السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أسوشيتيد برس: بايدن يستهدف تضييق فجوة الثقة خلال القمة الأمريكية-الإفريقية

 بايدن
بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" أنه من المقرر أن يستضيف الرئيس جو بايدن عشرات القادة الأفارقة غدا /الثلاثاء/ في واشنطن، حيث يتطلع البيت الأبيض إلى تضييق الفجوة المتفاقمة في الثقة مع إفريقيا- وهي الفجوة التي نمت على مدار على مدار سنوات من الإحباط بشأن التزام أمريكا تجاه القارة السمراء.
وقالت الوكالة -في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- إن مسؤولي إدارة بايدن قللوا من شأن القلق المتزايد بشأن نفوذ الصين وروسيا في إفريقيا، التي تضم أكثر من 1.3 مليار شخص. وبدلا من ذلك، سعى مسؤولو الإدارة للتركيز على جهودهم الرامية إلى تحسين التعاون مع القادة الأفارقة.
من جانبها قالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير ردا على سؤال حول الظلال التي ستلقي بها الصين وروسيا على هذه الاجتماعات "هذه القمة هي فرصة لتعميق العديد من الشراكات التي نحظى بها في القارة الإفريقية"، "سنركز على جهودنا لتعزيز هذه الشراكات عبر مجموعة واسعة من القطاعات التي تمتد من الأعمال التجارية إلى الصحة إلى السلام والأمن، لكن تركيزنا سيكون على إفريقيا الأسبوع المقبل".
بينما قال البيت الأبيض إن بايدن سيستغل الاجتماع لإعلان دعمه لإضافة الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، وأشارت الوكالة إلى أن القمة ستكون أكبر تجمع دولي في واشنطن منذ مرحلة ما قبل انتشار جائحة كوفيد-19، ويأتي ذلك وسط توقعات بأن تتمحور المحادثات حول فيروس كورونا وتغير المناخ وتأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على إفريقيا والتجارة وما إلى ذلك، وفقا لمسؤولي البيت الأبيض. 
وكذلك من المقرر أن يلقي بايدن ملاحظات في منتدى أعمال أمريكي- إفريقي، ويعقد اجتماعات مجموعات صغيرة مع القادة ويقيم مأدبة عشاء للقادة في البيت الأبيض، كما أنه سيشارك في جلسات أخرى مع القادة خلال الاجتماع.
ونوهت أسوشيتيد برس بأن بايدن قد أمضى معظم العامين الأولين من توليه المنصب في محاولة لتهدئة مخاوف المتشككين على المسرح الدولي بشأن القيادة الأمريكية، بعد أربع سنوات من سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب الخارجية التي تمحورت حول مبدأ "أمريكا أولا"، ومن ثم بات لدى بايدن -مع كون هذه القمة متابعة لأول اجتماع من هذا القبيل عقده الرئيس الأسبق باراك أوباما قبل ثماني سنوات- فرصة لتهدئة المخاوف في إفريقيا بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن الاهتمام بهذه العلاقة.
وأشارت الوكالة إلى أن جهود بايدن لتقريب الدول الإفريقية من الولايات المتحدة تأتي في لحظة معقدة، حيث أوضحت إدارته أنها تعتقد أن النشاط الصيني والروسي في إفريقيا يمثل مصدر قلق كبير للمصالح الأمريكية والإفريقية.
وكانت إدارة بايدن قد حذرت -في استراتيجيتها لإفريقيا جنوب الصحراء التي تم الكشف عنها في أغسطس- من أن الصين -التي ضخت المليارات في الطاقة والبنية التحتية الإفريقية ومشاريع أخرى- تعتبر هذه المنطقة ساحة يمكن لبكين فيها "تحدي النظام الدولي القائم على القواعد وتعزيز مصالحها التجارية والجيوسياسية الضيقة تقويض الشفافية والانفتاح ".
وتجادل الإدارة أيضا بأن روسيا -تاجر الأسلحة البارز في إفريقيا- تنظر إلى القارة على أنها بيئة تسمح للأوليجارشية المرتبطة بالكرملين والشركات العسكرية الخاصة بالتركيز على إثارة عدم الاستقرار من أجل مصلحتهم الاستراتيجية والمالية (بحسب الوكالة الأمريكية).
ومع ذلك يؤكد مسؤولو الإدارة أن المخاوف بشأن الصين وروسيا لن تكون مركزية في المحادثات، فقد صرحت مولي في، مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية -للصحفيين قبل القمة- بأن "الولايات المتحدة تمنح الأولوية لعلاقتنا مع إفريقيا من أجل مصالحنا المشتركة وشراكتنا في التعامل مع التحديات العالمية"، "نحن ندرك جيدا -مرة أخرى- تاريخ الحرب الباردة وندرك -مجددا- التأثير الضار للاستعمار على إفريقيا ونسعى بجدية لتجنب تكرار بعض أخطاء تلك العصور السابقة".
ومن المتوقع أن يشارك بايدن مع القادة في جلسة حول تعزيز الأمن الغذائي ومرونة النظم الغذائية، فقد تأثرت إفريقيا بشكل غير متناسب بالارتفاع العالمي في أسعار المواد الغذائية الذي نتج جزئيا عن انخفاض الشحنات من أوكرانيا المصدر الرئيسي للحبوب.
وأوضح التقرير أن أحد الجوانب الفريدة لهذه القمة هو بحث الأضرار الجانبية التي ألحقتها الحرب الروسية بإفريقيا من حيث الإمدادات الغذائية وتحويل المساعدات الإنمائية إلى أوكرانيا، وقال جون ستريملو وهو أستاذ العلاقات الدولية الزائر في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، "لقد كانت تكاليف الفرصة البديلة للحرب مرتفعة للغاية في إفريقيا".
واختتمت الوكالة تقريرها قائلة، إنه ربما يكون الأهم من ذلك أنها قد تكون فرصة لبايدن لإثبات كون إفريقيا، أكثر من ساحة معركة في تنافسها الاقتصادي والعسكري مع بكين وموسكو.