الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صناعة الوعي.. السينما المصرية توثق البطولات وتعزز ثقافة الانتماء الوطني

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تميزت السينما المصرية بطابع خاص، ضمن لها البقاء والاستمرارية، كما أنها ساهمت في تعزيز روح الاتنماء وتوثيق البطولات، وهنا نرصد بدايات السينما ودورها في مسير الوعي والتنمية.

لم تعد السينما في مصر والعالم وسيلة ترفيه وحسب، وإنما باتت واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة المُعبّرة عن أفكار وتوجهات ووجهات نظر الحكومات والنظم السياسية في العديد من بُلدان العالم، بهدف تعزيز روح الانتماء، وتسليط الضوء على قضية ما بشكل إنساني، وحشد الجماهير لتبني وجهة نظر داعمة للدولة في مواجهة عدوها الخارجي، وكذا دعم الهوية، وإثراء روح الاعتزاز بالانتماء الوطني، وصناعة الوعي الاجتماعي، وتسليط الضوء على بطولات أبناء الوطن في الميادين المختلفة، ناهيك عن تحولها لواحدة من أهم مصادر الدخل القومي في بعض البلدان، بعد أن أصبحت هذه الصناعة رقم هام في المعادلة الاقتصادية.

فن السَحَرة والحواه

السينما، ذلك الفن الذي نشأ شعبيًا منذ بدايات ظهوره في صالات التسلية البدائية في العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها إحدى العاب السحرة والحواة، والذي تعلق به الجمهور منذ يومه الأول بكل فئاته تقريبًا، ونظرًا لأهميته وتزايد جماهيريته مرّت السينما بمراحل تطور طويلة، شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض دول أوروبية، في مقدمتها فرنسا وإنجلترا، وأُطلق على السينما مُصطلح «الفن السابع»، وهو المًصطلح الذي أطلقه الناقد الفرنسي الإيطالي الأصل «ريتشيوتو كانودو» منذ عام 1923؛ حيث يرى أن السينما تضم الفنون الستة العالمية المعروفة السابقة عليها في الزمن وهي العمارة والموسيقى، والرسم والنحت والشعر والرقص؛ باعتبار أن السينما تجمع كل ما سبق في وعاء واحد، وهو الفيلم السينمائي.

بدايات السينما

كانت بدايات السينما بـ«الفيلم الصامت» في الفترة من 1920 إلى 1930، قبل أن يظهر الفيلم الإخباري في الفترة من 1930 إلى 1940، والذي تطلّب وجود الصوت المصاحب للصورة، نظرًا لضرورة التعليق على الأحداث وتقديم نموذج مرئي أقرب للواقع"، ثم تطور فن السينما لما يُعرف بـ«أفلام الشوارع» والكاميرا المتحركة، التي كانت تُعالج حياة رجل الشارع، وتُقدم الواقع بشكل أكبر، والتي أطلق عليها الناقد السينمائي الألماني «كراكاور» اسم «أفلام الشوارع»، التي أصبحت نقلة نوعية في تاريخ السينما، لما لها من تأثير كبير في مختلف بلدان العالم أنذاك.

التنوير وصناعة الوعي

منذ بداياتها، تميزت السينما المصرية بطابع خاص، ضمن لها البقاء والاستمرارية وزيادة الإقبال جماهيريًا، ومن ثم الزخم إنتاجيًا، حيث تنوعت الموضوعات والقضايا التي تناولتها السينما المصرية، بين سياسية، اجتماعية، علمية، فكرية، خيال علمي، حربية، فكاهية، منوعات، والتي بات أغلبها علامة بارزة في تاريخ السينما العربية.

ولعبت السينما المصرية دورًا هامًا في التنوير وصناعة الوعي وتعزيز الانتماء الوطني، ودعم الهوية الوطنية، وذلك على عدة محاور أبرزها الأفلام الحربية ذات القصة والأحداث المبنية على وقائع عمليات عسكرية حدثت بالفعل، بالإضافة تلك التي استمدت تفاصيل أحداثها من ملفات المخابرات العامة المصرية، حيث حظيت هذه الأفلام بجماهيرية كبيرة وحققت نجاحًا باهرًا، وعززت - على جانب آخر - روح الانتماء الوطني، وكشفت العديد من الجوانب الخفية على المواطن البسيط، ورجل الشارع في الريف والحضر.

الأفلام الحربية وتعزيز الانتماء

أفلام مثل: «أبناء الصمت، الرصاصة لا تزال في جيبي، الطريق إلى إيلات، أغنية على المرر، إعدام ميت، الصعود إلى الهاوية، يوم الكرامة، الممر»، وغيرها، نجد أنها عرّفت المواطن المصري والعربي بحقيقة الصراع العربي الاسرائيلي، وكانت وسيلة تثقيفية من نوع خاص، يحمل المعرفة مع الإبهار في آن.

كما عززت هذه الأفلام الإدراك لدى المواطن العربي ثقافيًا ليكون على دراية بما يحيكه لنا العدو من مكائد عسكريًا ومخابراتيًا، والجهود التي تبذلها أجهزة الدولة المختلفة لفضح هذه المؤامرات، وحماية أمن الوطن، داخلًا وخارجيًا.

تعريف بالقضايا الإقليمية

لا يقتصر دور السينما على تناول القضايا المحلية وحسب، فمن بين الأفلام المصرية التي عززت روح الانتماء العربي، فيلم «جميلة»، الذي اتسعت من خلاله الرقعة لتشمل دعم وتعزيز الهوية القومية العربية في فترة بازخة من تاريخ الأمة العربية، توثيقًا لمعاناة الشعب الجزائري الذي سعى جاهدًا لتحرير ترابه الوطني، وامتلاك حريته، ليُصبح سيد القرار وصاحب السيادة على أرضه ومقدراته، وصاحب الحق الأوحد في تقرير مصيره. كان لهذا الفيلم دورًا كبيرًا في عرض القضية الجزائرية، وتعريف الأمة العربية بما يحدث على أرض الواقع، وما يُعانيه هذا الشعب العربي الشقيق. ليست السينما وسيلة ترفيه وحسب، وإن كانت من أهم اللغات الفنية، والمُعبر عن ثقافة وحضارة الشعوب، إلا أنها أيضًا وسيلة هامة للدفاع عن حقوق الشعوب، وعرض قضاياهم العادلة، ورحلة كفاحهم لاسترداد حقوقهم المشروعة، ورفع الروح الوطنية وتعزيز الانتماء لدى المواطن المصري والعربي.

أهم منابر الثقافة والتنوير

كانت الأفلام الحربية المصرية ولا زالت أحد أهم الروافد الثقافية التي طرحت قضايا الدولة المصرية العادلة في الدفاع عن كامل أراضيها، وقدمت نموذجًا مضيئًا، لتضحية أبناء المجتمع المصري، ورغم تصنيفها كأفلام حربية، إلا أنها لم تغفل الجانب الإنساني والاجتماعي في حياة الأبطال.

ورغم تنوع الروافد الثقافية وتعددها، ستظل السينما أحد أهم منابر الثقافة والتنوير وصناعة الوعي، من خلال توظيف تقنياتها المختلفة لتقديم المعرفة بأشكالها المتميزة التي أبهرت الجماهير قديمًا، وما زالت وثائق حية وشاهدة على كفاح ونضال الشعوب.

 

أبناء الصمت

أبناء الصمت

أغنية على الممر

أغنية على الممر

الرصاصة لا تزال

الرصاصة لا تزال

الرصاصة

الرصاصة

الصعود إلى الهاوية

الصعود إلى الهاوية

الممر