رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

طلاب إعلام جنوب الوادى استبدلوا «الفان داى» بالتبرع لمتضررى زلزال سوريا

الطلاب
الطلاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بالرغم من أن حفلات التخرج يعاملها البعض على أنها "ليلة العمر" مثلها في ذلك مثل حفلات الزفاف، ويسعون لاستغلالها بشكل مبهج من خلال تنفيذ فقرات متنوعة من أغاني ورقصات، واختيار أرقى الأماكن وأجملها، للاحتفال بتلك المناسبة المهمة في حياة الطلاب احتفاء بانتهاء سنوات دراستهم الجامعية.
لكن مع الدفعة الرابعة بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال جنوب الوادي ٢٠٢٣، لم يكن الأمر كذلك هذا العام، حيث قرر طلاب الدفعة التحليق خارج السرب والتفكير خارج الصندوق، وخارج حدود الوطن، من خلال تحويل فكرة الفان دي من يوم في العمر وحلم ينتظره طلاب الجامعات بعد رحلة تعليم تستمر سنوات، إلى صدقة جارية تستمر معهم طوال العمر من منطلق أن الأثر الطيب لا يزول.
وبعد تفكير كبير وبحث عن بدائل للحفل، قرر الطلاب وعددهم ١٠٠ طالب وطالبة تجميع مبلغ إقامة حفل الفان دي في نهاية العام، والتبرع به إلى المتضررين من زلزال سوريا الذي ضرب عددا من المدن السورية والتركية في شهر فبراير الماضي.
وقالت زينب صاحبة الفكرة: "عندما فكرنا في حفلة التخرج الخاص بنا وجدنا أننا نريد تقديم نموذج مختلف للمجتمع، وقررنا أن يكون هناك شىء خاص بنا كفرقة نهائية في كلية الإعلام، وبدأنا بالبحث عن فكرة غير تقليدية لإنهاء مسيرتنا التعليمية، تترك أثرا إيجابيا في نفوسنا وبين أفراد المجتمع، فضلاً عن تقديم عمل مفيد لفئة تستحق الدعم والمساندة، وكانت الفكرة أن يتم إلغاء الفان داي وتوجيه قيمة المبالغ المخصصة لحفل التخرج لمتضرري الزلزال".
وأضافت زينب: “لي أصدقاء في سوريا وأعرف معاناتهم وأعلم أنهم أشخاص متعففين وحياتهم مدمرة من قبل الزلزال، وجاء الزلزال دمرها أكثر، وقررنا أن يكون المبلغ بشكل كامل يذهب إلى هؤلاء ونعمل على توصيل تلك التبرعات عن طريق أشخاص ثقة بالتعاون مع فريق واهبات، وبالفعل جمعنا مبلغا أكبر من المبلغ الذي قمنا بتحديده للفان داي وقمنا بالتبرع به كاملاً للمتضررين وتخطى الـ١٠ آلاف جنيه، وكانت سعادتنا أكبر من أي فرحة متوقعة بحفلة التخرج، مما دفعنا بعد ذلك إلى الاستمرار في عمل الخير بعد أن تأكدنا من وصول تبرعاتنا لمستحقيها في سوريا، حيث قمنا بجمع مبلغ آخر لشنط سلع غذائية لتوزيعها على المستحقين”.
"حبينا نختم مسيرتنا بعمل الخير".. هكذا وصفت أماني الزهيري، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي، فكرة زملائها مضيفة "فكرة عمل شيء مختلف ليوم التخرج راودت عقولنا كثيرا، ودعم متضرري الزلزال كانت من أجمل الأفكار التي تم طرحها، جعلتنا نشعر بأننا نقدم عملاً عظيماً، ما كنا نشعر بقدره لو اختتمنا حياتنا الجامعية بالشكل التقليدي المتمثل في حفلات التخرج باهظة التكاليف، وكانت بالنسبة لنا كطلاب أجمل ما يمكن أن نختم به مسيرتنا التعليمية خاصة أن الأثر الطيب لا يزول".
وتابعت: "بالفعل بدأنا نساعد بعض في تجهيز مبلغ مناسب وتوجيهه لمستحقيه، فالعمل الجماعي وحب الفكرة من قبل الطلاب والطالبات المتطوعين والمساهمين بمصاريف تخرجهم حمستنا جميعاً، خاصة أن الفكرة قائمة على التكافل الاجتماعي بين الأفراد ومؤازرة بعضنا البعض في المصائب، وهي أمور حثنا عليها ديننا الحنيف حتى تستقيم الحياة، وها نحن كلنا سعادة بأننا ختمنا فترتنا الجامعية بعمل مفيد، ونتمنى من جميع الطلاب، بالسير في هذا الاتجاه لتخفيف آلام ومتاعب تلك الفئات التي تحتاج للدعمين النفسي والمادي وما أكثرها.
ولم تكن مبادرة طلاب كلية الإعلام هي الوحيدة في هذا النطاق، فكان طلاب كلية التربية بقنا جامعة جنوب الوادي "قسم تعليم أساسي"، قد تخلوا عن حفل التخرج، واستبدلوه بالتبرع بالمبلغ المخصص للحفل لصالح مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، كصدقة جارية، للمساعدة في مواجهة مرض السرطان، مما أثار إعجاب رواد موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، الذين دعوا الخريجين من مختلف الكليات، بالتبرع بقيمة حفلات التخرج لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
وقام نحو ٣٠ طالبا وطالبة بزيارة المستشفى وتفقد أقسامه المختلفة، والاحتفال مع المرضى، لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى الذين يتلقون العلاج بصورة يومية داخل المستشفى، وذلك لإدخال البهجة والسعادة على نفوسهم، والمساعدة في مواجهة مرض السرطان.
وقال عبدالشافي عبدالرحيم، رئيس اتحاد طلاب كلية التربية، إن الطلاب تعودوا كل عام على إقامة حفلات التخرج، فقرروا تغيير ما اعتادوا عليه بأن يكون ختام الحياة الجامعية هذا العام هو تنفيذ عمل مفيد ونافع، يترك لنا سيرة طيبة، وفكرنا في التبرع بالمبلغ المخصص لحفل التخرج لصالح أحد المستشفيات، لتوفير ما يحتاجه من أدوات أو أسرة عناية مركزة أو حضانات للأطفال وغيرها، وهو الأمر الذي لاقى إعجاب واستحسان الطلاب ووافقوا عليه، كما حصلت الفكرة على دعم وترحيب من إدارة الكلية، التي ساندت الفكرة، كنوع من المشاركة المجتمعية، والتخفيف من آلام الأطفال، وهو ما تحقق بشكل واقعي من خلال الفرحة والبهجة التي ارتسمت على وجوه الأطفال أثناء تواجدهم مع الطلاب.
فيما أوضح عبده نوبي أحد الطلاب المشاركين، أن المبادرة بدأت بفكرة من عضو هيئة تدريس بالكلية، باستثمار مبلغ حفلة التخرج في ترك أثر إيجابي، وبدأنا تجميع مبالغ مالية من بعض، على مدار ١٥ يوماً، وبعدها توجهنا للمستشفى وقدمنا الألعاب والهدايا للأطفال، لإدخال الفرحة عليهم، ثم قمنا بدفع مبلغ حفل التخرج للمستشفى، في رسالة للأجيال القادمة أن المشاركة في التخفيف من أوجاع الآخرين هي أكبر فرحة تشعر بها، ونتمنى أن نكون بهذه الفكرة قدوة للأجيال التي بعدنا، خاصة أنه عقب عودتنا من المستشفى أبدى الكثير من الطلاب والطالبات رغبتهم في المشاركة وتنفيذ مبادرات مشابهة خلال الفترة القادمة.