الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"يوليو" شهر انهيار الممالك وسقوط الملوك

....
....
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ربما كان من قبيل المصادفة أن يشهد شهر "يوليو" نهاية الحكم الملكي في بعض البلدان وبداية عهد جمهوري جديد، وكان ذلك من خلال حركات وتنظيمات ثورية بدأت تتشكل من قلب الجيش وربما التحم بعضها مع إرادة الشعوب في تلك الفترة، واليكم أهم هذه الحركات الثورية والتي اتسم بعضها بالدموية وبعضها كانت سلمية بيضاء.

فيصل الثاني ملك العراق :

وفي 14 يوليو 1958 كانت العراق على موعد مع الإنقلاب الدموي وسقوط الملك فيصل الثاني بن غازي بن فيصل بن حسين بن علي الهاشمي ، ثالث وآخر ملوك العراق من الأسرة الهاشمية ، والذي تم تنصيبه على عرش العراق تحت وصاية خاله الأمير عبد الإله ، وهو في الرابعة من عمره عام 1939 عقب وفاة والده الملك غازي في حادث سيارة ، حتى بلغ السن القانونية للحكم وتوج ملكا في 2 مايو 1953.

وفي صباح يوم 14 يوليو عام 1958 استيقظ الملك فيصل على أصوات طلقات نارية ، و بعد استفسار الملك عن الموضوع اخبره آمر الحرس الملكي بان اوامر صدرت لهم بتطويق القصر والمرابطة أمامه.

وانطلق صوت عبد السلام عارف عبر الراديو يذيع البيان الأول للحركة ، فأعلن الملك إستسلامه وطلب الخروج الآمن مع من معه ، وبعد تجمع الاسرة في باحة صغيرة في الحديقة تم فتح النار عليهم فتوفي الملك الشاب في سن 23 كما توفي بعض أفراد الأسرة المالكة والأميرات بالإضافة إلى جرح البعض.

وهكذا انهت احداث صباح يوم 14 يوليو 1958 الدموية العهد الملكي في العراق وأعلنت بداية العصر الجمهوري.

وجدير بالذكر أن الملك فيصل قبيل وفاته كان يستعد للزواج من الأميرة المصرية فاضلة ابنة الأمير محمد على إبراهيم “أحد أمراء الأسرة العلوية” والأميرة العثمانية زهرة هنزادة.


محمد ظاهر شاه ملك أفغانستان :

أسست مملكة أفغانستان على أنقاض إمارة أفغانستان عام 1926م ، وانتهت فترة حكم المملكة الأفغانية بتاريخ 17 يوليو 1973م ، وذلك عن طريق الإنقلاب العسكري ..
قام بالإنقلاب العسكري سردار محمد داوود خان والذي كان يشغل منصب رئيس وزراء أفغانستان من عام 1953 وحتى 1963م ، وكان ينتمى بعلاقة قرابة مع ملك أفغانستان محمد ظاهر شاه وإنقلب عليه عام 1973م وأصبح بذلك أول رئيس لجمهورية أفغانستان.
تم إغتيال محمد داوود خان عام 1978م علي يد شيوعيو حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني.
والجدير بالذكر أن هناك علاقة نسب بين العائلة المالكة المصرية والعائلة المالكة الأفغانية وذلك بعد أن تزوج الأمير محمد علي إبن الملك أحمد فؤاد الثاني من الأميرة نوال حفيدة الملك محمد ظاهر شاه.


 فاروق الأول  :

أستيقظ الشعب المصري على صوت البكباشي محمد أنور السادات عبر المذياع يتلو بيان الحركة الأول الذي كتبه المؤرخ العسكري وأحد الضباط الأحرار اللواء جمال حماد وجاء في بدايته :
" من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري إجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم ، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين ".

فبعد حرب 1948م وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء ، ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذيع البيان الأول للثورة وأجبرت الحركة الملك فاروق على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد إلى منفاه بايطاليا في 26 يوليو 1952م.

وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط برئاسة محمد نجيب كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم الغيت الملكية و أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953 فكان هذا إيذانا بنهاية حكم الأسرة العلوية وبداية عهد جديد.

باي تونس :

وانفرط العقد بسقوط المملكة التونسية قي 25 يوليو 1957 حيث تم إلغاء الملكية وعزل الباي محمد الأمين وإعلان الجمهورية التونسية برئاسة الحبيب بورقيبة.
جاء إعلان الجمهورية بعد عام ونصف من إعلان إستقلال تونس وهيمنة الحبيب بورقيبة وحزبه ، الحزب الحر الدستوري الجديد على الحياة السياسية وأركان الدولة ، حيث تمكن الحزب بالتحالف مع النقابات الأساسية في البلاد من الفوز في أبريل 1956 بكل مقاعد المجلس القومي التأسيسي ، وسحبت تدريجيا كل سلطات الأمين باي وفي 15 يوليو وقع استبدال حرسه بوحدة من الجيش التونسي المكون حديثا ، وفي 22 يوليو اجتمع الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد ليتقرر نهائيا تغيير نظام الحكم.

وكلف في اليوم نفسه من إعلان الجمهورية وفد من عدة شخصيات لإعلام الباي محمد الأمين مقتضيات قرار المجلس التأسيسي ولدعوته للإمتثال به، اقتيد الباي مع زوجته ليوضع بصحبة عائلته قيد الإقامة الجبرية في قصر الهاشمي بمنوبة.

وفي أكتوبر 1958 نقل الباي و زوجته إلى منزل ضاحية سكرة ولم يخلى سبيله إلا عام 1960 لينتقل للعيش بحرية في شقة بحي لافيات بصحبة نجله صلاح الدين إلى تاريخ وفاته في 30 سبتمبر 1962..