رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بوتين يوقع معاهدة ضم القرم ويهاجم الغرب بضراوة

الرئيس فلاديمير بوتين
الرئيس فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا مفعما بالوطنية اليوم الثلاثاء أكد فيه حق بلاده في منطقة القرم ووضع رؤية لروسيا عظمى قد تحدد ملامح فترته الثالثة في الرئاسة وسط موجة من التصفيق والهتافات بل وحتى الدموع.
وخلال خطابه أمام النخبة الموالية له من الساسة ورجال الأعمال قدم بوتين رؤية محافظة بشدة لعالم تتوق إليه روسيا بعد ان فقدت أراضي خلال انهيار الاتحاد السوفيتي. واستغرقت الكلمة 47 دقيقة وقاطعها الحضور بالتصفيق 30 مرة على الأقل.
وصور بوتين نفسه على انه حارس الأمة والروس في كل مكان واتخذ موقفا متحديا تجاه الغرب ورسم مسارا يركز على الوضع الداخلي ويؤكد حجم التغيير الذي طرأ على تفكيره منذ أن تولى السلطة للمرة الأولى قبل 14 عاما.
وقال بوتين في كلمته التي القاها من على منصة في قاعة سان جورج بمبنى الكرملين بعد يومين من موافقة القرم في استفتاء على ان تصبح جزءا من روسيا "كانت القرم في قلوب وعقول الناس جزءا من روسيا وستظل جزءا لا ينفصل منها."
وبعد عامين على احتجاجات حاشدة في موسكو ومدن اخرى كبيرة هزت لفترة وجيزة قبضته على السلطة ظهر بوتين في صورته القديمة التي تتسم بالثقة والتحدي وبدا بالنسبة للكثير من الروس في أفضل حالاته خلال أزمة.
وبدا أن بوتين يبحث عن "فكرة كبيرة" ترسم ملامح فترته الرئاسية الجديدة التي بدأت في مايو ايار 2012 وتستمر لمدة ستة أعوام. وقد اتاحت أزمة القرم هذه الفكرة فيما يبدو لكنها جاءت وسط مخاطر حدوث انهيار اقتصادي في روسيا وعزلة من الغرب.
وارتفعت شعبية بوتين إلى أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أعوام منذ بدء المواجهة بين الشرق والغرب بشأن أوكرانيا وبعد الاطاحة بالرئيس الأوكراني المؤيد لموسكو الشهر الماضي واستيلاء القوات الروسية على شبه جزيرة القرم التي كان الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروتشوف سلمها لأوكرانيا عام 1954.
وصفق الحاضرون وقوفا اثناء كلمة بوتين وهتفوا "روسيا! روسيا!". وتوجت الكلمة بتوقيع معاهدة تجعل القرم جزءا من روسيا وبكت سيدتان من فرط الفرحة.
وتخلى بوتين (61 عاما) عن كل الاشارات تقريبا لليبرالية التي أظهرها حين تولى السلطة خلفا لبوريس يلتسن وبدأ اعادة النظام بعد الفوضى السياسية والاقتصادية في التسعينات حين ضعفت سلطة الكرملين.
واجتذبت مظاهرة مناهضة للحرب في موسكو حوالي 30 الف شخص يوم السبت لكن الانتقاد الليبرالي لبوتين بشأن القرم توارى امام الحماس الوطني.
وعاد بوتين الى فكرة غالبا ما استخدمها لحشد الروس خلفه فوصف انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 بأنه صدمة لكل الأمة الروسية.
وقال "أخلد ملايين الروس للنوم في بلد واحد واستيقظوا في بلد أجنبي. - واصبحوا جزئيا أقليات عرقية في الجمهوريات السوفيتية سابقا. واحد من أكثر الشعوب تقسيما على وجه الأرض." وأضاف "اليوم وبعد سنين كثيرة سمعت كيف أن ابناء القرم قالوا قبل وقت ليس طويلا في التسعينيات انهم نقلوا من يد إلى يد كأنهم أجولة بطاطس (بطاطا)."
ولجأ الى أسلوب قديم آخر فانتقد الغرب ورفض الاشارات بالخارج إلى أن روسيا قد تحاول الاستيلاء على المناطق التي تتحدث الروسية في شرق اوكرانيا.
وقال "يفضل شركاؤنا الغربيون وعلى رأسهم الولايات المتحدة ألا يملي القانون الدولي سياساتهم العملية وإنما يمليها حكم السلاح."
وأضاف "يعتقدون أنهم يتمتعون بمكانة استثنائية ويشعرون أنهم المختارون وبإمكانهم تقرير مصائر العالم وأنهم فقط من هم على حق."
وصور الزعماء الجدد في كييف بأنهم "قوميون ونازيون جدد ومعادون للروس ومعادون للسامية."
وقال المحلل السياسي ديمتري بادوفسكي ان بوتين يبدو كأنما وجد "فكرته الكبرى" في جمع الناس معا تحت شعار "اعادة الوحدة الوطنية".