الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

موالد ومئات المعالم الدينية باسم العذراء مريم في مصر

أيقونة قبطية
أيقونة قبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحظي السيدة العذراء مريم بمكانة كبيرة في جميع قلوب المصريين؛ فقد وطأت قدميها منذ ألفي عام أرض مصر وتجولت في شوارعها وعلى كتفيها المسيح، ولام النور أعياد وأصوام عديدة على مدار السنة وغدًا يبدأ أهم هذه المناسبات؛ حيث يبدأ أقباط مصر الأرثوذكس فترة "صوم العذراء مريم" الذي يستمر لمدة 15 يوم بدءً من يوم 7 أغسطس، بينما تحتفل الكنائس الكاثوليكية حول العالم بعيد مريم العذراء في 15 أغسطس.

ويمثل هذا الصوم تكريمًا وتطويبًا لها، فيتحقق ما ذكر في إنجيل لوقا (فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني) لو48:1، ويرتبط هذا الصوم بالأديرة والكنائس الشهيرة التي تحمل اسمها حيث يذهب إليها الزوار والمصلين والعالم من كافة الأطياف من مختلف أنحاء مصر؛ فتصل أعدادهم إلى الملايين فيذهبون لنوال بركة هذه الأماكن، وأشهر تلك المعالم دير المحرق بالقوصية؛ ودير جبل الطير بالمنيا وفي دير المحرق ينطلق هناك أشهر موالد السيدة العذراء مريم، وتُعد هذه البقعة المقام عليها الدير آخر مكان وصلت له العائلة المقدسة في مصر قبل أن يعودون إلى الأرضي المقدسة.

وبمناسبة هذا الحدث ترصد "البوابة نيوز" أهم الأعياد والاحتفالات الخاصة بالعذراء مريم بجانب أبزر المعالم والمزارات الدينية التي تحمل اسم العذراء مريم "أم النور".

أديرة وكنائس باسم العذراء مريم

وتنقسم أعياد العذراء مريم بشكل عام إلى الأعياد الميرمية الكبرى، ويبلغ عددها سبعة أعياد، وتأتي أهميتها من كون جميع الكنائس في العالم تحتفل بها، القسم الثاني هو الأعياد المرتبطة بمراحل من حياتها، كالزيارة إلى أليصابات أو تقدمتها إلى هيكل سليمان، ويختلف الاحتفال بها حسب الرعايا والطوائف وحسب البلدان أيضًا؛ القسم الثالث هو الأعياد الخاصة بذكرى ظهورها أو طلب شفاعتها لبلد أو منطقة وتتميز بكونها محصورة في البلد والمنطقة وأحيانًا بالطائفة الخاصة بذلك أو الكنيسة المشادة على اسمها.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ"أم النور" تسع مرات فى العام، بالإضافة أن لها شهرًا خاصًا احتفاليًا في نهاية كل عام وهو شهر "كيهك" وذلك خلال الفترة من ثلث شهر ديسمبر إلى 7 يناير، وأعياد الكنيسة هى: (عيد البشارة 13 أغسطس، عيد ميلادها 9 مايو، عيد دخولها الهيكل 13 ديسمبر، عيد مجيئها مصر ومعها العائلة المقدسة، أول يونيو، عيد وفاتها 30 يونيو، عيد العذراء ومعجزة حل الحديد وهو يوم 21 من كل شهر قبطي، تذكارًا لنياحتها فى 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريبًا)، عيد ظهورها فى الزيتون على قباب كنيسة العذراء وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر على مدى سنوات ويوافق 2 أبريل).

وبالنسبة للمعالم الدينية فحملت العديد من الأديرة والكنائس فى مصر اسم العذراء مريم تكريمًا لاسمها وتخليدًا لسيرتها، وبلغ عدد الأديرة التي تحمل اسم العذراء فى مصر 13 ديرًا، أربعة منهم للراهبات، ومثلها للرهبان، والخمس أديرة البقية هم أديرة الأثرية، ويحرص في الأقباط على زيارتها والصلاة فيها في كافة المناسبات، وذكرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر موقعها الرسمي الأديرة المعترف بها وهم كالاتي: (دير السيدة العذراء بدرنكة، دير جبل الطير بالمنيا، دير المحرق، دير العذراء السريان، دير البراموس بوادي النطرون، دير الحواويش، دير الحمام بالفيوم الجنادلة، دير العذراء والملاك ميخائيل ديروط، دير السيدة العذراء مريم العامر بجبل اخميم، دير البتول ملوى...).

وحصر الموقع الكنسي "تكلا هيمانوت" جميع الكنائس التي تحمل اسم "ام النور" في مصر حيث وصلت ما يقرب من 500 كنيسة.

ونسلط الضوء خلال السطور الأتية على أبرز تلك المعالم دير المحرق بالقوصية.

العائلة المقدسة بالقوصية

عاشت السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار فى مصر ثلاث سنوات وقضت منها 6 شهور و5 أيام فى دير العذراء المحرق بمنطقة القوصية بأسيوط وهى أطول فترة قضتها العائلة المقدسة فى مكان واحد، حيث عاشوا تلك الفترة فى منزل مهجور هو نفس مكان الكنيسة الأثرية بالدير.

وأجمعت الكتب الكنسية المعترف بها في الكنيسة القبطية والكتب القديمة (الموثق في صحتها) التي تطرقت للحديث عن العائلة المقدسة واتفق الباحثون في شبه إجماع تقريبًا على أن العائلة المقدسة بعد ما أرتحلت من أورشليم إلى مصر وانتقلت بين عدة بلاد وقرى، حطَّت رحالها في قسقام وقد دلّت الدراسات على أن سفح جبل قسقام بمركز القوصية بأسيوط حيث كانت في ذلك الزمان، صحراء قفرة لا يسكنها أحد على الإطلاق، إلا أنه كان يوجد بيت مهجور من اللَّبن وسقفه من سعف النخيل ويقع على منحدر هضبة شرقية واسعة، وفي خارجه من الجهة الشمالية يوجد بئر ماء.

والتجأت العائلة المقدسة إلى هذا البيت بتدبير إلهي استراحت فيه بعد عناء ومشقة الترحال، ولهذا المكان قدسية خاصة فى نفوس المصريين مسيحيين ومسلمين.

والجدير بالذكر أن صوم العذراء مريم يأتي بمناسبة ذكرى صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، حسب المعتقد المسيحي، ويُعتبر الصوم من الدرجة الثانية بين أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويسمح به أكل الأسماك، بالإضافة إلى الأكلات النباتية ويمنع أكل اللحوم والألبان وكل المنتجات الحيوانية كباقي الأصوام. الوحيد الذي فرضه الشعب القبطي على الكنيسة وقد صامه الرُسل أنفسهم لما رجع توما الرسول، تلميذ المسيح من التبشير فى الهند، فقد سأل التلاميذ عن العذراء، فقالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: «أريد أن أرى أين دفنتموها!»، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيدا للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى، ومن المعروف أنه هو الصوم الوحيد الذي فرضه الأقباط الأرثوذكس على الكنيسة القبطية.