الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لماذا يصوَّر تمثال سيدة فاطيما مع ثلاث حمامات؟.. تعرف على السبب

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في عام 1946 ، احتفلت البرتغال بالذكرى المئوية الثالثة لتكرّسها باعتبار الحبل بلا دنس شفيعة البلاد.

وفي الثامن من ديسمبر، تم التحضير لإحتفال مهيب بمناسبة عيد الحبل بلا دنس. تقرّر نقل التمثال في موكب من فاطيما في Cova de Iria حيث ظهرت للأطفال الثلاثة وانتهت في كنيسة سيدة فاطيما في لشبونة، على بعد 70 ميلاً.
تم تطواف التمثال، الموضوع على منصة حيث سيحمله على الأكتاف، كهنة وعلمانيون، متجوّلًا عبر البلاد سيرًا على الأقدام، وصولًا إلى كاتدرائية لشبونة
ما حدث في طريق التمثال في مدينة بومبارال، التي تقع على بعد حوالي 40 ميلًا شمالي لشبونة، كان حدثًا استثنائيًا ومذهلًا، أصبح يُعرف باسم “معجزة الحمائم”.

حينما مر موكب تمثال سيدة فاطيما في شوارع بومبارال في الأول من ديسمبر، أُطلق سراح ست حمائم تكريمًا للسيدة العذراء. عندئذٍ، حدث شيء رائع. ثلاثة من الحمائم، بدلاً من الطيران لأعلى، طارت إلى التمثال ونزلت عند أقدام السيدة العذراء. بقيت هناك، على الرغم من بعض المحاولات لطردها بواسطة التصفيق وتلويح الأذرع.

خلال الأيام التي تلت ذلك، مع انتقال التمثال من مدينة إلى أخرى في طريقه إلى لشبونة، بقيت الحمامات الثلاث عند قاعدة التمثال كحُرّاس بيض مخلصين للسيدة العذراء. كتب أحد الشهود: “ضجيج وصراخ الحشود، غناء التراتيل، انفجار الألعاب النارية الاحتفالية، الأضواء في الليل، حرارة الشمس، الأمطار الغزيرة في بعض الأيام، حركة التمثال مع منصّته المغطاة بالزهور عند دخوله مختلف الكنائس، سهرات الصلاة والاحتفالات الليلية التي جرت – كل ذلك لم يجعل الحمامات الثلاث تتخلى عن مرافقتها المؤثرة للسيدة العذراء”.

بقيت الحمامات الثلاث، على الرغم من كل الهاء. في بعض الأحيان طارت في الهواء وطوّقت التمثال، كما لو أنها تريد أن تُثبت للغير مؤمنين من الحشود أنها ليست مقيّدة الى قاعدة التمثال. طوال الرحلة بقيت حمامات بومبارال الثلاث عند أقدام السيدة العذراء، رافضة أي طعام أو شراب. حتى الصحافة العلمانية أحاطت علمًا بالحكاية غير العادية ونشرتها في الصحف اليومية.

وصل التمثال إلى لشبونة في 5 ديسمبر، حمل المنصة كرمليّون من الرهبنة الثالثة. كانت الشوارع مكتظة بآلاف كثيرة من المصلّين والمؤمنين وكذلك المتفرجين الفضوليين الذين رغبوا في رؤية ما كان يطلق عليه “معجزة الحمام”. لم يخيب أملهم. فلم تتخلى حمامات بومبارال الثلاث عن منصب الشرف عند أقدام التمثال حتى دخلت كنيسة سيدة فاطيما المضاءة للاحتفالات النهائية بالذكرى المئوية الثالثة لتكريس البرتغال. وطوال قداديس النهار، وسهرات الصلاة الليلية في 5 و 6 ديسمبر، بقيت الحمامات الثلاث جاثمة عند قدمي التمثال.

في مساء يوم 7 ديسمبر، تم نقل التمثال في موكب مهيب على ضوء الشموع إلى الكاتدرائية. انفجرت الألعاب النارية، وعزفت الفرق الموسيقية، ونُثرت الزهور للسيدة العذراء. وسط كل هذا الضجيج بقيت الحمائم، التي كانت ترفرف بجناحيها من حين لآخر للحفاظ على توازنها، وحافظت بأمانة على مكانها عند قدمي التمثال.

عندما وصل التمثال أخيرًا إلى الكاتدرائية الساعة 1 صباحًا في 8 ديسمبر، عيد الحبل بلا دنس، حلّقت إحدى الحمائم إلى قمة البرج وبقيت هناك لمدة ساعة تقريبًا، ثم عادت الى موقعها عند قدمي السيدة العذراء.

وخلال ذلك القداس، شاهدت الحشود حادثة أخرى مذهلة في تاريخ الحمائم الثلاث. عند قرع الأجراس لأجل تكريس الذبيحة الإلهية، مباشرة قبل أن يرفع الكاردينال القربان ليتحوّل الى جسد الرب، حصلت رفرفة مفاجئة للأجنحة.
طارت اثنتان من الحمائم فجأة إنطلقت أحداهما مباشرة إلى جانب المذبح الأيمن، والحمامة الثانية الى الجانب الأيسر! هناك، إلى جانب الإنجيل. عندما استعد الكاردينال لرفع القربان المكرّس، لزمت مكانها وطوت كل حمامة جناح واحد – على كل جانب – كما لو كانتا في سجود وعبادة!
“مع تقدُّم القدّاس، بقيت الحمامتان هناك لدهشة الكهنة المحتفلين والخدّام والجماعة المنذهلة. لكن لم ينتهي الأمر هنا.

“الحمامة الثالثة لم تغادر التمثال. فجأة، عند المناولة، طارت الحمامة الثالثة محلّقة فوق تاج التمثال الذهبي. وعندما رفع الكاردينال القربان الأقدس قائلًا: “Ecce Agnus Dei” “هوذا حمل الله”، نشرت الحمامة أجنحتها البيضاء وتركتها مفتوحة.

وفي رحلة العودة إلى فاطيما، كانت الحمامات تطير بعيداً، لتحل مكانها ثلاثة آخريات تولّوا مهمّتهم. وبقوا مع السيدة العذراء حتى عادت إلى فاطيما ليلة عيد الميلاد.

بعد رحلة الحج الرائعة تلك عام 1946، تم نحت العديد من تماثيل السيدة العذراء تزيّنها ثلاث حمائم عند قدميها، تذكارًا لمعجزة حمائم بومبارال