الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

مأزق جنوب أفريقيا بين الطرد من قانون "أجوا" واستقبال بوتين في قمة بريكس

بوتين ورامافوزا
بوتين ورامافوزا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه جنوب أفريقيا، ضغوط داخلية وخارجية بشأن قمة "بريكس" التي ستعقد في جوهانسبرج خلال شهر أغسطس المقبل، والتي يترقبها العالم في ظل الأنباء التي تتحدث عن حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنفسه، القمة وهو أمر يضع جنوب أفريقيا في وضع حرج بسبب الحكم الصادر بحق بوتين من المحكمة الجنائية الدولية ما يجبر الدولة الأفريقية على اعتقال سيد الكرملين.

وأعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الأحد الماضي بأن القمة الخامسة عشرة لدول مجموعة "بريكس" المقررة في جوهانسبرج ما بين 22 و24 أغسطس، والتي دعي إليها الرئيس الروسي، ستنظم "حضوريا" وذلك رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين في مارس، بتهمة ارتكابه جريمة حرب في أوكرانيا.

وصدرت مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، بحق بوتين في شهر مارس الماضي، بتهمة ارتكاب جريمة حرب عبر "ترحيل" أطفال أوكرانيين منذ غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي تنفيه موسكو.

وفيما يتعلق بالضغوط الداخلية فقد دعا بعض رجال الأعمال في جنوب إفريقيا، الحكومة إلى بذل جهود دبلوماسية قوية لضمان عدم تجريد البلاد من وصولها المعفى من الرسوم إلى السوق الأمريكية، "أجوا".

ويوفر قانون النمو والفرص في إفريقيا "أجوا"، لدول إفريقيا جنوب الصحراء إمكانية الوصول بدون رسوم جمركية إلى الولايات المتحدة بشرط أن تفي بمتطلبات معينة، بما في ذلك إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار في الولايات المتحدة وإحراز تقدم نحو التعددية السياسية.

وطردت إثيوبيا من قانون "أجوا" في شهر ديسمبر من عام 2021 بسبب حرب تيجراي التي استمرت عامين وتمخض عن ذلك خسائر كبيرة للاقتصاد الإثيوبي.

وشككت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا في وضع جنوب إفريقيا بموجب قانون الفرص والنمو الأفريقي، مستشهدين بعلاقات بريتوريا مع موسكو، حيث دعت جنوب إفريقيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قمة أغسطس رغم غزوه لأوكرانيا وكونه مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية.

وقالت "إذاعة صوت أمريكا" في تقرير لها إن العلاقات بين بريتوريا وواشنطن تدهورت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة لدرجة أن مجموعات الأعمال في جنوب إفريقيا تتدافع الآن لمحاولة التأكد من عدم خروج البلاد من برنامج إعفاء جمركي أمريكي مهم.

وكشفت الحرب الأوكرانية عن انقسام بين الجانبين بعد أن رفضت جنوب إفريقيا إدانة الغزو الروسي، حتى أنها ذهبت إلى حد استضافة السفن الحربية الروسية لإجراء مناورات عسكرية مشتركة في وقت سابق من العام الجاري، وفي مايو الماضي زعم السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا أن بريتوريا زودت موسكو سرا بالأسلحة - وهو ما تنفيه بريتوريا.

وأوضح التقرير المنشور منتصف الأسبوع الجاري، أنه لم يتأكد حضور أو غياب الرئيس بوتين قمة مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة في جوهانسبرج أغسطس المقبل، وستضع زيارته جنوب إفريقيا في مأزق بصفتها موقعة على المحكمة الجنائية الدولية، فهي ملزمة بالقبض عليه إذا وطأت قدمه البلاد.

وبدأ الكونجرس الأمريكي في مراجعة تجديد قانون النمو والفرص في إفريقيا، المعروف باسم AGOA، مع قرار متوقع بحلول نهاية العام، وكتب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا رسالة تقول إن جنوب إفريقيا يجب ألا تستضيف منتدى قانون "أجوا" المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام، كما أثاروا احتمال أن تفقد البلاد إمكانية الوصول إلى مزاياها التجارية بالكامل.

وقالت بليسو مافوسو، الرئيس التنفيذي لشركة Business Leadership South Africa، وهي جمعية مستقلة لبعض أكبر الشركات في جنوب إفريقيا، إنها كانت تعد تقريرا يحث الولايات المتحدة على تجديد مشاركة جنوب إفريقيا قانون أجوا، وأضافت "ستكون هناك عواقب مالية وخيمة إذا خسرنا هذا"، وسيؤدي فقدان هذه العلاقة التجارية إلى خسارة مليارات الراند من النشاط الاقتصادي فضلا عن عشرات الآلاف من الوظائف التي تعتمد على تلك الصادرات، وسيكون الأمر مدمرا بالنسبة للوظائف، لا سيما في بلد نعيش فيه حاليا نسبة بطالة بين الشباب بنسبة 70%".

وأوضحت مافوسو إن جنوب إفريقيا هي أكبر دولة مستفيدة بموجب قانون أجوا، حيث تذهب 25 ٪ من صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة وما يقرب من مليار دولار من الصادرات إلى الولايات المتحدة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام وحده.

وقال وانديل شيلوبو، كبير الاقتصاديين في غرفة الأعمال الزراعية في جنوب إفريقيا، إن الخروج من قانون أجوا سيكون له آثار بعيدة المدى، ليس فقط على جانب التعريفة ولكن من حيث معنويات المستثمرين، مضيفا: "يستفيد قانون أجوا، هناك بعض الصناعات التي تتمتع بها حقا، وفي غيابهم يمكن أن تكون هناك عواقب اقتصادية، لا سيما في صناعة السيارات وبالطبع القطاع الزراعي، وخاصة النبيذ وكذلك قطاع الفاكهة."

وأعرب ديون جورج، وزير مالية الظل بحزب التحالف الديمقراطي المعارض في جنوب إفريقيا، عن دعمه القوي لأوكرانيا، وقلق أيضا من أن تفقد البلاد إمكانية الوصول إلى قانون أجوا، مشيرا إلى أنه إذا كان الرأي هو أن جنوب إفريقيا لا تتصرف في الواقع لمصلحة الولايات المتحدة وربما تشكل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة، فعندئذ نعم، بالطبع سيصبح هذا مشكلة وقد يكون جيدا جدا قال جورج: "عامل أساسي في إخراج جنوب إفريقيا من قانون أجوا العام المقبل".