السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

منظمة الصحة العالمية تمنح مرضى السمنة أملا جديدا

السمنة شائعة في الولايات
السمنة شائعة في الولايات المتحدة الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

السمنة مرض معقد تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة مفرطة. السُمنة ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي. بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية أخرى مثل مرض القلب وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم وأنواع معينة من السرطان.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل البعض يواجهون صعوبة في إنقاص الوزن. تنتج السمنة عادة عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة.
 الأعراض
غالبا ما يستخدم مؤشر كتلة الجسم لتشخيص السمنة. ولحساب مؤشر كتلة الجسم يضرب الوزن بالرطل في 703، يقسم على الطول بالبوصة، ثم يُقسم الناتج مرة أخرى على الطول بالبوصة. أو يُقسم الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر مضروبا في نفسه.
الأسباب
 رغم التأثيرات الجينية والسلوكية والأيضية والهرمونية على وزن الجسم، فإن السمنة تظهر عندما تتناول سعرات حرارية أكثر مما تحرقه في الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية. فجسمك يخزن هذه السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة على هيئة دهون.
تحتوي الأنظمة الغذائية لمعظم سكان الولايات المتحدة على قدر أكبر من اللازم من السعرات الحرارية التي تأتي غالبًا من الوجبات السريعة والمشروبات مرتفعة السعرات الحرارية. ويمكن أن يتناول المصابون بالسمنة كمًا أكبر من السعرات الحرارية حتى يشعروا بالشبع، أو يشعرون بالجوع بسرعة أكبر، أو يتناولون طعامًا أكثر بسبب التوتر أو القلق.
يشغل كثيرون ممن يعيشون في الدول الغربية وظائف لها متطلبات بدنية شديدة الانخفاض، وبذلك فلا يميلون في الغالب إلى حرق قدر كبير من السعرات الحرارية أثناء العمل. وحتى الأنشطة اليومية تستهلك قدرًا أقل من السعرات الحرارية بسبب وسائل الراحة كأجهزة التحكم عن بُعد والسلالم المتحركة ومواقع التسوق الإلكتروني ونوافذ تقديم الخدمات المصرفية من خلال السيارات.
 منظمة الصحة العالمية تمنح مرضي السمنة املا جديدا 

يتفاءل المتخصصون في التغذية العلاجية، بتوجه منظمة الصحة العالمية لإدراج أدوية مكافحة السمنة لأول مرة على "قائمة الأدوية الأساسية" للمنظمة، موضحين في نفس الوقت إيجابيات وسلبيات تلك الأدوية على صحة الإنسان.

وتسترشد حكومات الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط عند اتخاذ قرارات الشراء، بـ"قائمة الأدوية الأساسية".
و ستراجع لجنة من مستشاري منظمة الصحة العالمية الطلبات الجديدة لإدراج الأدوية خلال الشهر المقبل، ومن المقرر صدور قائمة محدثة في سبتمبر، فيما تقدم أطباء بطلب أن تتضمن أدوية للسمنة.

مرض العصر

ويتحدث استشاري التغذية العلاجية بهاء ناجي عن مخاطر السمنة، رغم أنها مرض غير معدي، وعلاقتها بأمراض أخرى فيقول لموقع  "سكاي نيوز عربية":
 • السمنة المسبب الأول لمعظم الأمراض الحادة والمزمنة، ما يتطلب وجود استراتيجية عالمية لمكافحتها.
 • وفقا لمنظمة الصحة العالمية يتضاعف عدد المصابين بالسمنة؛ فهناك أكثر من 650 مليونا من البالغين يعانون منها، وهو 3 أمثال المعدل لعام 1975.
وتضيف أخصائية التغذية العلاجية جيرمين عاطف أن السمنة تصيب بأمراض تصلب الشرايين والقلب والسكري.

بناء على ذلك، تصف أخصائية التغذية العلاجية السمنة في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" بأنها "مرض العصر"، ولا ترتبط بمستوى دخل الفرد بل تطال الجميع.
 العلاج المنتظر

تقدم 3 أطباء وباحث في الولايات المتحدة بطلب دراسة إدراج أدوية مكافحة السمنة، ويشمل الطلب المكون الفعال "ليراجلوتايد" في عقار "ساكسيندا" من إنتاج شركة "نوفو نورديسك" الذي ستنتهي قريبا حقوق استخدامه الحصري؛ ما سيسمح بإنتاج أنواع منه أقل تكلفة.

ويستخدم ساكسيندا  لتنظيم الوزن، إلى جانب اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، وهو يعمل على الدماغ للتحكم بالشهية تجاه الطعام.
بهاء ناجي يوضح ما يلي عن المادة الفعالة بذلك العقار والمتمثلة في هرمون "ليراجليوتايد"، الذي تفرزه الأمعاء بصورة طبيعية بعد تناول الوجبات، ويعطي إشارات للمخ بالشبع:
• المشكلة تتعلق بوجود إنزيمات داخل الجسم تتخلص من هذا الهرمون بعد دقيقتين من إفرازه.

• و قامت شركة "نوفونورديكس" بتعديلات في بروتين الهرمون تجعله يستمر13 ساعة، ويؤخذ بالحقن تحت الجلد مرة كل أسبوع.
• بعد موافقة منظمة الصحة العالمية والمنظمة الأوروبية للغذاء والدواء على "ساكسيندا" بدأ تداول العلاج، لكن بوصفة طبية.
• لا يفضل أن يستخدمه المصابون بسرطان الغدة الدرقية، أو لدى عائلتهم تاريخ مع المرض؛ لذا ينصح بعمل تحاليل قبل استخدام الدواء.

• في حال اعتماد القرار، فسيفتح ذلك المجال لإدخال عقاقير السمنة تحت مظلة التأمين الصحي؛ وهو ما سيضمن جودتها، والقضاء على عشوائية انتشار العقاقير المخالفة؛ وبالتالي تقليل نسبة الإصابة بالسمنة وأمراضها.
 العلاج ليس الدواء فقط 
 تلفت جيرمين عاطف، إلى أن الحل الأمثل لعلاج السمنة ليس الدواء فقط، أما الوقاية والحلول الجذرية فتكون عبر:
• تعويد المواطنين على الالتزام بحياة صحية تعتمد على الأكل المتوازن والرياضة والمجهود البدني.
 • أما الأدوية، فيتم صرفها فقط في الحالات التي لا تستجيب للطرق الطبيعية وحدها.
 • بالنسبة لمن يتناولون الأدوية، تحذر أخصائية التغذية العلاجية من استخدامها إلا في حالة الضرورة، ويُمنع استخدامها دون إشراف طبي.

ويتفاءل متخصصون بإمكانية توفير أدوية أفضل للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط إذا ما أدرجت منظمة الصحة العالمية عقار "ساكسيندا" والأدوية المشابهة على القائمة، قائلة إن هذا "سيشكل نهجا جديدا للمنظمة إزاء السمنة".
 وربما يمهد ذلك الطريق أمام التوصية بدواء أحدث وأكثر قوة من "نوفو نورديسك" تحت اسم "ويجوفي" للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لكن بعض خبراء الصحة العامة يحذرون من تقديم هذه الأدوية على نطاق أوسع مما يجب بوصفها حلا لحالة معقدة لم يكتمل فهمها بعد.