الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

من هو الكاردينال الجديد لويس باسكوال المعرّف الذي اعتذر ليسوع لأنه غفر كثيرًا!

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن قائمة الكرادلة الجدد الذين سيحصلون على القبعة الحمراء يوم 30 المقبل. 

وانتهت القائمة باسم راهب كبوشي مسن، يعيش، منذ تقاعده عام 2007، في كرسي اعتراف عازل للصوت، وذلك في مزار العذراء سيدة بومبي، بالعاصمة الأرجنتينيّة بوينس آيرس.

إنّه الأب لويس باسكوال دري، الراهب الكبوشي. وهو من مواليد مدينة فيديراسيون، شمال مقاطعة إنتري ريوس، شرق الأرجنتين، في 1927، ضمن عائلة كرّس جميع الأبناء أنفسهم للرّب في الحياة الرهبانيّة، باستثناء ابن واحد.

وقد تحدّث عنه البابا فرنسيس عدة مرات.

كانت المرة الأولى في 2014، عندما التقى بكهنة الرعايا في روما. وعاد ليكرّر ذكر الشخص نفسه بعد بضعة أشهر، في 11 مايو  2014 أثناء عظته في قداس الرسامة الكهنوتية. واستشهد به في كتاب "اسم الله هو الرحمة"، وأيضًا في فبراير  2016 خلال عظته في كنيسة القديس بطرس مع الرهبان الكبوشيين، وفي االلقاء الأخير مع كهنة روما في بازليليك القديس يوحنا اللاتران، وخلال يوبيل المعرّفين.

عندما نتحدّث عن الاعتراف واستقبال التائبين في كرسي الاعتراف، فإن أفكار البابا فرنسيس تذهب إليه دائمًا.

البابا فرنسيس: أتذكر معرّفًا عظيمًا

"أتذكر معترفًا عظيمًا، وهو أب كبوشي، مارس خدمته في بوينس آيرس. بمجرد أن جاء لمقابلتي، أراد التحدّث. قال لي: ’آتي لأطلب منك المساعدة. لديّ دائمًا الكثير من الناس أمام كرسي الاعتراف، أشخاص من كل الأطياف، متواضعون وأقل تواضعًا، ولكن أيضًا العديد من الكهنة... أنا أسامح كثيرًا، وأحيانًا ينتابني شعورًا بالضيق، والتردّد في الغفران أكثر من اللازم".

"لقد تحدثنا حينها عن الرحمة، وسألته عمّا يفعله عندما يشعر بهذا الضيق. أجابني بهذه الطريقة: ’أذهب إلى الكابيلة الصغيرة، أمام القربان الأقدس، وأقول ’يا رب، اغفر لي لأني قد منحت الغفران بشكل كثير. لكنك أنت من قدّم لي هذا المثال السيء!‘. لن أنسى هذا أبدًا. عندما يعيش الكاهن الرحمة في نفسه، عندها يمكنه أن يمنحها للآخرين".

قبل سبع سنوات ذهبنا للبحث عنه في مزار عذراء بومبي في بوينس آيرس. كان هناك عدد قليل جدًا من الناس، في عصر حار. كان هناك كرسي اعتراف واحد مفتوحًا، ينتظر في داخله راهب يرتدي الثوب الكبوشي، بين ألواح عازلة للصوت تشبه تلك الموجودة في استوديو راديو قديم. لقد كان هو.

لماذا يذكره البابا؟

قال الأب لويس لموقع فاتيكان الرسمي الناطق بالعربي  آنذاك: "عندما كان البابا فرنسيس كاردينالاً هنا في بيونس آيرس، كنت أشاركه ما يجول داخلي كثيرًا. كنت أذهب وأتحدث معه، ومرّة ذهبت لأقول له ما جال في نفسي. قال لي: ’اغفر، اغفر، عليك أن تغفر!‘. وقلت: ’نعم، أنا أغفر، ولكن بعد ذلك بقيّ لديّ بعض الهواجس، ولهذا السبب أذهب إلى يسوع، وأخبره بأنّه هو الذي علّمني، هو الذي أعطاني هذا المثال السيء، لأنّه غفر كل شيء، لم يرفض أحدًا أبدًا. يمكنك أن ترى أن هذه الكلمات قد صدمت البابا فرنسيس، ولكنها بقيت معه. إنّه يعلم أنني أعرّف كثيرًا، لساعات عديدة، في الصباح والمساء. وأكثر من مرة، نصح بعض الكهنة، أمام بعض المشاكل، أن يأتوا ويتحدثوا معي. لقد أصغيت لهم، ونحن الآن أصدقاء رائعون، وبعضهم يأتي كثيرًا، ونتحدّث بشكل جيد روحيًّا ورعويًّا".

واليوم يقول الأب لويس بعد تعيينه كاردينالاً: "يجب عليّ أن أشكر البابا كثيرًا على هذه الثقة التي منحها لي، لأنني لا أستحقها. أنا لست شخصًا، أو كاهنًا، أو راهبًا، منكب على الدراسات، ولم أحصل على درجة الدكتوراه، وليس لديّ أي شيء. لكن الحياة علمتني الكثير، وقد ميزتني الحياة. ومنذ أن ولدت فقيرًا جدًا، أشعر أنه يجب أن يكون لدي دائمًا كلمة رحمة، ومساعدة، وقرب، لأي شخص يأتي إلى هنا. لا ينبغي لأحد أن يغادر معتقدًا أنه لم يتم فهمه أو احتقاره أو رفضه".

في كرسي الاعتراف حتى تنطفئ الشموع

لم يكن للراهب، الذي يقضي كل صباح وكل مساء في كرسي الاعتراف "حتى تنطفىء الشموع"، لديه نصيحة خاصة لزملائه المعرّفين: "فقط ما يقوله البابا. لا يمكنني قول أي شيء آخر، بل لأنني أشعر بذلك، ولأنني أعيشها. الرحمة، والتفهم، ووضع حياة المرء كلها في الإصغاء، والفهم، والقدرة على وضع نفسه في جلد الشخص الآخر، وفهم ما يحدث. علينا ألا نكون، بدءًا بنفسي، كموظفين أو مسؤولين نقول للشخص افعل هذا الشيء. إنني أمنحه الغفران فقط.

ويضيف: "أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا بعض التقارب، ولطف خاص، لأنّه في بعض الأحيان يكون هناك أشخاص لا يعرفون جيدًا ما هو الاعتراف. لا تخف، لا تقلق. الشيء الوحيد الذي يتطلبه الاعتراف هو الرغبة في أن تكون أفضل، لا شيء آخر. لست مضطرًا للتفكير مع من، أو كم مرة، أو هذا أو ذاك. كل هذه الأشياء لا تساعد. أشعر بأنها تدفع الشخص بعيدًا. وعليّ أن أجعل الناس أقرب إلى الله، إلى يسوع".

القديسان ليوبولدو مانديتش والأب بيو

وعندما يكون مع المعترفين، دائمًا ما يقدّم لهم الراهب هذه النصيحة: "لا تخافوا. وأعرض لهم دائمًا الصورة التي تمثّل احتضان الأب للابن الضال. لأنهم يسألونني: ’ولكن هل يغفر لي الله؟‘... وأقول: إنّ الله يعانقك، الله يحبك، الله يمشي معك، جاء الله ليغفر، لا يوبخ، جاء ليكون معنا، ترك الجنة ليكون معنا. فكيف نخاف!

والمعرّف، الكاردينال المعيّن الآن، هو شخصيّة تذكرنا بالأب ليوبولدو مانديتش، الراهب الكبوشي، الذي كان له نفس الموقف مع الناس خلال سرّ الاعتراف والمصالحة. يقول الأب لويس: "نعم، نعم، أعرفه جيدًا؛ لقد قرأت حياته وتعلّمت منه الكثير".

ويضيف: "لقد تعلمت أيضًا من الأب بيو: كنت معه في عام 1960. وكل هذا علمني الكثير. كنت مع الأب بيو، وذهبت للاعتراف معه، كنت في نفس الدير عام 1960. علمني القديس ليوبولد والقديس بيو الكثير، الكثير من الأمور الجميلة عن الرحمة والحب والسلام والهدوء والقرب. على الرغم من أن الأب بيو كان قويًا جدًا وحيويًا للغاية، إلا أنّه عندما كان عليه أن يستمع ويغفر، كان يسوع.