رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اليوم العالمي للبيئة.. "تغير المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث" أبرز سمات كوكبنا.. وكوت ديفوار تستضيف الإحتفال ببحث التلوث البلاستيكي كأحد أخطر أشكال الإضرار بالبيئة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تغير المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث أبرز سمات عصرنا الحديث، فما نراه اليوم من تقلبات مناخية هو حصيلة ما تم على مدار قرون في كوكب الأرض.

ويُعد يوم البيئة العالمي -الذي يُشرف عليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ويُحتفل به سنويًا في 5 يوني منذ عام 1973- أكبر منصة عالمية للتوعية البيئية العامة، حيث يحتفل به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. 

احتُفل باليوم العالمي للبيئة للمرة الأولى عام 1974  تحت شعار "أرض واحدة فقط"، لتتوالى بعد ذلك القضايا المثارة حول البيئة والمياه والتلوث الي أن وصلت الي الإحتباس الحراري.

 

التلوث البلاستيكي أخطر أضرار البيئة

وفي  هذا العام 2023 استضافت دولة كوت ديفوار فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة، مبدية ترحيبا باستضافة احتفالية العام الحالي مع تخصيصها لبحث التلوث البلاستيكي كأحد أخطر أشكال الإضرار بالبيئة.

وقال جان لوك أسي وزير البيئة والتنمية المستدامة الإيفوراي إن آفة التلوث البلاستيكي هي تهديد مرئي يؤثر على كل مجتمع في جميع أنحاء العالم.

وتابع: "بصفتنا البلد المضيف لليوم العالمي للبيئة لعام 2023، نرحب بجميع القطاعات بدءًا من الحكومات والشركات وصولًا إلى المجتمع المدني، للعمل معًا لإيجاد الحلول ودعمها‘".

وتعهدت السويد، وكانت البلد المضيف، في الحدث الرسمي لعام 2022، بالتوقف عن إصدار تراخيص جديدة لاستخراج الفحم والنفط والغاز الطبيعي. 

كما كان التركيز في اليوم العالمي للبيئة لعام 2021 على استعادة النظام البيئي الذي تم الاحتفال به تحت شعار ’’ إعادة الإنشاء.. إعادة التصور.. الاستعادة‘‘.

 

ارتفاع انتاج المواد البلاستيكية 

بحسب برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة فقد ارتفع إنتاج المواد البلاستيكية من مليوني طن في عام 1950 إلى 348 مليون طن في عام 2017، ليصبح صناعة عالمية تقدر قيمتها بنحو 522.6 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تتضاعف طاقتها بحلول عام 2040. 

وتعد تأثيرات إنتاج المواد البلاستيكية والتلوث على أزمة الكواكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث كارثة في طور التكوين.

يمكن أن يضر التعرض للمواد البلاستيكية بصحة الإنسان، مما قد يؤثر على الخصوبة والنشاط الهرموني والأيضي والعصبي، كما يساهم حرق المواد البلاستيكية في الهواء الطلق في تلوث الهواء.

بحلول عام 2050، ستكون انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بإنتاج المواد البلاستيكية واستخدامها والتخلص منها مسؤولة عن 15 في المائة من الانبعاثات المسموح بها، وذلك في إطار هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية (34.7 درجة فهرنهايت).

 تأثر 800 نوع بحري وساحلي

يتأثر أكثر من 800 نوع بحري وساحلي بهذا التلوث من خلال ابتلاعها للمواد البلاستيكية والتشابك بها ومخاطر أخرى.

يتدفق حوالي 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا إلى المحيطات. قد يتضاعف هذا ثلاث مرات بحلول عام 2040.

يمكن أن يؤدي التحول إلى اقتصاد دائري إلى تقليل حجم المواد البلاستيكية التي تدخل المحيطات بأكثر من 80 في المائة بحلول عام 2040 ؛ وتقليل إنتاج لمواد البلاستيكية البكر بنسبة 55 في المائة؛ وتوفير 70 مليار دولار أمريكي للحكومات بحلول عام 2040؛ تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25 في المائة؛ وخلق 700000 فرصة عمل إضافية - بشكل رئيسي في جنوب الكرة الأرضية.

 ما المقصود بالاقتصاد  الدائري؟

يحل الاقتصاد الدائري محلّ الاقتصاد التقليدي القائم على سياسة الأخذ والاستخدام ومن ثمّ التخلّص، وأصبحت نماذج الإنتاج القديمة غير مستدامة، فمنظمات اليوم تحتاج إلى اعتماد نهج متجدّد.

المبادئ الثلاثة الأساسية للاقتصاد الدائري هي: تصميم طرق التخلص من النفايات والتلوث؛ الحفاظ على المنتجات والمواد بشكل قابل للاستخدام أطول فترة ممكنة؛ تجديد النظم الطبيعية، وتتطلب الأعمال المستدامة إغلاق دائرة استخدامنا للمواد الخام والطاقة.

في الحالات المثالية للاقتصاد الدائري، لا يوجد شيء اسمه النفايات، فالهدف النهائي هو أن يكون النمو الاقتصادي بعيدًا كلّ البعد عن التأثير في البيئة، ويشجع على استخدام الطاقة المتجددة وبحث سبل تسريعها من خلال الابتكار الرقمي.

كيف يستطيع العالم إنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية

أشار تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أنه يمكن تقليل التلوث بالمواد البلاستيكية بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2040 إذا أجرت البلدان والشركات التجارية تحولات عميقة فيما يتعلق بالسياسات والأسواق باستخدام التقنيات الحالية. 

وصدر التقرير قبل الجولة الثانية من المفاوضات التي تجرى في باريس بشأن التوصل إلى اتفاق عالمي من أجل الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية، ويحدد التقرير أيضًا حجم وطبيعة التغييرات اللازمة لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية وتحقيق عملية اقتصاد دائرية.

يركز تقرير "وقف مصادر التلوث: كيف يستطيع العالم إنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية وتحقيق عملية اقتصاد دائرية"، على إيجاد حلول للتلوث بالمواد البلاستيكية، ويقدم ممارسات ملموسة ويوضح التحولات التي تحدث في الأسواق، والسياسات.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "إن الطريقة التي ننتج بها المواد البلاستيكية ونستخدمها ونتخلص منها تلوث النظم البيئية وتُسبب مخاطر على صحة الإنسان وتزعزع استقرار المناخ". 

ويرسم هذا التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة خارطة طريق لتقليل هذه المخاطر بشكل كبير من خلال اعتماد نهج دائري يبقي المواد البلاستيكية بعيدًا عن النظم البيئية، وخارج أجسامنا ويُبقيها في اقتصاداتنا.

وإذا اتبعنا ما جاء في خارطة الطريق هذه، بما في ذلك المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى صفقة بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، فيمكننا تحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة".