رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصريات

العالم يتغزل في الحضارة الفرعونية|الصحافة الدولية: الهندسة المعمارية تبنى القيم.. والهوس مستمر منذ اكتشاف مقبرة «توت».. ونيويورك تايمز: المشروع نجا من التهديدات الإرهابية والاضطرابات السياسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


ذا ناشونال: تمثال رمسيس يزيد من سحر وهيبة العرض.. دويتش فيله: أكبر متحف أثرى فى العالم


شركة إسبانية: كنوز توت عنخ آمون درة تاج المتحف.. سويس إنفو: مصر تتحول إلى وجهة سياحية تنافسية

 

 


 

احتفت الصحف العالمية بمشروع المتحف المصرى الكبير، والذى ينتظر افتتاحه خلال العام الجاري، خاصة بعدما استضاف البهو العظيم حفلا فى يناير الماضي، ضم بعض أشهر كلاسيكيات الأوبرا فى العالم، ضمن التشغيل التجريبى لخدمات المتحف، حيث غنت السوبرانو المصرية المُخضّرمة فاطمة سعيد أمام تمثال رمسيس الثانى البالغ من العمر 3200 عام، والذى يبلغ ارتفاعه 11 مترًا، وهو محور قاعة مدخل المتحف، وحظى أدائها بثناء كبير.
ووفق موقع The National، أشاد الجمهور بالحفل، وقال إنهم شعروا بالهيبة من مشهد تمثال رمسيس، والذى زاد من سحر وهيبة العرض، كما شعروا بالدهشة من قوة غناء العالمية فاطمة سعيد.
كما أفردت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» ملفا بالصور عن المتحف المصرى الكبير، واصفة إياه بأنه «سيكون بعد الافتتاح أحد أكبر المتاحف فى العالم التى تعرض تراث الحضارة القديمة».

 

المتاحف العشر الكبرى

أيضا، تصدّرت صورة مدخل المتحف الكبير المتاحف العشر الكبرى المنتظر افتتاحها فى عام 2023، وفى التقرير المصور الذى نشره موقع DW «دويتش فيله» فى نسخته الإنجليزية. قال: إن «المتحف الذى استغرق عشرين عاما من العمل كان من المفترض افتتاحه فى عام 2020، إلا أنه تم تأجيل الافتتاح إلى عام 2023، وبمجرد أن يفتح أبوابه أمام الجماهير، سنكون أمام أكبر متحف أثرى فى العالم، والذى يضم أكثر من خمسين قاعة، ويضم ما يزيد عن مائة ألف قطعة أثرية، بما فى ذلك أجزاء من بعض المعابد».
ومنذ الإعلان عن إتمام تجهيزاته، نشرت مجلة The Art News Paper، لقاء مع أحد مسؤولى مجموعة Acciona Cultural Engineering الإسبانية، والمسئولة عن «التطوير التقنى وتنفيذ الميوزوجرافيك» فى المتحف المصرى الكبير، باعتباره سيكون «أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة».
وقالت الشركة الإسبانية إنه ستعرض المعروضات بترتيب زمني، من عصور ما قبل التاريخ، إلى العصر اليونانى الروماني، وستجمع أيضًا المجموعة الكاملة من كنوز توت عنخ آمون أكثر من 5300 قطعة أثرية لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته قبل قرن على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر بوادى الملوك بالأقصر، وهو المعرض الذى وصفته الشركة الإسبانية على موقعها الإلكترونى بأنه «درة تاج» المتحف الكبير. 
كما نقلت الصحيفة عن نيكولاس مارتينيز، مسئول المشروع، قوله: تُعد طريقة العرض المخصصة للملك الصبى واحدة من أكثر العناصر تحديًا، تخيل العمل حول مجموعة واحدة عن فرعون واحد يعرفه الجميع. هناك الكثير من الغموض والتاريخ. كيف تقدم ذلك؟ 
ويصف مارتينيز العرض النهائى لكنوز الفرعون الصغير بأنه «مسرحي، إضاءة درامية تجعل السقف يبدو وكأنه سماء مليئة بالنجوم». ويقول: سوف تضيء الأضواء السفلية القطع الرئيسية فى شاشات العرض. والهدف هو خلق جو يُجسّد الشعور بالموت مع بداية جديدة، تماشيًا مع المعتقدات المصرية القديمة حول الحياة الآخرة، إنه أمر رائع.

 

 

الهندسة المعمارية والقيم

أما صحيفة النيويورك تايمز، فنشرت مقالًا يحمل عنوانه تساؤلًا هامًا هو: «هل يُمكن للهندسة المعمارية بناء القيم أيضًا؟» ووصف الناقد الفنى جيمس راسل تصميم المتحف المصرى الكبير بأنه «ضخم للغاية، وسيكون أيضًا مذهلًا عند افتتاحه بعد عقود من التحضير، وبعد أن نجا من الاضطرابات السياسية والتهديدات الإرهابية».
وأضاف: يمتد المعرض على مليون قدم مربع، على جرف ارتفاعه 150 قدمًا، حيث ينتقل سهل نهر النيل الخصب إلى الصحراء العالية الجافة التى أقيمت عليها أهرامات مصر العظيمة، وهناك حدائق واسعة، وساحة ضخمة تغمر الزائرين فى صفاء الصحراء القوي. داخل الساحة، يقف تمثال رمسيس الثانى الذى يبلغ ارتفاعه 40 قدمًا فى ترحيب صامت، ويرحب بالزوار وينقلهم إلى حوالى 3500 عام من التاريخ. 
وتابع: إنه تمثال رمسيس مغمور بأشعة الشمس التى يتم ترشيحها من المناور عبر الألواح الشبكية التى تُغطّى سقف المكان المتموج، الذى يبلغ ارتفاعه 130 قدمًا، وهناك سلم كبير يطل على جانب واحد، تصطف على جانبيه موكب فخم من حوالى 60 قطعة من التماثيل المعمارية والملكية، ويتم تظليل هذه الأشياء مقابل منظر يتم كشف النقاب عنه مع صعود الزوار، وعلى بعد أكثر من ميل واحد، تقف أهرامات الجيزة فى روعة هائلة.
وأوضح أن «المعارض المؤقتة والدائمة على ثلاثة مستويات، تشمل القناع الذهبى الشهير، من بين 5300 قطعة تم التنقيب عنها من قبر توت عنخ آمون، «الملك الصبي» الذى توفى فى سن 19 عام 1325 قبل الميلاد».
واختتم «راسل» حديثه عن المتحف بالقول: من المؤكد أن المتحف المصرى الكبير سيكون نقطة جذب سياحى معزز للاقتصاد، بسعة مائة ألف زائر، قد تروى أيضًا قصصًا جديدة من شأنها أن تثرى فهم العالم للتواريخ الحاسمة وتسمح لإرثها الاستثنائى بأن يتردد صداها بشكل أعمق فى مفترق الطرق هذا للثقافات الأفريقية والعربية والإسلامية والمسيحية واليهودية.
وفى تقريرها حول المتاحف الأكثر تشويقا، المنتظر افتتاحها خلال عام 2023، قالت مجلة Smithsonian Magazine. إن «انتظار المتحف المصرى الكبير «GEM» لا ينتهى أبدًا» حيث عرض فى قائمة افتتاح المتاحف الأكثر توقعًا لعام 2020، ثم مرة أخرى فى عام 2022.
وأضافت فى الموضوع المنشور نهاية يناير الماضي: فى حين أن تاريخ الافتتاح الدقيق لا يزال غير مؤكد، فقد أعلن المتحف رسميًاأنه سيكون فى وقت ما فى عام 2023. 
وتابعت: القطع الأثرية نُقلت من جميع أنحاء مصر، بما فى ذلك الأقصر والإسكندرية والفيوم والشرقية وغيرها، إلى مساحة تبلغ 870 ألف قدم مربع. ومن بين هذه المراكب مركب خوفو التى أعيد بناؤها، وهى مركب يعود تاريخها إلى 2500 عام قبل الميلاد.
يرتفع المتحف المصرى الكبير من هضبة صحراوية بين القاهرة وأهرامات الجيزة، وهو أكبر متحف أثرى فى العالم، ويضم مجموعة هائلة بشكل لا يصدق من الكنوز والتحف القديمة فى واحدة من أقدم البلدان على وجه الأرض. 
وأشارت مجلة Forbs الاقتصادية الشهيرة إلى أن افتتاح المتحف الكبير هو «أكبر حدث أثرى منذ مائة عام». وأشارت إلى أنه إضافة إلى أن «الانجذاب المغرى إلى مصر يبقى أمرا أبديا، فإن الافتتاحات التى تقوم بها مصر مؤخرا لمواقع أثرية ضخمة أعادت إلى هذه الدولة هوسا مفتقدًا منذ 100 عام، أى منذ اكتشف البريطانى هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون»، ولفتت إلى أن هذا «الهوس» يتواصل مع افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى طال انتظاره.

 

وجهة سياحية تنافسية

كذلك، أشار موقع Swiss info إلى أن «مصر تتحول إلى وجهة سياحية تنافسية»، حيث أن الدولة «تنفق المليارات لتكون وجهة سياحية وأثرية دولية لا تقتصر صورتها على أهرامات الجيزة وأبو الهول أو الفراعنة فقط. بل تُريد أن تُصبح وجهة دولية تنافسية، من خلال إتاحة مجموعة من المتاحف والمعالم والمطاعم والحياة الفاخرة للزوار القادمين إليها». 
وأكد الموقع السويسرى أن «مصر شهدت فى عام 2022 ما يقرب من 5 ملايين زائر فى بداية العام، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 85% مقارنة بالعام الماضي. مما يثبت أن المزيد من المسافرين يعتبرون مصر وجهة سفرهم المفضلة».