رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

زيارات أمريكية متكررة لإنهاء معاناة سكان مخيم «الهول» بسوريا

مخيم الهول
مخيم الهول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

زيارات أمريكية متكررة لمخيم «الهول» الواقع في ريف الحسكة شرق سوريا، والذي يقبع بداخله الآلاف من عوائل تنظيم «داعش» الإرهابي وأطفالهم، من أجل إيجاد حلول جذرية وحتمية لإنهاء معاناة المخيم.
وتأتي الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد أمريكي مطلع نوفمبر الجاري، لمناقشة عمليات المساعدة والاحتياجات الأمنية في سوريا مع السلطات المحلية والشركاء، داخل مخيم "الهول" الذى يشهد ظروفًا إنسانية صعبة منذ سنوات، وجرائم متزايدة، في ظل إهمال قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تسيطر عليه، شئون المقيمين فيه الذين يعانون من تردي الظروف المعيشية والأمنية.
وأجرى وفد رسمي أمريكي زيارة لمخيم «الهول» للنازحين في ريف الحسكة، حيث قالت السفارة الأمريكية في دمشق، إن الوفد زار المخيم لمناقشة عمليات الإعادة إلى الوطن والمساعدة والاحتياجات الأمنية في سوريا مع السلطات المحلية والشركاء.
وشجعت السفارة الأمريكية جميع الدول التي لديها مواطنون في سوريا، على العمل مع الولايات المتحدة من أجل حلول دائمة.
وفي سبتمبر الماضي، صرح الجنرال الأمريكي «مايكل إريك كوريلا» قائد القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، أنه ينبغي الإسراع في ترحيل ودمج الآلاف من أفراد أسر مقاتلي تنظيم «داعش» الذين يقبعون في المخيم، مشيرًا إلى أن «سنتكوم» تعمل على إعادة أسر معتقلي التنظيم العراقيين إلى جانب مساعدة بغداد في تسريع نقل معتقلي التنظيم المحتجزين في سوريا لمحاكمتهم في بلادهم.
منظمة «أطباء بلا حدود» حذّرت من حياة مأساوية يعيشها أطفال مخيم الهول، جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف، داعيةً التحالف الدولي بقيادة واشنطن والدول التي يُحتجز مواطنوها في المخيم، الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية، إلى إيجاد حلول بديلة "في وقت لم يتم إحراز تقدم كافى لإغلاقه.
وخلال تقرير أصدرته منظمة «أطباء بلا حدود»، تحت عنوان «بين نارين»، وثّقت معاناة سكان مخيم «الهول» الذي يكتظ بعوائل داعش بينهم ٦٤٪ من الأطفال، حيث قال مدير العمليات في المنظمة «مارتن فلوكسترا»: "رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأسوية عن أطفال يموتون جراء التأخر في تلقيهم الرعاية الصحية الضرورية، وفتيان يفرَّقون بالقوة عن أمهاتهم بمجرد بلوغهم ١١ عامًا، من دون أن يُعرف عنهم شيئًا"، مضيفًا: «الهول في الحقيقة سجن مفتوح، وغالبية قاطنيه من الأطفال، الكثير منهم ولدوا فيه، وحرموا من طفولتهم، وحُكم عليهم أن يعيشوا حياة معرضة للعنف والاستغلال، ومن دون تعليم، وفي ظل رعاية صحية محدودة»، مشيرًا إلى أن طفلًا في الخامسة من العمر توفي على الطريق إلى المستشفى فاقدًا للوعي ووحيدًا بعدما تأخر إذن نقله لساعات"، بحسب التقرير.
وتوفي ٧٩ طفلًا، في عام ٢٠٢١، وفق «أطباء بلا حدود»، التي لفتت إلى أن الأطفال يشكلون ٣٥ في المائة من إجمالي وفيات المخيم، ومنهم من قتل في حوادث عنف، بينها تبادل لإطلاق النار.
وعلى الرغم من النداءات المتكررة من قبل الإدارة الذاتية، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها، وقد تسلمت دول قليلة عددًا من مواطنيها وبأعداد كبيرة مثل أوزبكستان، واكتفت أخرى، خصوصًا الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.
ويؤوي مخيم الهول أكثر من ٥٠ ألف شخص، نصفهم من العراقيين وبينهم ١١ ألف أجنبي من نحو ٦٠ دولة يقبعون في قسم خاص بهم. ولا يتمتع سكان المخيم بحرية الحركة وخصوصًا القاطنون في القسم الخاص بالأجانب؛ حيث يشهد المخيم حوادث أمنية، تتضمن هجمات ضد حراس وعاملين في المجال الإنساني وجرائم قتل، وقُتل أكثر من ١٠٠ شخص في المُخيم بين يناير ٢٠٢١ ويونيو ٢٠٢٢، وفق الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، قالت القيادة المركزية الأمريكية في سوريا والعراق، إن الحل الأنسب بالنسبة للمخيم، هو استعادة البلدان الأصلية مواطنيها وإعادة تأهيلهم ودمجهم، مشيرة إلى أنه لا يوجد حل عسكري للتهديد الذي يمثله المخيم، حيث توجد الآلاف من عائلات مقاتلين سابقين في تنظيم داعش، وأكدت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أصدرته، أن مخيم الهول بات يمثل تهديدًا حقيقيًّا للمنطقة، وكارثة إنسانية، مع وجود ٥٦ ألف شخص فيه، أكثر من ٩٠٪ منهم من النساء والأطفال، وسط ارتفاع شديد لدرجات الحرارة، وشح كبير في المياه.