الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصريات

آثار أسوان والنوبة.. سيرة تروى عظمة الأجداد

شمس الجنوب

معبد أبو سمبل
معبد أبو سمبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

خلال شهر رمضان الفضيل، تصحبكم "البوابة نيوز" في رحلة عبر تاريخ المصري القديم، ننطلق خلالها من أقصى جنوب مصر، لنستعرض أهم المعالم الأثرية التاريخية، مُسلطين الضوء على آثار أسوان والنوبة، من خلال عرض لأبرز المعالم الأثرية، من واقع كتاب "آثار أسوان والنوبة"، للدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان الأسبق، في سلسلة حلقات تتناول هذا الإرث الحضاري الهام على بقعة غالية من أرض الوطن.

في الحلقة الأولى من "شمس الجنوب"، نستعرض بشكل عام أهم المناطق الأثرية في محافظة أسوان، حيث "تضم محافظة أسوان منطقتين آثريتين وهي متنوعة تاريخيا ومعماريا، المنطقة الأولى هي المدن القديمة التي تبدأ من مدينة الكاب القديمة في الشمال وتنتهي في جزيرة سهيل في الجنوب، أما المنطقة الثانية، فتقع أمام خزان أسوان، وتبدأ من جزيرة فيلة في الشمال، إلى أن تنتهي عند مدينة "أبو سمبل" على الحدود المصرية السودانية.

وقديما كانت المنطقة الأولى تضم ثلاث مقاطعات قديمة، ففي الجنوب كانت المقاطعة الأولى تاستي وعاصمتها آبو وشمالها تقع المقاطعة الثانية ثست - حور، وعاصمتها جبا "إدفو"، وفي أقصى شمال غرب محافظة أسوان تقع المقاطعة الثالثة نخن، وعاصمتها كانت على الضفة الشرقية للنيل وتسمى نخب الكاب بإدفو"، وبالإضافة لعواصم المقاطعات الثلاث كانت هناك مدن مزدهرة أيضًا مثل: سونو "أسوان القديمة ونبيت "كوم أمبو"، وخني "جبل السلسلة".

أما في المنطقة الثانية، فقد كانت واوات، وهي النوبة المصرية، وتمتد من الشلال الأول حتى الشلال الثاني بين مصر والسودان والآثار فيها تنقسم بين العصور المصرية القديمة، والعصور اليونانية الرومانية، وفي الوقت الذي ترك فيه الملوك المصريون آثارهم في كل ربوع النوبة المصرية، إلا أن الآثار اليونانية / الرومانية ركزت على الجزء الشمالي من النوبة المصرية، ربما بسبب الاضطرابات التي سببها لهم النوبيون المقيمون في هذه المنطقة، وهم يساعدون صعيد مصر على التمرد ضد المحتل اليوناني / الروماني.

وعلى طول هذه المسافة التي تبلغ حوالي ثلاثمائة كيلومتر، توجد مجموعة متنوعة من الآثار البعيدة عن الأعين، تلقي الضوء على تاريخ مصر، من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر المسيحي، ورغم ذلك لا يُشاهدها أغلب المصريين، ربما لبُعدها عن التجمعات السكنية.

وسنبدأ بالحديث في الحلقة المُقبلة عن إدفو صاحبة المكانة المتميزة في التاريخ المصري. والتي تضم في حدودها مقاطعتين من مقاطعات مصر العليا: المقاطعة الثانية والمقاطعة الثالثة، وكانت حدودها القديمة تمتد من إسنا في الشمال، حتى حدود مدينة كوم أمبو الشمالية. وكانت إدفو تمثل مكانة دينية مهمة في مصر القديمة، فهي مقر عبادة الإله حورس، وأيضًا المكان الذي حدث فيه الصراع بين حورس وعمه الإله ست، من أجل خلافة والد حورس المقتول أوزوريس، وهي المكان الذي كانت تأتي إليه الإلهة حتحور من دندرة، لكي تزور زوجها الإله حورس سنويًا، ويُضاف لكل ذلك أنها كانت عاصمة مصر السياسية منذ عصر ما قبل الأسرات، وحتى بداية عصر الأسرات.

يقدم الكتاب رؤية مميزة حول آثار أسوان والنوبة المصرية في عمل يعد وثيقة مهمة ترصد واقع الحالة لآثار تلك المنطقة المهمة تاريخيا وأثريًا، والتي تبدأ من مدينة الكاب القديمة في الشمال، وتنتهي في جزيرة سهيل في الجنوب، ومن منطقة النوبة المصرية أمام خزان أسوان حيث جزيرة فيلة في الشمال وتنتهي عند مدينة "أبو سمبل" على الحدود المصرية السودانية. 

شغل المؤلف مهامًا وظيفية عدة كان من بين أهمها أنه كان مديرًا لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة من 2010 إلى 2014م، ومدير عام صندوق انقاذ آثار النوبة 2014 إلى 2015م، ومدير عام آثار أسوان من 2015 إلى 2020م، ما يعني أن هذا الكتاب هو حصيلة تقدير ومحبة من عالم كان من بين حراس الحضارة المصرية والأمناء عليها.