلوب محبيه.