الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"ليلة السقوط".. يستعيد مذبحة داعش للإيزيدين.. و"الفتاة الأخيرة" يسرد تفاصيل الهجوم الإرهابي

من مسلسل ليلة السقوط
من مسلسل ليلة السقوط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استعادت الحلقات التاسعة والعاشرة والحادية عشر من مسلسل "ليلة السقوط" فظائع وجرائم تنظيم داعش الإرهابي إبان هجومه على إقليم سنجار العراقي في صيف العام 2014، وقيامه بمذبحة ضد أقلية الإيزيدين، فضلا عن بيع الفتيات بوصفهن "سبايا" استولى عليهن التنظيم الإرهابي.
يقوم ببطولة "ليلة السقوط" الفنان المصري طارق لطفي، والفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنان السوري باسم ياخوري، والفنانة السورية كندة حنا، ومشاركة واسعة لنحو130 فنانا وفنانة من عدة دول، ومن تأليف الكاتب والسيناريست المصري مجدي صابر، للمخرج السوري ناجي طعمي.

مسلسل ليلة السقوط

استعرض المسلسل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل العراقية، وتوجهه لمناطق سنجار، معتمدا على قصص حقيقية وذكريات أليمة لأبناء المناطق التي تعرضت لهجمات التنظيم الإرهابي، وخاصة قرى الأقلية الإيزيدية التي حرص قادة التنظيم الإرهابي على إرسال رسائل مُضللة للأهالي تطالبهم بعدم الهروب، وعدم المواجهة، لأنهم ليسوا أعداءً للتنظيم، خلافًا للحقيقة، التي ظهرت بعد اجتياح المنطقة، فقتل التنظيم الرجال وباع النساء سبايا، ووزع بعضهن هدايا على عناصره، وانتقى بعض الأطفال وضمهم لصفوف المقاتلين بعد إخضاعهم لحلقات دينية تستهدف محو عقولهم وتثبيت الفكرة الداعشية في رءوسهم. 
في كتابها "الفتاة الأخيرة" شرحت الناشطة الإيزيدية نادية مراد، الناجية من قبضة داعش، تفاصيل هجوم التنظيم على المنطقة، موضحة أنه أطلق "هجمات مفاجئة على عدد من القرى المجاورة، فقاد آلاف الإيزيديين خارج منازلهم نحو جبل سنجار، في حشود مترنحة مذعورة، سرعان ما تضاءلت حتى باتت خيطًا رفيعًا، وراءهم كان المسلحون يقتلون كل من يرفض اعتناق الإسلام، أو كل من كان على قدر من التعنت أو الإرباك أو يحاول الهرب، فأخذوا يلاحقون أولئك الذين مشوا ببطء وأطلقوا النار عليهم أو نحروهم".
تشير مؤلفة "الفتاة الأخيرة" إلى تعامل التنظيم الإرهابي مع أهالي القرى، فكان اجتياحهم للمنطقة مرعبًا، حتى الناس التي كانت تفر من أمام مقاتليه لا ينظرون للذين يسقطون منهم خوفًا من الوقوع في يد عناصره الإرهابية. 
تقول نادية مراد، إن داعش احتلَّ سنجار بسهولة، إذ لم تلقَ إلا مقاومة بضع مئات من الرجال الإيزيديين الذين قاتلوا للدفاع عن قراهم بأسلحتهم الخاصة، لكنهم سرعان ما نفدت الذخيرة منهم.
تطرقت "مراد" إلى انسحاب قوات البيشمركة الأكراد من أمام مقاتلي التنظيم، حيث وصف الانسحاب من قبل مراقبين بأنه تكتيكي لضمان عدم إراقة المزيد من دماء العائلات التي كانت تفر بكثرة تجاه قوات الأكراد فأحدثوا ارتباكا في الصفوف.
ووفقا لـ"مراد": "أكثر ما أصابنا بالصدمة كان الأكراد الذين أقسموا على حمايتنا، ففي وقت متأخر من الليل ومن دون أي تحذير وبعد أشهر من طمأنتنا أنهم سيقاتلون من أجلنا حتى آخر رمق، خرج البيشمركة من سنجار مستقلين شاحناتهم متوجهين إلى مناطق آمنة قبل أن يصل إليهم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
اجتاحت داعش المنطقة، وبحسب كتابها المشار إليه، فـ"مع مغادرة قوات البيشمركة احتل المقاتلون سريعا المراكز ونقاط التفتيش العسكرية الشاغرة، مما جعلنا نعلق في قريتنا، ولم نكن قد أعددنا خطة للهروب، وقطعت داعش سريعا الطريق الذي يربط قرى سنجار الجنوبية مثل كوجو بالجبل الذي كان قد بدأ يمتلئ بعائلات تحاول الاختباء، وألقي القبض على العائلات القليلة التي حاولت الهرب فقُتلت أو اختطفت".
سردت "مراد" بعض فظائع الهجوم، الذي نتج عنه نزوح الآلاف مات كثيرون منهم بسبب المرض أو التقدم في السن أو أطلق عليه النار بينما تابع البقية هربًا باتجاه الجبل، "كانت شمس الظهيرة على درجة من الخطورة، فتوفي عدد من كبار السن أو المرضى إلى جانب الطريق، لتتداعي أجسادهم النحيلة على التراب كما الأغصان المتساقطة، وكان العابرون من المارة يكملون السير، وكأنهم بالكاد قد لاحظوا وجودهم، حتى لا يتأخروا عن بلوغ الجبل، أو مخافة أن يسقطوا بين أيدي الإرهابيين".
وبالعودة إلى صناع مسلسل "ليلة السقوط"، فإن مؤلف المسلسل، بحسب تصريحات صحفية، كان قد أكد على ضرورة معرفة الشعوب العربية خطورة التنظيمات المتطرفة، فالمسلسل بمثابة تحذير من تسلل أفكار الإرهاب إلى عقول الشباب، لكشفه الكثير من خبايا حقيقية غير معروفة لتنظيم داعش.  

بوستر ليلة السقوط