الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

باسم يوسف.. طير انت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باسم يوسف.. فنيتو.. بح.. خلاص!، وللأسف هو من كتب بنفسه كلمة النهاية على دراما بداية سقوطه الذي ظهر جليًا في حلقته الأخيرة.. ارتباك، عصبية، عدوانية، وتصفية حسابات شخصية مع عبدالرحيم علي ومع غيره من الإعلاميين الذين دخل معهم في حرب لا شأن ولا دخل للمشاهدين بها!. ونسي باسم يوسف في غمرة النشوة وإحساسه الطاووسي بالقوة والنفوذ أنه في النهاية مجرد مقدم برنامج يقدم المتعة البريئة الصافية للناس، نسي أن الأصل في الإعلام هو تقديم خدمة.. "إضافة ما" لحياة ملايين البشر الذين يموّلون من جيوبهم إعلاناته ويدفعون له في النهاية مرتبه!. وعندما كان "باسم" أيام حكم الإخوان يسخر من أداء رموزهم كان يعكس إحساسًا شبه جماعي بأن البلد "رايحة على أيديهم في داهية"، كان يجسد خوفًا حقيقيًا على أمة في خطر، ولكن عندما يفقد مذيع بحجم وتأثير باسم يوسف البوصلة ويضرب ـ بقصد ـ أعز ما تملكه بلده - في هذه اللحظة - وينشر بين الناس الإحساس بالعدمية واللاجدوى والدونية والإحباط، فإنه يتحول شخصيًا إلى عدو للأغلبية الساحقة الباحثة عن الأمل وعن شعاع ضوء وسط العتمة.. ولم يفهم باسم يوسف أن ملايين الفقراء البسطاء في مصر لا يضحكون هذه الأيام.. وليست لديهم أسباب للاستمتاع بنشر الغسيل القذر والتعريض والتشهير بالآخرين.
البسطاء والغلابة في مصر يا أخ باسم، مشغولون بالبحث عن لقمة العيش وعن فرصة عمل لابن عاطل تخرج من الجامعة منذ سنوات ولا يجد وظيفة.. ملايين العمال الذين ينتظرون فتح آلاف المصانع المغلقة، وملايين الشباب العاملين في السياحة المتوقفة لا يملكون رفاهية تضييع الوقت في متابعة معركة باسم السخيفة والسمجة مع مصطفى بكرى!، ثم إن الناس التي انفضت حول البرنامج اكتشفت في الحقيقة أن باسم يوسف يضحك عليهم عندما يدعي بأن برنامجه هزلي وساخر وأنه يقدم مسخرة لا علاقة لها بالواقع، وكل هذا على العكس تمامًا مما يتناوله البرنامج أسبوعيًا من موضوعات وشخصيات يختارها بالتحديد للنيل منها بشكل فج وبعدوانية واضحة، وبالتأكيد فإن من حق باسم الانتقاد والسخرية والرفض لما يجري إعلاميًا وسياسيًا، ولكن ليس من حقه أن يستغل الناس ويحوّلهم إلى "طبالين" في زفة معاركه الشخصية مع أسماء بعينها، وليس من حقه أن يفرض على الناس في البيوت لغته البذيئة ونكاته الجنسية التي يستخدمها طول الوقت في هذه المعارك، وأنا هنا لا تعنيني أخلاق باسم ولا تربيته ولا نوع مدرسة جون ستيوارت التي ينتمي إليها، كما لا أنصب نفسي حاميًا للأخلاق الحميدة، ولكني أدافع عن حق الناس في الاختيار وفي ألا يفرض عليهم مذيع أو قناة تليفزيونية يموّلها دافع الضرائب المصري لغة خاصة أو اتجاهًا جنسيًا في تقديم برنامج على قناة عامة غير مشفرة، هذا مخالف للقانون وضد الدستور وميثاق الشرف الصحفي.
إن ما يقدمه باسم يوسف في برنامجه لا يختلف كثيرًا عما تقدمه برامج الطبل والزمر وجوقة المنافقين.. كلهم يقدمون إعلامًا مزيفًا وموجهًا ومستغلاً لأوجاع الناس، يتلاعب بهم وبأحلامهم البسيطة ويستنزف وقتهم وأموالهم لتحقيق بطولات وهمية وزعامات إعلامية ورقية!
ثم إن باسم يوسف كذاب.. حرامي.. يسرق مقالات وأفكار الآخرين.. كتاب إسرائيليين وغربيين وجمال البنا، وحتى برنامجه مسروق طبق الأصل من جون ستيوارت، فكيف يصدق الناس ما يقدمه ويكتبه شخص يقدم نفسه رمزًا للحرية ومحاربًا للفساد بينما هو في الحقيقة كاذب.. وحرامي؟
وإذا كانت سرقة باسم لمقال أو أكثر صادمة للكثيرين من المخدوعين فيه، فإن الصادم والمزعج أكثر هو موقف جريدة الشروق التي استضافته واحتفت به وقدمته لنا بوصفه مفكرًا وكاتبًا كبيرًا، وأنا لن أخوض كثيرًا في علامات الاستفهام العديدة حول توجهات الشروق ونجومها من وائل قنديل حتى هويدي.. ولكني أعتقد أنه قد حان الوقت لتراجع الشروق نفسها وتعيد النظر في نوع البضاعة الصحفية التي من نوعية مقالات باسم يوسف التي تبيعها للناس.
أما باسم يوسف، فأنا أهديه عبارة صديقه أحمد مكي "طير انت"، وأقول له إن تاريخ صلاحيتك انتهى، كما ستنتهي صلاحية آخرين قريبًا، وإذا كنت قد اعتذرت عن سرقة مقال، فكيف ستعتذر عن سرقة شعب؟!.. يا "باسم".. اللص لص وإن اعتذر.
نقلًا عن جريدة الوطن