الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بضاعة رخيصة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بمروري صدفه من امام احدي ادوار السينما بالقرب من منزلي بمدينه فرساي الفرنسيه لفت نظري لافتة كبري عليها اسم فيلم فاز بجائزة في مهرجان كان السينمائي لهذا العام 
اثار فضولي اسم الفيلم الذي يحمل كلمه "مؤامره القاهره"  الامر هنا متعلق ببلدي الاصل فبدون تردد وجدت نفسي  داخل قاعه الفيلم لمشاهدته واعتقدت بأني ساكون وحدي بالقاعه نظرا لقله اعداد المصريين في تلك البلده او حتي الاخوه العرب الا إنني فوجئت بعدد لا بأس به  جميعهم فرنسيو الاصل لمشاهده الفيلم 
وبدأت احداث الفيلم تدور حول طالب  من المنزله يعمل اليه صيادا حصل علي منحه للدراسه في  جامعه الازهر واعتقدت للوهله الاولي بأن مخرج الفيلم الذي هو من اصل مصري سوف يتحدث في فيلمه عن هذا الصرح الديني العظيم الذي يلجأ اليه جميع العلماء من جميع الانحاء لاخذ الامر والمشوره وان يلقي الضوء علي اهميه هذا الصرح العلمي والديني العريق والذي يمثل تيار الاسلام الوسطي إلا انه في احداث الفيلم الذي كان عار تمام من الصحه في احداثه وتزييف الحقيقه وطمث كل ما هو قائم وحتي ابطال الفيلم لم يكن بينهم ممثل مصري فقد استعان المخرج بممثلين ليسوا بمصريين. كانت مناظر التصوير  في مصر  فعلا وفي الازهر وبعض المناظر مأخوذه من عده شوارع مصريه الا انه ما تحدث عنه المخرج، المصري الاصل سويدي الجنسيه، هو تشويه حقيقي لاسم مصر والقاء الضوء علي نقاط غايه في الخطوره مستعيرًا الفيلم واحداثه من خياله الذي اراد به تشويه بلده الاصل حتي يتم مكافاته بجائزه في مهرجان كان السينمائي لهذا العام.
فقد صور المخرج للعالم ان تلك المؤسسه مخترقه من الجماعات المتشدده وقام بتشويه رجال وعلماء الأزهر بل وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وتحدث عن ان الدوله المصريه ترغب في زواج حقيقي بين الدين والدوله وانها تتحكم في اختيار مجالس العلماء ومنصب الامام الاكبر وتختار كيفما تشاء، وهذا غير صحيح وافتراء، بل ووصلت احداث الفيلم الي تشويه الاجهزه الامنيه بمصر والقيادات الهامه وتشويه السياسه المصريه في ابشع صورها وهو امر مخالف للحقيقه ومؤسسات الدولة المصرية المحترمة؛ وعار تماما في احداثه وافتراءاته علي تلك المؤسسه الدينيه العريقه التي يلجأ لها طلاب العلم من كل العالم.
الحقيقه بعد ما شاهدت احداث هذا الفيلم الذي اثار ضجه كبري واقبل عليه الفرنسيين الذين يحبون مصر والراغبين في معرفه كل شيء عنها ليس فقط السياحه واثارها الفرعونية وتاريخها العريق بل معرفه كل شيء عن سياستها واستقرارها الامني؛ وطبعا المخرج وجد غايته المنشوده في تشويه بلده واخراج وطنه الاصلي بتلك الصوره للعامه بعد تصويره الفيلم في تركيا والباقي طبعا مفهوم لنا جميعا.
والحقيقه اني اصبت بهذيان شديد وغصى في القلب ان اري هذا الفيلم واحداثه المزيفه وان يقوم مصري بطعن بلد تسعي قياداته ومواطنيه بكل طاقتهم للحفاظ عليه ورئيس يحاول سباق الزمن حتي تصبح مصر قويه؛ في وقت تشهد فيه مصر حوار وطني حقيقي، ومبادرات من الدولة للعفو الرئاسي، وفي سياق مؤتمر اقتصادي قوي لدفع مسارات التنمية.
هذه المحاولات المشبوهة لمحو وطمث جهود الدولة المبذوله للحفاظ علي استقرارها الامني مصيرها العدم، لأني أيقنت فعلا بأن الحقيقه هي  تأتي من الايمان بحريه الابداع والفكر لكن الابداع الايجابي الذي يترتب عليه اثارا طيبه واستقرار سياسي وامني ولا تأتي من الاصطناع والتخليق الذي يدمر امه او يدعو للتمرد علي واقع مزيف لايوجد غير في مخيله مؤلف او مخرج يرغب في التنازل عن الكرامه لمجرد الفوز بجائزة 
واتسائل ألم يكن هناك شيء يفعله هذا المخرج ليحصل علي جائزه سوي علي رفات وطن يسعي مواطنيه بالحفاظ عليه ولم يكن هناك شيء اخر يستحق جائزه في مهرجان عالمي سوي ان يطعن الوطن بخناجر ابناءه اسمحلي اقول لك ياصاحب الجائزه بانها ارخص جائزه تلك التي تأتي علي تشويه وعلي زعزعه امن واستقرار بلد بل وتصدير صوره مشوهه ومزيفه للغرب عن بلدنا 
المناصب زائله ووطننا باق.